تشهد أربع مدن ليبية اكتظاظا باللاجئين السودانيين بعدما فر مئات الآلاف منهم بسبب الحرب في بلادهم وعبروا إلى ليبيا، مما أثار مخاوف بشأن الزيادة المحتملة في عدد المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط.
وكشف رئيس برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية مالك الديجاوي، أن السلطات المحلية في مدينة الكفرة، أحصت نحو 400 ألف لاجئ سوداني، لكن تقديرات منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية تؤكد أن عدد اللاجئين السودانيين يفوق ضعف هذه الإحصائية.
وكشف الديجاوي، لموقع «سودان تربيون» المحلي الإثنين، أن مدنا ليبية قرب الحدود مع مصر وتشاد تشهد اكتظاظا للسودانيين الفارين من الحرب في السودان.
ولفت إلى تكدس كبير للسودانيين في الكفرة والعاصمة طرابلس، حيث يوجد مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، موضحا أن اللاجئين يفترشون الأرض حول المقر للضغط في اتجاه تسجيلهم كلاجئين.
ووفق الديجاوي فإن اللاجئين السودانيين يدخلون من مصر عن طريق طبرق ومن تشاد عن طريق سبها، والقطرون حيث تشهد هذه المناطق تكدسا لافتا للسودانيين الذين فروا من القتال في بلادهم.
ويعبر مسؤول برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية، عن مخاوف المنظمة والسلطات الليبية من ازدياد المغامرين بركوب البحر المتوسط والهجرة إلى أوروبا.
وتسود مخاوف بعد تسلل اليأس إلى اللاجئين من تسجيلهم لدى مفوضية اللاجئين، أن يركبوا البحر في محاولات للوصول إلى أوروبا.
وقال المسؤول إن المهربين يستغلون هذه الظروف، إذ غرق 40 مهاجرا سودانيا الأسبوع الماضي، وهم يحاولون العبور لأوروبا، مضيفا أن أعيان الكفرة ومدن أخرى استقبلوا لاجئين سودانيين في المزارع أو عن طريق تأجير عقارات وسط نشاط مكثف من المنظمات لاستيعاب الأعداد الكبيرة وتوفير الأغذية والأغطية.
ومنذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أبريل الماضي، اضطر آلاف السودانيين للجوء عبر البر إلى مصر وتشاد.
ونوه الديجاوي إلى إرسال سيارات محملة بالمساعدات من بنغازي، بينما التقى السفير السوداني بطرابلس رئيس حكومة الوحدة الموقتة، عبد الحميد الدبيبة، وعدد من المسؤولين الليبيين، ما أسفر عن استثناءات أهمها إعفاء الطلاب السودانيين من رسوم الجامعات وتسهيل استيعاب التلاميذ القادمين من السودان في المدارس الليبية.
وأضاف أن المنظمة توقعت موجات اللجوء هذه من بداية الحرب بالسودان في أبريل من العام الماضي، وجمعت مساعدات إنسانية لدرء آثار اللجوء لكن تمت عرقلتها من السلطات السودانية.
فيما شكا الديجاوي من تعرض جهودهم للتعثر بعد توفير خمسة مستشفيات ميدانية وملحقاتها، لم يستطيعوا إرسالها حتى الآن بسبب عدم إرسال برقية للمنظمة تفيد بمزاولة العمل بليبيا.