طبيبة سودانية تتحول لبائعة في بقالة بمصر
حالة من الحزن والألم تعيشها الفتاة السودانية التي حرمت من حلم حياتها كطبيبة بسبب الحرب والدمار فى الخرطوم، ولكنها تحاول أن تستعيد روحها من جديد منذ أن دخلت الحدود المصرية، آفاق” فتاة سودانية تبلغ من العمر 21 عامًا أتت إلى مصر مع عائلتها هاربة من الصراع في السودان، روت لـ اليوم السابع رحلتها من الخرطوم إلى مدينة كركر في أسوان وتفاصيل الدمار والحرب في السودان.
“أول مرة ييجى العيد أسمع صوت نواح بدل الأغانى وصراخ بدل الضحك، أول مرة أشعر بطعم المرار وأشوف الموت في كل لحظة”.. بدأت الفتاة حديثها بهذه العبارات المؤثرة المصاحبة لدموعها.. فتروى آفاق رحلتها قائلة: “من شدة أصوت الضرب والرصاص والقنابل كنا بنستخبي تحت السرير، كثير من جيرانا اختفوا وخرجوا ومارجعوش، واحد جارنا خرج مع بنته للسوق مارجعش ضربوه بالرصاص والبنت في العناية بين الحياة والموت، وفي ست معاها طفلة كانت ماشية في الشارع ضربوها بالرصاص لكن البنت اللى معاها كانت لسه عايشة، ففي واحدة جت عايزة تاخد الطفلة قالوا لها لا، لو خدتيها هنقتلك فسابتها ومشيت، وحكايات كتير وناس ماتت مش لاقيه حد يدفنها”.
وتابعت الفتاة: إحساس خوف، أقرب حد ليكى يموت، بيقولوا خلاص نهايتنا قربت، الأحسن الزول يموت بدل ما يكون في خوف ورعب كده، الطلقات في كل حتة وضرب عشوائي واللى بيموت محدش بيسأل عنه ولا حد يقدر يعالجه”.
تقول الفتاة: “طلعنا ماخدناش حاجة معانا، أصلاً ما ينفعش نفكر هناخد إيه ونسيب إيه، كمان العربية كان فيها أكثر من 50 واحد كنا فوق بعض، والطريق كان طويل جدًا، الأطفال بتبكى من الجوع ونقص المياه، والكبار كان بيغمى عليهم من الحر ونقص الأدوية، في ناس ماتت قدام عنينا، الرحلة طويلة وصعبة مشفوناش فيها النوم لحظة واحدة”.
“لما وصلنا وقالوا لنا خلاص دى مصر، حسيت إحساس مش ممكن يتوصف، من قمة الخوف والرعب لقمة الأمان، حسيت إنى عاوزة أغمض عينيا وأنام، كان استقبال كبير، المعابر مفتوحة دخلنا كلنا، في تنظيم والكل بيساعد اللى يجيب ميه، ودكاترة تكشف علينا وتدينا الأدوية، وأكل وعصاير، حسيت إنى بجد وسط ناس في قلوبهم رحمة، النوبيين أخدونا روحنا قرية كركر أجرنا بيت، وجابلونا أكل وشرب لبس، ناس كرماء بجد”. هكذا وصفت آفاق إحساسها بالأمان في مصر.
وتستكمل الفتاة حديثها عن حلم حياتها موضحة: “كنت في السنة الأخيرة في الجامعة كلية طب الأسنان، وكانت رغبتى وحلم حياتى، لكن خلاص راحت والحرب دمرت حياتى”، حيث تعيش الفتاة حالة من اليأس والإحباط المتزايد بسبب الأحداث الأخيرة التي عاشتها في السودان، فلم تكن تعلم أن النجاة من الموت والحفاظ على الحياة سيكلفها التخلي عن حلم حياتها أن تكون طبيبة، فكانت تدرس في السنة النهائية من كلية طب الأسنان جامعة الخرطوم في السودان، فبدلت الحرب حياتها من طبيبة إلى بائعة في محل بقالة.
وقالت آفاق: “الجامعة اتضربت والأوراق والملفات بتعتنا اتحرقت وضاعت، ومافيش أمل خلاص، نفسيًا تعبت اقترح عليا جارنا النوبى أشتغل في محل البقالة بتاعه وفعلاً اشتغلت معاه، تعامل الناس هون عليا شوية لكن أنا حزينة من قلبي حاسه خلاص كأنه نهاية حياتى”.
المصدر: موقع اليوم السابع