أكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير فى الكلمة التي ألقاها بالقمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدت بمدينة بطرسبورج الروسية أول أمس على تجاوز أفريقيا للكثير من التحديات خلال العقود الماضية وأن أفريقيا صارت رقما مهما وكبيرا.
واردف سيادته أن أفريقيا تسهم اسهاما كبيرا في تحقيق التنمية البشرية وهي تأتي في المرتبة الثانية عالميا من حيث المساحة الجغرافية وعدد السكان، وتمتاز بمقومات هائلة وعوامل متنوعة تحقق الريادة الحقيقية للقارة تسهم في أزمة الغذاء والطاقة وغيرها من الأزمات التي تجابه شعوب العالم وايضا مشكلة اللجوء، مشيرا إلى أن القارة الواعدة فى سبيل نهضتها تحتاج لمعالجة الفوارق التي تواجه دولها.
وابان ان الموارد البشرية ولا الطبيعية لم تكن هي القضية علي الاطلاق، بل دائما تتعلق القضية بمدى كفاءة ادارة الموارد التي تذخر بها القارة.
واضاف إن ما يشغلنا دائما ويكون محل تركيزنا في مثل هذه المؤتمرات هو الحديث عن الحضر وليس المناطق الريفية، سال السيد النائب خلال بيانه الحضور؛ ماذا سيكسب المزارعون والريفيون من مداولاتنا هذه ؟ هل نحن قلقون من التغيرات المناخية والبيئية التي نواجهها ؟ هل يشغل بالنا ايجاد الطعام الكافي للبقاء علي قيد الحياة ؟ وكيف نستفيد من الفضاء الرقمي وثورة المعلومات في ظل نظام دولي جديد بدأ يتشكل ويؤثر علي جميع مناحي حياتنا اليومية في كل جانب، مما يجعل أمر التنبؤ به صعباً، كما توضح المؤشرات علي ذلك. ومن هنا نطرح السؤال التالي: الا يكون مجزياً اذا ركزنا بشكل جماعي علي تنمية المناطق الريفية بدلاً من التركيز علي المناطق الحضرية؟ حتى نتمكن من الشروع في عملية اعادة توزيع الموارد، والتي بدورها ستؤدي الي تنمية متوازنة وبالتالي عكس ظاهرة الهجرة الداخلية من المناطق الحضرية الي الأرياف.
أكد السيد النائب على اهمية منبر التعاون الروسي الافريقي مشيرا إلى ان اهميته بالنظر للظروف الدولية التي نعيشها في عالم اليوم . ومن هذا المنطلق لابد من الوقوف على ما تم انجازه من مخرجات القمة الاولى التي انعقدت اعمالها في العام 2019م في مدينة سوتشي ، خاصة وان الفترة ما بين القمتين شهدت تحديات عالمية كثيرة كانت ابرزها جائحة كورونا التي اظهرت للعالم اهمية التعاون فيما بين الشعوب من اجل محاصرة التحديات الجسام والعمل على ايجاد حلول ناجعة، فاليوم نواجه بتحديات كبرى تنعكس اثارها على كوكبنا مثل (آثار جائحة كرونا -الجماعات الارهابية -التطرف -الهجرة غير الشرعية -التغييرات المناخية-الازمة الاقتصادية ونقص الغذاء -التسابق في التّسلح -القرصنة الإلكترونية -التنمية المستدامة وحقوق الاجيال القادمة -التكتلات العسكرية) وغيرها من التحديات التي تحتاج منا الى تضافر الجهود لمواجهتها فهي قضايا لا تمس احدنا دون الآخر واضرارها تنعكس على كافة البشرية.
واشار السيد النائب خلال بيانه الي ان ما يشهده العالم من تغييرات وتكتلات سياسية واقتصادية والدعوة لإصلاح المنظومة الدولية مثل إصلاح مجلس الامن التابع للأمم المتحدة وتمثيل القارة الافريقية بما يتناسب مع عدد دول القارة وكثافة سكانها في المجلس يجعلنا ندعم ونشيد بمبدأ روسيا الاتحادية لإنشاء نظام دولي جديد عادل يٌجسد مبادئ ميثاق الامم المتحدة الذي يكفل الحقوق المتساوية في السيادة.
تطرق السيد النائب بعدها للوضع السياسي في السودان مشيرا الي ان الازمة الراهنة في السودان سببها تمرد قوات الدعم السريع مما تسبب بجرائم بشعة ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
وأضاف بان الاحداث تركزت في العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المدن الأخرى في دارفور، مما أعاق عمل العديد من المؤسسات الحكومية لأكثر من ثلاثة أشهر. تم نهب وتدمير البنوك والأسواق والجامعات والوزارات والمصانع والمرافق الحكومية والمدارس والمنازل السكنية ومحطات المياه والكهرباء.
ذكر ايضا ان التمرد هاجم المستشفيات والمرافق الصحية وقام بتحويلها إلى ثكنات عسكرية وان المتمردون ارتكبوا جرائم بشعة بحجم لا يمكن تصوره ضد المدنيين، الذين يستخدمون كدروع بشرية. تعرضت البعثات الدبلوماسية والعاملين في الحقل الانساني أيضًا للهجوم. وبأن قوات المتمردين لا تلتزم بأي قواعد للاشتباك، ولا تحترم أي قوانين دولية أو إنسانية. بلغت انتهاكات القوات المتمردة حربًا شاملة على العاصمة وبعض المدن في الولايات، كما استهدفت هذه القوات بعض الجماعات العرقية في دارفور في ابشع صور الجرائم ضد الانسانية، مما أدى إلى اصدار الادانات من قبل العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
ثم تحدث السيد النائب عن مبادرات القارة الافريقية ونظرتها لحل قضاياها الداخلية بالحكمة الأفريقية ومن خلال مبدأ “حلول افريقية للمشاكل الافريقية”، لهو جدير بالاحترام، فقد نجح هذا النهج في تذليل كثير من الصعوبات.
اكد السيد النائب ان نجاح هذا المبدأ يتطلب في المقام الأول اشراك اصحاب المصلحة واستشارتهم وعدم اقصاءهم، خاصة وهم المعنيين بالامر، ومن هذا المنطلق رحبت الحكومة السودانية بكل المبادرات، خاصة الاقليمية منها منذ اليوم الأول لاندلاع الازمة، بشريطة مراعاة هذه المبادرات لسيادة الدولة ومؤسساتها القائمة ووحدتها وتماسكها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وقد التزمت حكومة السودان والقوات المسلحة ببنود مباحثات جدة المنبثقة عن المبادرة الامريكية السعودية لوقف اطلاق النار والسماح بمرور المساعدات الانسانية، الا ان قوات التمرد خرقت جميع الهدن التي تم الاتفاق عليها واستغلتها لتعضيد موقفها واعادة انتشارها. وهنا شكر السيد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني جهود جمهورية مصر العربية على تبنيها واستضافتها لمؤتمر دول جوار السودان في القاهرة، بهدف وقف الحرب وقد اكد ترحيبنا بمخرجات المؤتمر كما أكد السيد النائب جاهزية حكومة السودان للعمل مع اللجنة الوزارية التي تمخضت عن مؤتمر دول جوار السودان وهذا هو نهج الحكومة السودانية في التعاطي مع المبادرات التي تسعى لوقف الحرب في السودان وتحترم سيادته ووحدة أراضيه.
وأكد السيد النائب علي ان ما ستخرج به هذه القمة من مخرجات وإعلانات سيساهم في المضي خطوة للأمام.
وإختتم كلمته بتحية للقائمين على منتدى الشراكة الإفريقية على جهدهم كما حيا أخوته من الدول الإفريقية على مساهماتهم القيمة من إجل الخروج بنتائج تعين على تحقيق الأهداف المشتركة والمنشودة، وتمنى للقمة النجاح وأن تكون منبعاً للأفكار والمبادرات الثرة ، وأكد أن السودان سيتخطى الصعوبات التي يمر بها حالياً وانه سيكون شريكاً فاعلاً في مسيرة الشراكة.
وقد عبر سيادته في مفتتح كلمته عن شكر السودان للرئيس بوتين دعوته للقمه وناقلا تحايا رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان واعتذاره عن عدم الحضور بسبب الأوضاع الجارية بالسودان.