في مشهد مؤثر جلس رجل يتوضأ فيما عمليات النهب والسرقة تفتك بأحد أشهر الأسواق في الخرطوم.
فيما انتشرت تلك اللقطات كالنار في الهشيم بين السودانيين على مواقع التواصل، الذين أثنوا على أخلاق هذا الرجل النبيلة.
فقد انشغل الرجل الهاديء القسمات بسكب الماء من قارورة أمامه بسكينة شديدة ليتوضأ.، بينما النهب مشتعل خلفه.
وقال أحد المعلقين على المقطع المؤثر ” الحرام يبقى حراماً حتى لو كان الجميع يفعله، لا تتنازل عن مبادئك ودعك منهم، فسوف تحاسب وحدك..لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”.
بينما علق آخر كاتباً على فيسبوك”بينما كان الجميع يسرق محلات الأحذية بسوق ليبيا كان وحيداً يباشر الوضوء لأداء الفريضة فمثلما تنبت هذه الأرض الأزاهير بين الأشواك ستنبت الآلاف أمثالك ركائزاً لوطن نحلم به كل يوم”.
“يشار إلى أن سوق ليبيا” مسرح عمليات السرقة المُروّعة تلك، يقع على أطراف مدينة أمدرمان، بالإتجاه الغربي للخرطوم، ويعتبر أحد أشهر وأكبر الأسواق بالخرطوم والسودان قاطبة.
كما يعد السوق الرئيسي للبضائع التجارية كالأقمشة، الأحذية، الأدوات الكهربائية الأثاثات، الأغذية، والمشروبات، بالإضافة للعقارات، والعربات وقطع الغيار.
كذلك تنطلق منه أفواج المسافرين برا، عبر الباصات لمدن السودان المُختلفة.
وعادة مايشهد السوق، صفقات تجارية ضخمة بالعملتين المحلية والصعبة، إلى جانب عمليات البيع والشراء المعتادة سواءً عبر البيع بالجملة أو التجزئة.
إلا أنه تحول خلال الأيام الماضية إلى مسرح مفتوح لعمليات سلب ونهب واسعة النطاق تواصلت حتى يوم أمس الجمعة.
وقال شهود عيان لـ”العربية.نت” إن التجار لجأوا لاستخدام الأسلحة النارية والبيضاء في محاولة أخيرة لإنقاذ البضائع المتبقية من أيدي العصابات والنهابين.
كما أكدوا أن أعمال السلب والتكسير طالت حتى البنوك والمتاجر. وأضافوا أن قوافل القادمين إلى السوق للسرقة كانت بأعداد هائلة تفوق الوصف وتعجز أي قوة مهما كانت على صدها.
إلى ذلك، أشاروا بأسى شديد، إلى أن هناك مواطنين يستغلون ظروف الحرب الطاحنة والمعارك المحتدمة لفض أقفال المتاجر والمستودعات والمخازن والمكاتب عنوة للنهب و اضرام النيران في محتوياتها بعد ذلك.
بل أكدوا أن هناك عصابات تستخدم قذائف الآر بي جي المضادة للدورع لتفجير خزائن البنوك المصفحة، ونهب مابداخلها.
و منذ تفجر الصراع الدامي بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي تعرضت الأسواق والمحال التجارية ومستودعات ومخازن المصانع والشركات بالمناطق الصناعية بمناطق العاصمة المُختلفة لعمليات نهب وسرقة لم يسبق لها مثيل بالسودان.