من أعلى المنصة
ياسر الفادني
حكاوي من بيت مناوي !
البيان الذي صدر بالأمس من بعض القيادات السياسية التي إجتمعت في منزل مناوي حاكم إقليم دارفور وزعيم مكون مهم في الكتلة الديمقراطية يعد قفزة سياسية فوق الإطاري الذي كل يوم يأتي عليه يخصم من رصيده الصفري ويركض نحو الإتجاه السالب ، أبرز مافيه هو توقيع برمةناصر رئيس حزب الأمة وبعض القيادات التي بشار إليها بالبنان داخل الحزب
حزب الأمة بتوقيعه علي البيان يبدو أنه يحاول أن يعالج التصدعات والانقسامات الحادة التي ظهرت علي سطحه في الفترة الأخيرة ولعله يريد أن يرجع إلي (التراك) القديم الذي كان يمشي فيه الأمام الراحل وهو البحث عن التوافق المرضي وليس الإقصائي، التوقيع فيه بصمة الزيارة التي قام بها الحزب إلي القاهرة من قبل ، التوقيع فيه ظهور قوي للامير عبد الرحمن الصادق المهدي و الذي ازاح الستار عن ظهور مريم الصادق المستمر وهذا يعكس ويجعل حزب الأمة في حالة توازن
البيان شدد علي ضرورة الحفاظ علي القوات المسلحة ودعمها باعتبارها العمود الذي يعتمد عليه الوطن في صموده ووحدته ونبذ اي صراع عسكري عسكري كما عبر بصورة واضحة عن الحال الاقتصادي والسياسي المازوم الذي تمر به البلاد
البيان الذي صدر يعتبر صفعة قوية جدا للإطاري باعتبار أن حزب كبير ذهب منه وغير اتجاهه نحو رافضين له والتوافق في الأفكار مع قيادات ظلت ترفض الإطاري جملة وتفصيلا ولم توقع فيه ، الإطاري ظهرت تشوهات ولادته الناقصة عمرا وشكلا منذ التوقيع عليه والذي جعله ينهزم من الوهلة الأولي هو تكور كتلة الحرية والتغيير بداخله وقفل كل الأبواب عليهم فقط ورفض أي رأي آخر في توسيعه بحيث يشمل أكبر عدد من المتوافقين، الأنانية السياسية في هذه البلاد لاتنفع في ظل وضع يجب أن يلتف كل الناس لمعالجته وفي ظل اطياف متعددة من الجهات السياسية والمجتمعية
لنكن واضحين أن الإطاري بشكله الذي ظهر عليه ليس هو المبتغي وليس فيه الحل الناجع للازمة السياسية ولا حتي المبادرة المصرية لا تعالج علاجا ناجعا، العلاج الناجع يكمن في دمج المبا درتين وتوسيع الماعون بأن يشمل الذين ابعدوا من هاتين المبادرتين لا إقصاء لأحد ولا تهميش لأحد الكل يشارك في العملية الانتقالية وإن لم نفعل ذلك ندور في حلقة مفرغة ليس لها آخر.