من أعلى المنصة
ياسر الفادني
تحالفات حلاوة قُطُن !!
كل يوم هذه البلاد هي في شأن !! ، السودان أصبح عصيا تماما حتي علي أصحاب التفكير الإستراتيجي في وضع رؤية له للتطبيب أولا ومن ثم كتابة روشتة العلاج ! ، لا ندر حتي الآن إلي أين؟ تتجه عربة هذا الوطن الوطن التي فاقت سرعتها مائة وستين درجة ولا نعرف أين تتجه ؟ ! ، بلد أصبحت لايعرف لها حال مستقر ولا حتي مستقبل ظاهر للعيان ، الكل يغني علي ليلاه غناءا لا تطريب فيه ولا فيه إنجذاب للرقص ولا العرضة ، الصقرية تحولت إلي وضعية البوم ، صوت نشاذ ، هارمونية غامضة غريبة ، من يغني أشتر ومن يصفق أشتر ومن يستمع كأنه لايسمع شيئا وكأنه لا يري إلا صفير الرياح المزعجة !!
لاحلول حتي الآن تري بالعين المجردة، الحلول المطروحة في الساحة السياسية إن أردت أن تنظر إليها تضع عينيك أمام عدسات مايكرسكوب مستورد ، تري عبره كائنات دقيقة كلها تفتك بإنسان هذه البلاد ، كائنات غريبة الشكل فيها فطريات الاستعمار الحديث!! وفيها ميكروبات الغرباء وفي وسطها جراثيم العمالة التي تظهر بدون مادة مساعدة للرؤيا
هذه البلاد صارت سياسيا تشبه سوق ( أم دورور) ! كل مرة نري في كل سوق سلعة جديدة ، رأينا سلع مبادرات روج لها واستعملت لها مكبرات الصوت لجذب الناس ، واتخذت أسلوب ومنحي يا ( ماشي تعال غاشي ) !! ويا بعيد تعال قريب (اي حاجة عندنا بي مائة جنيه ) ! ، ولا تجد من يشتري برغم زحمة الناس ، سوق المبادرات الذي ظل يتنقل من مكان إلي مكان لا بيع فيه ولاخلة ! ، وصارت البضاعة فيه يعلوها الكساد ، لا أحد يفطن إليها ولا أحد يأخذ فيها رأي ويقرر لكن نسمع : نرحب بها وسوف نطلع عليها !!
صرنا في هذه البلاد إن فطرنا نفطر لحوما من وهم المبادرات و إن تغدينا بفوم منها وعدس نافد ، وإن تعشينا لا نجد الادني ولا الذي فيه خير !! ، الإسلاميون كلهم عدا اليسار المتزمت في المؤتمر الشعبي يتحالفون ويقولون أنهم قاعدة عريضة ، الحرية و التغيير المنسلخة عن أصلها تصنع تحالف جديد يحشد له ويعلن عنه في القاعات المضاءة حيث لاقاعدة ولا جمهور ولا شعبية!! ، تحالف يسعي لإسقاط الحكم الحالي من لاعبين قدماء تم شطبهم ويسعون للعودة للملعب مرة أخري يستعينون بمدربين أجانب وكل مرة يغيرون طريقة اللعب ، تحالف آخر مكانه الشارع كل مرة يخرج ويهتف أولا ثم يخرب ثم يموت فيهم من يموت وصار مسلسلا تركيا تجاوزت حلقاته المائة حلقة لا يتابعها أحد إلا فئة قليلة لا تسكن هنا ولكن تقبع في البلاد الباردة
التحالفات التي هي ماكثة في المشهد السياسي منها المصنوع ومنها الذي قام كرد فعل لجهة معينة اغضبت الجهة المتحالفة ، ومنها تحالفات يسارية متزمته تسعي للعلمانية أخطر ما فيها أنها تتحالف مع بعض الحركات المسلحة غير الموقعة علي إتفاقية جوبا، كل هذه التحالفات في التقييم السياسي ليس لها قيمة وليس لها قواعد بل القواعد التي تظهر حين منشط لها مصنوعة ومدفوعة الأجر !
التقييم الصحيح و تحديد الوزن الحقيقي يأتي عبر صناديق الانتخابات إن قامت إنتخابات في هذه البلاد والتي هي الآن أراها (تحمل علي كراع كلب جاري ) !! لانعرف هل تقوم أم لا ؟ ، لا أثر في أحاديث القادة لها ولا الخطب الحماسية التي يطلقها بني ساس يسوس ! ، فدعونا من صقع الجرة !! ، والبكاء علي الأطلال القديمة !! وأسلوب المديدة حرقتني للآخر ومد اللسان!! ، وقوموا إلي وطنكم يرحمكم الله .
انا شخصياً اعتبر سبب ( الهرجلة)الحاصلة هو البرهان…ماسك العصا من النص…ويريد ان يرضي الجميع وهذا من المحال…فعليه ان كان حادباً على مصلحة العباد والبلاد ان يكون حكومة انتقالية من ذوي الخبرات من غير الحزبيين(تكنوقراط)..رغماً عن الكل..رضي من رضي وابي من ابى…
ولكن هذا التردد المخيب للآمال لن يزيد الطين إلا بلة ولايزيد النار إلا اشتعالا…
المطلوب الآن من البرهان ان يترك التردد جانباً وان يحسم الامر لأن مقاليد امور البلد بيده وهو مسئول امام الله عنها قبل ان يكون مسئولاً امام الناس…
نسأل الله ان يحفظ بلادنا وشعبنا من الفتن ماظهر منها وما بطن..