أثار الحديث الذي أصدره المجلس المركزي للحرية والتغيير، بوجود قرارات حاسمة تّجاه الحوار مع الحزب الشيوعي. كثير من الخلط والتباين في المواقف بين الطرفين, وكشف عضو المجلس القيادي بالائتلاف أحمد حضرة، بحسب صحيفة (الانتباهة) أنّ المجلس ألزم أعضاءه في اجتماع رسمي بعدم الجلوس مع الحزب الشيوعي بشكلٍ انفرادي. ولفت إلى أنّ عضوية المجلس أكّدت التزامها التام بذلك التوجيه. وفي الأثناء، أكّد أنّ المجلس المركزيّ لا يرفض الجلوس مع كافة قوى المعارضة لتوحيدها لإسقاط الانقلاب. وزاد: ”ما عندنا مانع ووضع شروط مثل التي وضعها الحزب الشيوعي”. ورغم أن الحديث ليس بجديد إلا أنه يثير كثيراً من التساؤلات.
(الصيحة) أعادت طرح بعض المحاور على القيادي بمركزية التغيير أحمد حضرة، في مقابل القيادية بالحزب الشيوعي آمال الزين فماذا قالا؟
القيادية بالحزب الشيوعي آمال الزين لـ(الصيحة):
التسوية مع (المركزي) ومع المجتمع الدولي والعسكر جاهزة
لن نجلس مع الحرية والتغيير ككتلة, ومشروعنا هو مشروع الشارع
قوى التغيير مجرَّد وصولها للسلطة أدارت ظهرها للمواثيق التي تواثقنا عليها
قوى إعلان الحرية والتغيير
///
مركزية التغيير تقول هنالك قرارات حاسمة تجاه الحزب الشيوعي ماذا يقصدون بذلك؟
مافهمته من حديث مركزية التغيير حول معنى قرارات حاسمة أنهم قرَّروا عدم الجلوس معنا، مع أن الحزب الشيوعي في الأصل يرفض الجلوس معهم، أي مع قوى الحرية والتغيير المركزية.
إذاً لماذا ذلك الموقف؟
ككتلة رافضين الجلوس معهم وقرارنا واحد, وواضح, ومحدَّد, وبالتالي من أين يـأتوا بالقرار الحاسم لا أعلم, ولكن من الممكن أن يجلس الحزب الشيوعي مع أي حزب عدا قوى الحرية والتغيير المركزية, ولذلك لن نجلس مع الأحزاب التي شاركت الإنقاذ وشاركت الانقلاب والداعمة له هذه هي قرارات الحزب الشيوعي. وهذا قرار ليس بجديد، بل قديم عبر لجنته المركزية.
أين يكمن الخلاف بينكم ما أدى إلى الحسم بهذه الطريقة؟
ليس هنالك خلاف خاص بيننا, وإنما الخلاف في المشروع السياسي, لأن مشروعنا هو مشروع الشارع ومن أجل التغيير الجذري, يطال المسار القديم الشامل للسياسة السودانية التي ارتبطت بالتبعية الاقتصادية, والتبعية السياسية, والتبعية الثقافية, كذلك تبعية القرار. وأن المشروع أساسه استكمال الاستقلال وفض احتكار السلطة بواسطة فئات اجتماعية محدَّدة ظلت تحكمنا منذ الاستقلال وحتى الآن, وظلت تمارس الوكالة لدول العالم الخارجي, هذا هو مشروع الشيوعي, وقائم على برنامج محدَّد, وتوافق الفئات الاجتماعية محدَّدة وهي الفئات الاجتماعية القوية والمؤثرة.
ماذا تقصدين بفئات اجتماعية محدَّدة؟
هي التي أنجزت أكتوبر ٦٤ وأنجزت ٨٥ وأنجزت ٢٠١٣ وأنجزت ٢٠١٩ وما زالت قائمة على الأمر. هذه المجموعة مصلحتها مرتبطة بالتغيير الجذري، وأن مجموعة الأربعة الموجودة الآن هي متبنية خط التسوية مع العسكر وأن دعوتها لوحدة قوى الثوره مستمرة حتى إنهاء إجراءات البرهان.
ولكن بالنسبة للحزب الشيوعي لديه رؤية مختلفة؟
لا نعتقد أن هنالك وحدة لبرامج, ولا توجد وحدة دون مواثيق, ولا توجد وحدة دون اتفاق على حد أدنى, وهذا الآن ليس موجوداً بينا وبين قوى الحرية والتغيير ككتلة, لأننا تواثقنا معهم على مواثيق عديدة وإعلان قوى التغيير في آخره, ولكن كان هنالك إعلان أسمرا للقضايا المصيرية, وكانت هنالك هيكلة للدولة السودانية, والبديل الديموقراطي هذه هي البرامج التي تواثقنا عليها, ولكن بمجرَّد وصولهم إلى السلطة أعطوا ظهرهم لتلك المواثيق التي تواثقنا عليها, لذلك هم ككتلة لا يمكن التعامل معهم مرة ثانية وليس وارد أن يحدث ذلك.
ألم تكن هنالك اجتماعات فردية مع قوى الحرية والتغيير المركزية؟
مع الأحزاب منفردة ليس لدينا أي مانع شرط أن يكون مشارك في سلطة الانقلاب. بالتالي ممكن الجلوس معهم على طاولة التحاور. ولكن حتى الآن لم يحدث أي اجتماع معهم كما زعموا.
البعض يرى أن الشيوعي يقف دائماً في خانة المعارضة؟
هذا طبيعي جداً.
ولكن لماذا؟
لأننا مختلفين في المشروع السياسي, وهنالك تناقض واضح في ذلك وهو مشروع المحافظة على القيم السائدة منذ الاستقلال وحتى الآن, ولكن حصل له ترقيع أحياناً أو يتم إعادته . المهم مشروع تنفذه القوى السياسية, وليس الشيوعي أو الشارع. المهم نحن لا نرجع إلى الوراء مرة ثانية.
إلى متى يستمر الخلاف مع مركزية التغيير؟
سيظل الصراع بيننا إلى أن يصل المشروع المختلف حوله بيننا إلى السلطة.
البعض يرى أن مشروع قوى الحرية والتغيير اقترب إلى السلطة؟
ربما يكون ذلك صحيحاً، ولكن قد يكون ذلك عبر التسوية، ولكن في النهاية الشارع لا يهدأ والشارع مستمر.
ربما يكون هناك تنازلات لتقريب الهوة بينكم؟
لا لا، لأن موقفنا السياسي واضح, نحن متمسكين باللاءات الثلاث وعماد المسألة والتعبير عنها هو اللاءات الثلاث, وممكن قوى الحرية والتغيير تعمل تسوية وتمشي وتنجز حكومتها, ولكن النضال الثوري سيستمر.
بمعنى أنكم ستصبحون في خانة الحزب المعارض؟
نعم، سوف نستمر في العمل المعارض في الشارع.
إذن لا توجد بوادر لحلول متفق عليها؟
أي حكومه لديها معارضة ونحن سنظل في تلك الخانة.
إذاً قضية التسوية جاهزة؟
مشكلة الحرية والتغيير أن التسوية جاهزة والاتفاق مع المجتمع الدولي جاهز, والاتفاق مع العسكر جاهز, وكل مافي الأمر يريدون استصحاب الحزب الشيوعي معهم في خط التسوية، ولكن هذا لا يحصل أبداً.
\\\\\\\\\\\
عضو (مركزية) الحرية التغيير أحمد حضرة لـ(الصيحة):
الخلاف بين (قحت) والشيوعي تشتيت جهود المعركة الأساسية
مشروع التسوية مجرَّد شائعات وعلى الشيوعي أن يثبت ذلك
إذا جلسنا مع الشيوعي أم لا.. عمل الحرية والتغيير لن يتوقف
ذكرت بوجود قرارات حاسمة بشأن التعامل مع الحزب الشيوعي ما هي؟
ليس هي قرارات حاسمة كما يفهم, إنما هي قرارات بأن كل عضوية قوى الحرية والتغيير المركزية ملتزمة عدم الجلوس مع الحزب الشيوعي بصورة منفردة, لأن الحزب الشيوعي متمسِّك ضد قوى الحرية والتغيير, وهذا قرار سابق ليس جديداً منذ فترة طويلة, لكن هنالك التزام من قبل قوى الحرية والتغيير بذلك.
ما الأمر الذي دفع بكم لهذا الموقف؟
الآن يدور جدل وسط القوى السياسية الموجودة في الساحة حول الخلاف ما بين الحزب الشيوعي وقوى التغيير, هذا الخلاف يعتبر تشتيت للجهود من المعركة الأساسية مع الانقلاب, وهنالك شد كبير في ذلك, وبالتالي إذا الحزب الشيوعي يريد أن يعمل بمفرده في الشارع ويعمل معارضة مختلفة هذا شأنه. ولكن نحن ليس لدينا معركة أساسية معه, وإذا اشتغلت القوى السياسية بالصرعات الجانبية أعتقد أن المكسب سيكون للانقلاب, لذلك كل واحد يجب أن يلتزم بمواقفه, وكون الشيوعي يرفض مقابلة قوى الحرية والتغيير, نقول لهم إن عمل قوى الحرية والتغيير مستمر ولن يتوقف, كذلك عمل الشيوعي عمله مستمر, وأعتقد في المستقبل إذا حصل أي تغيير في المواقف, من الممكن أن يبذل الناس مجهوداً آخر مع الحزب الشيوعي. صحيح الشيوعي موقفه واضح وكذا الحرية موقفها واضح, والشارع أيضاً واضح.
هل تمت اجتماعات منفردة بينكم مع الشيوعي؟
لا توجد مثل تلك الاجتماعات, والحرية والتغيير قالت إنها منتمية إلى القوى السياسية, وأنها لا تقابل الحزب الشيوعي منفرداً, إلا في حالة أن يغيِّر الحزب الشيوعي موقفه, بالتالي فإن الحرية والتغير على استعداد للحل.
ولكن الشيوعي يتمسَّك بمشروعه السياسي ولا يريد أن يغيِّر مواقفه؟
نحن الآن نعتقد أن معركتنا ليس مع الحزب الشيوعي وإنما مع قوى الانقلاب, ولن ننشغل الآن بالحزب الشيوعي وننسي معركتنا الأساسية.
ولكنه يرى بأن مشروع التسوية مستمر وشارف على الانتهاء؟
هذا حديث يقال دون أي إثبات والآن الموقف مع الانقلاب ثابت ولا زال العمل الداخلي مستمر والعمل الخارجي -أيضاً- وإلى الآن لا توجد حلول وإثباتات. هذه مجرَّد شائعات وهي جزء من المعركة, والهدف من ذلك تعميق الخلاف ما بين رجال المقاومة والقوى السياسية, وما يقال عن التسوية الغرض منه تشتيت جهود المعارضة, وإذا أراد الحزب الشيوعي الخروج من جبهة المعارضة, فإن ذلك يباعد بين القوى السياسية التي هي الآن في حالة ضعف, وهذا ترويج غير صحيح. والحديث عن تسوية يعتبر جزءاً من العمل الإعلامي.
هو حديث قاله الحزب الشيوعي بأن التسوية مع العسكر ومع الخارج؟
إذا كان الحزب الشيوعي لديه إثبات أن هنالك تسوية عليه أن يخرج ويحدِّد أطراف تلك التسوية وليس الحديث عن قوى الحرية والتغيير. لأنها الآن تعمل من أجل التحوُّل الديموقراطي .
في حال تم التسوية ما موقفكم منها؟
إذا شكلت حكومة التسوية كما ذكرت فإن قوى الحرية والتغيير سوف تعارض تلك الحكومة, وأن الحزب الشيوعي -أيضاً- مواقفه معارضة لإجراءات الـ(25) من أكتوبر. كنا نتمنى أن تكون جبهة المعارضة واحدة.
الشيوعي يراهن على الشارع وأنتم على ماذا؟
أبداً هذا -أيضاً- تشتيت للجهود، وأن ما يقوله لا يوقف عمل الانقلاب إنما تكون هنالك أكثر من جبهة معارضة لإجراءات البرهان, منها التحالف الذي عمله الحزب الشيوعي كذلك الحرية والتغيير ورجال المقاومة تصبح جبهات متعدِّدة, نتمنى أن تكوين جبهة واحدة، لأن هدفنا واحد. بأن نسقط تلك الإجراءات وإعادة المرحلة الانتقالية إلى التحوُّل الديموقراطي.
