يدور جدلٌ كثيفٌ وصراعٌ محمومٌ بين وزير المالية والحركات المسلحة من جهة، والشعب السوداني من جهة أخرى، حيث تسعى الحركات جاهدةً لتثبت مكاسب اتفاق سلام جوبا المُستفيد منه فئة محددة. وفقاً لواقع الحال والدكتور جبريل ابراهيم الذي تناولته السهام من كل مكان، زاد عليها بقرار اتخذه أعفى بموجبه رسوماً لسيارة تخص ابن أخيه الشهيد دكتور خليل إبراهيم محمد الرئيس المؤسس للحركة، وخليل مهما اختلف الناس معه يجد التقدير والاحترام كقائد يعيش مع جنوده وقُتل في الميدان. وأسرته أصدرت بياناً رفضت فيه التمييز بين الشهداء، وقال البيان إنّ الأسرة طالعت مثل غيرها المُستندات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا علم لها من قريب أو بعيد عن التفاصيل الإجرائية التي صاحبت دخول السيارة للبلاد.
وأردف البيان: إنّ الأسرة استفسرت مؤسسات حركة العدل والمساواة والتي “أفادت أن هذا الإجراء تم بناءً على نص في اتفاق سلام جوبا يسمح لمنسوبي الجبهة الثورية بتسهيل توفيق أوضاعهم”.
وأعلن بيان أسرة خليل، دعمه حق المُساءلة والمُحاسبة في أي لبس أو شبهة كانت في المال العام إرساءً لدولة تحكمها الشفافية والعدل والمواطنة المتساوية بين أفرادها، وأكد البيان رفض الأسرة استلام السيارة مثار الجدل أو أي سيارة أخرى من العدل والمساواة، وإنّ الموقف المحسوم هو دعم الحركة فيما يُحقِّق مصالح البلاد والعباد.
وتُثير قضايا المزايا التي تنالها الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وقياداتها، جدلًا كثيفًا في السودان، ومثلت قضايا الإعفاءات الجمركية للسيارات والحاويات أهمها، وهذا البيان ليس غريباً على أسرة خليل فهي أسرة ظلّت تخدم الحركة وأسراها وتحمّلت زوجته زيناد تربية الأبناء بكل أصالة سودانية ويشعرون بآلام وأحزان أُمّهات الشهداء والمفقودين، فهم فقدوا عمهم المهندس ووالدهم الدكتور والكثيرين من أقربائهم، ولذلك برفضهم قدموا درساً يستحق التوقف عنده.
وكانت الزميلة رشان أوشي قد كتبت في عامودها الحاسّة السادسة عن الإعفاءات الجمركية والوثيقة المُسرّبة لسيارات الحركات وحاويات المقتنيات الشخصية، الأمر الذي أثار حفيظة الشعب تجاه وزير المالية والحركات وكأنهم هم في صف والشعب السوداني في صف.
ورشان صحفية متمكنة ولها مصادر موثوقة، فلذلك عامودها كان أكثر صدىً من حديث الأستاذ أحمد تقد لسان حول الأمر المتعلق بالإعفاء، وتقد قال ان أعضاء الحركة ناضلوا أكثر من عقدين من الزمان فلهم الحق في إدخال مقتنياتهم الشخصية وبهذا المنطق كلنا يحق لنا ذلك، فنحن يمكننا القول إننا خرجنا بالآلاف في مظاهرات أمام الكونغرس وأدت إلى إسقاط النظام، ومعظم الدين خرجوا ناضلوا أكثر من عقدين من الزمان، فوجب عليهم تقديم طلبات لوزير المالية للإعفاءات الجمركية والحركات تستثنى رغم توجيهات المجلس العسكري بإيقاف جميع الإعفاءات الجمركية والضريبية الممنوحة للشركات والمؤسسات والجهات، والعدل والمساواة تدخل في هذا التعريف والمواجهة مع جبريل انتقلت إلى المنابر وخُطباء المساجد ووسائل الاتصال هزم إعلامياً وسياسياً، وبهذا يُمكن القول إنّ ساعة رحيله قد أزفت.