قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وائل بن حجر الحضرمي معلناً إسلامه وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بوصوله وقال يأتيكم بقية أبناء الملوك.
فلما جاء وائل رحب النبي الكريم به وأدناه إليه وأعطاه أرضاً نظير ما ترك خلفه من أرض وجاه وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ليدله على الأرض وقتها معاوية في شدة من الفقر لا ينتعل حذاء. فقال معاوية لوائل أردفني على الناقة خلفك فقال وائل ليس شحاً بالناقة ولكنك لست رديف الملوك (مع أن معاوية زعيم بن زعيم ولكن مر عليه جور الزمان).
فقال معاوية إذن انعلني فقال وائل ليس شحاً بالنعل ولكنك لست من ينتعل أحذية الملوك ولكن تفضلاً “امشِ في ظل الناقة” .
كان وائل رجلاً مغروراً لحكمه حضر موت.
ودار الزمان والأيام وآلت الخلافة إلى معاوية وجاء وائل إلى الشام وقد تجاوز الثمانين ودخل على معاوية وكان جالساً على كرسي الخلافة في دمشق.
وهنا نزل معاوية من كرسي الخلافة والحكم وأجلس وائلاً مكانه، وأمر له بمال. فقال وائل أعطه من هو أحق مني ولكنني وددت بعد ما رأيت من حلمك لو رجع بي الزمان لأحملك يومها بين يدي.
وكان معاوية معروفاً بحلمه حتى قال لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت.
أيُْها السُّودانيون، اعتبروا من التاريخ، واجعلوا بينكم وداً وحلماً، وتحابوا وتوحّدوا، إن الوطن للكل، يتساوى الجميع في فضله وحبه وملكيته، والحقوق والواجبات فيه متساوية، واجعلوا بينكم شعرة ود لا تجعلوها تنقطع، أرخوا جوانبكم لبعضكم، إن الذي يجري في السودان الآن لا يشبه أبناء الوطن الواحد، واعلموا أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
الأوطان اكبر وأعظم من أن تضيع بسبب خلاف المواقف والافكار. والحكم والمال ساعة وسلعة متداولة بين الخلق.
اعتبروا يا أهل السودان بغيركم، وانظروا لدول وشعوب حولكم وبعيدة عنكم. ماذا فعل فيهم الخلاف والشقاق، أوردهم موارد الهلاك!!
أخيراً، ولنجعل قضايانا وخلافاتنا بيننا كأبناء وطن، نبعد كل أجنبي منها. والغريب لا خير فيهم قاتلهم الله، هم شرور في شرور، صدقهم كذب وكذبهم كذب، نحن مأمورون بالحلم ديناً ووطناً وخُلقاً.
أيُّها السُّودانيون ألا هل بلغت
اللهم فاشهد.