توجه وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، إلى جوبا على رأس وفد يضم وزارة الدفاع وجهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع إضافة إلى مدير إدارة الجنوب بالخارجية وذلك في مهمة تتعلق بتفعيل دور السودان رئيساً للإيقاد في متابعة إنفاذ اتفاقية سلام جنوب السودان.
ومن المقرَّر أن ينخرط الوفد في حوارات ولقاءات مع كل من الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار ومستشار سلفاكير للشؤون الأمنية ووزير الخارجية والتعاون الدولي، كما يلتقي من جهة أخرى بسفراء دول الإيقاد المعتمدين لدى جوبا وسفراء دول الترويكا وسفراء الاتحاد الأوروبي وجمهورية الصين الشعبية بالجنوب.
اجتماعات وزارية
وقال وزير الخارجية المكلف علي الصادق لـ(سونا): إن زيارة الوفد ستمتد إلى كمبالا بحسبان يوغندا أحد رعاة اتفاقية السلام المنشطة بجنوب السودان (بالاشتراك مع السودان)، موضحاً أن لقاءات الوفد في يوغندا ستشمل الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ووزير الخارجية ومبعوث الرئيس اليوغندي للسلام بدولة جنوب السودان. وأضاف الوزير إن الزيارة تتزامن مع انعقاد اجتماع وزاري عالي المستوى تستضيفه الحكومة اليوغندية بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الإيقاد والاتحاد الأوروبي ومنظمة الهجرة الدولية في الفترة من 28- 29 الجاري، ويتناول مسألة الهجرة والجفاف وما يخلفانه من تعقيدات في منطقة القرن الأفريقي والساحل.
انفجار العنف
وفي سياق ذو صلة حذر تقرير أمريكي من أن انفجار العنف في جنوب السودان قد يؤدي إلى انهيار اتفاق السلام الهش في البلاد قبل الانتخابات المقبلة. وقال تحليل لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن انفجار العنف في جنوب السودان يثير مخاوف من أن اتفاق السلام الهش في البلاد سينهار قبل الانتخابات التي يأمل المجتمع الدولي أن تعقد العام المقبل. ووفقاً للوكالة الأمريكية في معظم الأحيان تنسب أعمال القتل شبه اليومية إلى المليشيات التي تهدد هجماتها هدنة 2018 بين الرئيس سلفاكير ونائبه ريك مشار.
سلام نسبي
وبينما يعمل سلفاكير ورياك مشار في نفس الحكومة في سلام نسبي في العاصمة جوبا، يبدو العنف وكأنه يمزق بالفعل البلاد في أماكن أخرى، فقد قُتل مئات الأشخاص منذ بداية العام في أعمال عنف تتراوح من غارات على الماشية إلى عمليات قتل انتقامية بدوافع عرقية, وتفاقمت أعمال العنف في يونيو الماضي، بعد أن ألغى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، زيارته إلى هناك في هذا الشهر. ووفقا لجماعة مدنية مقرها جوبا قُتل ما لا يقل عن 209 أشخاص وأصيب 33 آخرون، في جميع أنحاء البلاد في يونيو وحده. وأضافت “أسوشيتد برس”: “يتعرّض كل من سلفاكير ورياك مشار لضغوط لإصدار جدول زمني للانتخابات الرئاسية في عام 2023″، وبينما أعرب كير عن أمله في إجراء تصويت العام المقبل، قال مشار “إن الانتخابات مستحيلة وسط انعدام الأمن على نطاق واسع”.
أسوأ العنف
وفي الأيام الأخيرة، كان العنف أسوأ في ولاية واراب، مسقط رأس سلفاكير، حيث كان من بين الضحايا رئيس المخابرات العسكرية ومفوض حكومي سابق. وقال كير في خطاب ألقاه في أوائل يوليو الجاري: “لقد فقدنا العديد من الأرواح في أعمال عنف طائفية”، مشيرًا إلى عمليات القتل في مقاطعة تونج الشمالية في واراب، حيث قتل مسلحون 30 جنديًا، في 25 يونيو. كذلك اندلعت اشتباكات في تونج الشمالية بعد أن أرسلت السلطات هناك قوات الأمن لاستعادة الماشية التي سرقها المغيرون من مقاطعة أخرى. وفي حالات أخرى، اندلعت مناوشات دامية بسبب جهود نزع سلاح الشباب.
مكاسب السلام
وقال كير لنفس المصدر إنه تم الإبلاغ عن عمليات قتل أيضًا في ولايات غرب الاستوائية وشرق الاستوائية ووسط الاستوائية، معترفًا بأن مكاسب السلام منذ عام 2018 قد تآكلت بسبب ما وصفه المسؤولون بالعنف الطائفي، وفقاً للتقرير.
هزيمة المليشيات
وفي أعقاب عمليات القتل في واراب، تعهد قائد الجنرال سانتينو دينق وول، قائد الجيش الموالي لكير، في تصريحات لمحطة “إس إس بي سي” الحكومية، بهزيمة المليشيات العرقية، قائلاً: “نحن مسؤولون عن أمن البلاد. لن نسمح بحدوث الفوضى ولن نسمح لأي شخص بتعكير صفو الأمن”. لكن بعض المحللين يقولون إن القوات الحكومية والشرطة لا يمكن الاعتماد عليها لحماية المدنيين. كما اتهموا المهاجمين بأن لهم مؤيدين سياسيين أقوياء في جوبا.
حجم الصراع
قال ممثل الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم، الشهر الماضي، أمام مجلس الأمن الشهر الماضي: إن حجم الصراع الداخلى الذي ينتشر الآن من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب ينذر بالخطر. وأضاف أن: أكثر من (80%) من الضحايا المدنيين هذا العام يُعزى إلى العنف الطائفي والمليشيات المجتمعية، وأضاف هذا العنف يقسم المجتمعات ويعيق المصالحة.
عزل محلي
ويقول المحلِّل السياسي والمختص في الشئون العسكرية د. أبوبكر آدم، إن الوضع في دولة جنوب السودان ومنذ الاستقلال وحتى الآن لم يستقر وظلت الدولة أو الحكومة في جوبا معزولة عن بقية الولايات, وقال لـ(الصيحة): الوعود التي وعدها المجتمع الدولي الذي ساهم في انفصال الجنوب عن السودان بالإضافة إلى فشل النخب السياسية في إدارة الدولة جعلت الأوضاع تتفاقم عام بعد عام وبالتالي ينذر كل ذلك بالخطر, أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل أعوام.
الخلاف السياسي
وأكد آدم أن الخلاف السياسي بين الرئيس ونائبه أثر بدوره على استقرار الأوضاع في الجنوب، ورأى أن أي حلول ما لم يتوحد الجنوبيين خلف راية واحدة لن تفلح, مبيِّناً أن زيارة وفد السودان إلى جوبا والدول المجاورة من شانه تهدئة الأوضاع, ولكن ما لم تنفذ الاتفاقيات التي أبرمت من قبل ودمج المليشيات تحت راية جيش موحد, لن يكون هنالك استقرار في دولة الجنوب. مؤكداً قدرة الدور السوداني وتأثيره على الأطراف الجنوبية في الوصول إلى اتفاق ونزع فتيل الحرب, في الجنوب وأضاف إن عدم الاستقرار في جنوب السودان سوف يتأثر به السودان، مشيراً إلى الأعداد الكبيرة من أبناء الجنوب في الشمال, ودعا المجتمع الدولي إلى دعم السودان لأنه يواجه عملية نزوح كبيرة من دولة جنوب السودان والدول المجاورة, مما يتطلب وقفة المجتع الدولي مع السودان الذي يعاني بدوره من أزمات داخلية.