مقالات

هاجر سليمان: مستشفى البان جديد والمتاجرة بأورنيك (٨ج)

مستشفى البان جديد هو المستشفى الحكومى الوحيد الذى يضم قسماً للطوارئ ويستقبل مئات المرضى واصحاب الحالات الحرجة بصورة يومية بل على مدار الساعة، ويعمل على خدمة سكان منطقة شرق النيل التى تترامى اطرافها حتى حدود ولاية الجزيرة وسهل البطانة، ويستقبل حالات جنائية قد ترد اليه حتى من اطراف ولاية الجزيرة.

هذا المستشفى الآن اصبح من أردأ مستشفيات العاصمة من حيث مستوى الخدمة المقدمة والاداء بل وحتى على مستوى النظافة، وتدهور أخيراً حال هذا المستشفى حتى انه تم اغلاق الطوارئ وتحديد طوارئ الجراحة.

وحين تحضر للمستشفى تجد عدداً من الاشخاص يجلسون امام البوابة بما فيهم فرد شرطة، ويسألونك عن سبب قدومك، ثم ما يلبث بعضهم ان يوجهك للمستشفيات الخاصة، أتاري الجلسة دى شرك واصطياد وشغل سمسرة لصالح المستشفيات الخاصة، وطبعاً شغل السمسرة ده بيتم لاى شخص يحمل اورنيك (٨ج)، وهذا الاورنيك مثلما يحرره طبيب عمومى فى الدكاكين الخلفية للمستشفى التى يكتب عليها اسم مؤسسة (….) للخدمات الطبية، بالامكان ان يملأه ذات الطبيب العمومى داخل المستشفى، ولكنها المتاجرة بابشع صور فى ظل تردى وسوء الخدمات الطبية بهذا المستشفى. واصبح المواطنون يلجأون لدكاكين متاخمة للمستشفى متخصصة فى ملء اورنيك (٨ج) وختمه مقابل مبلغ من المال يبدأ من الفي جنيه وانت ماشى حسب الحالة.

لماذا تقبل الشرطة ارانيك (٨ج) مختوماً من دكاكين اطلقت على نفسها اسم مؤسسة خدمات طبية شأنها شأن مؤسسات الخدمات العقارية وشأنها شأن مؤسسات النظافة؟ وقد يكون الشخص الذى ملأ الاورنيك لا علاقة له بالطب وقد يكون مارس التمريض (هاوياً) او بالنظر، والمتابعة أليست هذه مهزلة يا هؤلاء.

لماذا يمتنع اطباء مستشفى البان جديد عن ملء اورنيك (٨ج) ويتعلل الجالسون حول باب المستشفى بما فيهم فرد الشرطة بأن طوارئ الجراحة مغلقة دون ذكر اسباب الاغلاق؟ ولماذا تغلق طوارئ الجراحة؟ اليس الامر بحاجة لتشكيل مجلس تحقيق حول الامر؟ فاذا كانت الدكاكين الصحية تفى بالغرض وتغني عن اطباء مستشفى البان جديد، فلماذا لا يتم تسريحهم واغلاق المستشفى نهائياً؟

حينما كان الدكتور مأمون حميدة وزيراً للصحة بولاية الخرطوم لم يكن حال هذا المستشفى مثلما عليه الحال الآن، ووقتها كان المستشفى يعمل بهمة والاطباء موجودون والطوارئ بكافة اقسامها تعمل بجد واجتهاد، حتى ان امثال هؤلاء السماسرة لم يكونوا ليوجدوا حول المستشفى، ولكن الآن تردي الخدمات يُسأل عنه الوزير المكلف او مدير عام وزارة الصحة. بالله ايقظوا ذلك النائم وحدثوه عن مخالفات هذا المستشفى، ودعونا نرى سبب توقف تلك الطوارئ وحالة الامتناع عن ملء الارانيك الجنائية وهل هو تواطؤ؟ ثم هل تلك الدكاكين الخارجية تتبع لاطباء بالمستشفى، ام ان السماسرة الذين يعلنون قفل قسم الطوارئ ويوجهون القادمين لتلك الدكاكين يمارسون تلك الأفعال لجني اموال طائلة كعمولات عن كل رأس يقومون بتوجيهه الى تلك الدكاكين؟

نريد ان نعرف اسباب توقف طوارئ الجراحة واسباب وجود السماسرة خارج المستشفى بحجة توجيه اولئك المرضى وطالبى الخدمة للمؤسسات الخاصة.

تردي الخدمات الطبية بالمستشفيات العامة اصبح من أسوأ افرازات الفترة الانتقالية، والآن آن الأوان لفتح ملفات هذه المستشفيات واين تذهب الاموال التى تجنيها من الخدمات ولا تصرفها حتى على النظافة.. والكثير الكثير.. وعائدون قريباً.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى