حوادث واحداث

مات بحثاً عن جرعة أكسجين رحيل (محمد سنط) أيقونة العمل الطوعي والإنساني بولاية الجزيرة

فُجع الكثيرون بخبر وفاته الذي وقع عليهم كالصاعقة، صدموا من هول الخبر لينقسموا ما بين مصدق ومكذب حتى أتاهم الخبر اليقين أن (محمد) قد مات.
هرولوا جميعاً ناحية منزله وسط قريته الصغيرة واحتشدوا لتشييعه ووداعه في موكب حزين لمواراة جثمانه الثرى، وتكاد قلوبهم أن تنفطر حزناً وألماً.

شعلة نشاط وحيوية
كان محمد أحمد يوسف الشهير بـ(محمد سنط) شاباً يافعاً إمتلأ قلبه بالخير وحب الآخرين وخدمتهم، كان عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية، وهو يتنقل كالفراشة، وهو يسارع لنجدة الملهوف، وإغاثة الممكون، وتقديم كل ما يمكن لأهل قريته في (أبو سنينة) تلك القرية الوادعة العامرة بأهلها وكل قرى ولاية الجزيرة .
كان محمد (سنط) نائباً لرئيس منظمة (الكرامة الإنسانية) فرع ولاية الجزيرة بقرية (أبو سنينة) ريفي المدينة عرب.
كان يقدم خدماته الخيرية والطوعية لكل قرى الجزيرة وكان حريصاً عللا تطويرها بكل ما هو متاح وصعب.
البحث عن أكسجين
ظل محمد يعاني منذ وقت طويل من مرض (الأزمة) وهو يستعمل العلاجات التي يقررها له الأطباء، إلا أنه وفي ذلك اليوم شعر بضيق في التنفس جراء الأزمة التي يعاني منها، فبدأت المحاولات لإنقاذه لتوفير جرعة أكسجين، إلا أن حالته ازدادت سوءاً ورحلة البحث عن سيارة إسعاف تقلهم إلى مستشفى مدني ما زالت جارية، كل شخص منهم يفعل ما في وسعه حتى يجدوا له الأكسجين، لكن خابت كل تحركاتهم في الحصول علي إسعاف لأنه وقتها كان محمد يصارع الموت من أجل الحياة، من أجل مولوده الجديد الذي انتظره سنوات طويلة ليرى النور ويحمل اسمه ويحتضنه بكل أشواق وسنوات الانتظار، لكن كان للأقدار رأي آخر بأن يفارق محمد الحياة ويسلم الروح لبارئها بعد الفشل في الحصول على إسعاف لانقاذ حياته بجرعة أكسجين.
نعي أليم
من جانبها نعته رئيس منظمة الكرامة الإنسانية الاستاذة إخلاص قرنق: (إننا إذ ننعيه ننعي فيه الأخلاق الحميدة وحرصه على تطوير ولاية الجزيرة وغيرته على البلاد ورغبته في المساهمة في تطوير ولاية الجزيرة لا سيما قريته الحبيبة إلى نفسه قرية (أبوسنينة)، محمد سنط كان أيقونة العمل التطوعي بولاية الجزيرة والشعلة المتقدة التي تنير دروب الفقراء واليتامى في الولاية، وبفقد محمد سنط فقدت ولاية الجزيرة شاباً بحجم وطن، توفي وهو يبحث عن جرعة أكسجين في هذه البلد التي أصبحت حياة المواطن فيها أهون من حياة الصرصور).
اختتمت قرنق: (أستغفر الله ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا اليه راجعون، وإنا لفراقك يا محمد سنط لمحزونون، محمد سنط فقدٌ للشباب، فقدٌ للجزيرة، فقدٌ لقرية أبوسنينة، فقدٌ لأسرته، فقدٌ لمنظمة الكرامة الإنسانية وفقدٌ لنا جميعاً، تقبلك الله في عليين، وجعل الجنة منزلك ودارك، وعوَّض شبابك الفردوس الأعلى).

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى