الراى السودانى
ساهمت مجموعة عمل متطوعة تضم عدداً من الخبراء السودانيين العالميين، بقرار صادر عن السيد وزير الطاقة والنفط، مع عدد من الكوادر المُختصة في وزارة الطاقة والنفط، وبالتعاون مع الإدارات ذات الصلة في بناء منظومة متكاملة لتقييم المشاريع التي سيتم عرضها في مؤتمر باريس والمُزمع عقده في يومي 17- 18 مايو 2021، بباريس.
وقد نجحت المجموعة المُشار إليها في تطوير خطوات التقييم وتطوير وسائل العرض لهذه المشاريع، مع التركيز على تأثيراتها الاقتصادية وعلى ترقية أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وتم وفقاً للمجموعة مُراعاة التوزيع الجغرافي العادل لهذه المشاريع في بقاع السودان المختلفة، وذلك من أجل ضمان تحقيق التنمية المتوازنة الشاملة والمستدامة.
وتم الاتفاق وفقاً لتقرير مجموعة العمل الذي أعدته لمؤتمر باريس وتحصلت (سونا) عليه أنّه تمّ اختيار تسمية إنارة “ENARA” للحملة الرئيسية لقطاع الطاقة والتي تشتمل على العديد من المشاريع الضخمة لتوليد الكهرباء من قطاعات الطاقة المتجددة (طاقة شمسية، وطاقة رياح)، بالإضافة لاستخدام الغاز الطبيعي وبناء محطات حرارية مستخدمةً الفيرنس وتطوير منظومة توليد السدود.
وأكد التقرير أن مشاريع إنارة ENARA المقترحة توزعت في أكثر المناطق التي تحتاج عاجلاً للطاقة الكهربائية للشروع في مشاريع تنموية أساسية للسودان من حيث أن الولاية الشمالية مقترح لها مشروع طاقة رياح كهربائية بسعة 700 ميقاواط وتتضمن إنشاء توليد على بوابات الري في سد مروي بإضافة قدرة توازي 10% من القدرة الكلية للسد، مشاريع الولايات الغربية بطاقة شمسية وغاز طبيعي يمكن أن تتجاوز الـ500 ميقاواط.
وأشار التقرير أنه فيما يختص بالولايات الشرقية، مشاريع إنارة ENARA تتضمن طاقة رياح وطاقة شمسية وتوليدا حراريا لتصل إلى قدرة تقارب 2,000 ميقاواط مستفيدين من الموانئ البحرية والتوسعة المقترحة بمشاريع مصفاة بورتسودان وفي قطاعات تصنيعية جديدة للاستخدام المحلي والتصدير.
وأوضح التقرير أن مشاريع إنارة التي سيتم عرضها للاستثمار لتطوير قطاع الكهرباء في مناطق النيل الأزرق والمناطق الجنوبية من السودان بزيادة القدرة المُولّدة من سد الروصيرص بنسبة 60% وسد سنار بما يعادل 800% من القيمة الحالية معتمدين على إنشاء محطة توليد على نفس جسم السد القائم، وأن الطاقة المقترح توليدها بالمناطق أعلاه جاءت بحسب الإمكانيات الطبيعية المتاحة للتوليد في كل منطقة على حدة، بالإضافة إلى توفر البنية التحتية وسيتم توزيعها عبر الشبكة القومية لتصل معظم أنحاء السودان حسب الحاجة.
وجاء في التقرير أيضاً ان حملة الإنارة تشمل توسعة ضخمة لزيادة نسبة التوصيل الكهربائي من 40% الحالية لتغطي 80% من عدد سكان السودان الكلي ولتصل الكهرباء معظم بقاع السودان وذلك عن طريق فتح مشاريع استثمار لمحطات وخطوط توصيل كهربائي على مستويات الضغط العالي والضغط المتوسط والضغط المنخفض لتشمل جميع ولايات السودان وربطها بالشبكة القومية للكهرباء والتي ستمتد من بورتسودان شرقاً وحتى الجنينة غرباً، ومن وادي حلفا شمالاً وحتى تلودي وكادُقلي جنوباً.
وورد بالتقرير أن مشاريع الطاقة الأخرى تشمل أكبر عرض لمربعات النفط والغاز في السودان لكل الشركات العالمية والمحلية لتصل الى 26 مربعاً 23 موزعة على ولايات السودان المختلفة و3 مربعات في البحر الأحمر و20 مربعاً ستتم إتاحتها للاستثمار لأول مرة بالإضافة إلى 6 مربعات حالياً منتجة للنفط والغاز، وتستهدف مشاريع النفط والغاز إضافة ٩٥ ألف برميل من النفط و ١٤٠ مليون قدم مكعب من الغاز يومياً بنهاية العام ٢٠٣٠.
وستشكّل مشاريع الغاز الطبيعي نقلةً نوعيةً للسودان في مجال الطاقة وأيضاً انتاج المواد الكيمائية وغاز الطبخ وستفتح للاستثمار للشركات المتخصصة في هذا المجال.
وسيعرض في مؤتمر باريس مجالات استثمار ضخمة متمثلة في مصفاة جديدة في مدينة بورتسودان لتغطية الطلب المحلي من المواد البترولية المختلفة والوقود وأيضاً للتصدير ولتكون نواة لصناعات كيمائية مستقبلية في السودان.
كما سيتم أيضاً فتح الاستثمار في مصفاة جديدة في منطقة أم دباكر بمنطقة النيل الأبيض لتوليد الفيرنس لمحطة أم دباكر الكهربائية التي تنتج 500 ميقاواط للشبكة القومية والتي تحرق حالياً نفط جنوب السودان بدلاً من الفيرنس، وأيضاً ستدعم المصفاة الجديدة إنتاج منتجات نفطية وكيميائية من نفط الراوات بولاية النيل الأبيض.
كما ستعرض في مؤتمر باريس، مشاريع ضخمة لبناء مخازن وقود وخطوط أنابيب في مختلف بقاع السودان، مع التركيز على غرب السودان وشرقه وخصوصاً في منطقة بورتسودان وتوسعة القدرات الاستيعابية للموانئ في البحر الأحمر في مجال المواد البترولية وغيرها، وأيضاً في مواقع أخرى لتكون داعماً أساسياً للنقلة الاقتصادية في تلكم المناطق، وتشمل هذه المشاريع الجديدة أيضاً توسعة مرابط السفن وزيادة قدرة الضخ في خطوط أنابيب المشتقات من الميناء إلى المستودعات المركزية بمنطقتي الجيلي والشجرة ومنها إلى جميع أرجاء السودان.