الراى السودانى
سلامي للجميع :
1. من الخطورة بمكان محاولة مجاراة الخطاب المزايد المتسربل بثياب الدين، لا يفيد في مهمة من يريد الدفاع عن الحكومة الانتقالية استخدام أدوات الخصوم في دفاعه عن الحكومة الانتقالية أو عن الانتقال الديمقراطي بشكل عام، مفهوم أن يتم تداول صورة رئيس الوزراء في زيارته لمولانا الشيخ الياقوت من باب انها خبر، ومن باب تواصل الجهاز التنفيذي مع مكونات المجتمع وقياداته، ولكن من الخطأ بمكان الفرح بالزيارة كدليل على عدم كفر الحكومة، أو الاحتفاء بصلاة المسؤولين للنكاية في الخطاب المتشدد المضاد، هنا نقع من حيث لا نعلم في فخ المزايدات الذي وقعت فيه السياسية السودانية عشرات السنين، السفاح البشير كان يصلي ويصوم الاثنين والخميس – حسب رواياتهم – ولم ينهه ذلك عن سفك الدماء واكل الحرام، معيار صلاح الحاكم مرتبط بقيم العدالة والمساواة أمام القانون، ونجاحه مرتبط بمعايير أداءه الوظيفي لا إستقرار غرة الصلاة في في وجهه، الحذر ثم الحذر من تقفي الخطاب المزايد ومحاولة الرد عليه باستخدام أدواته.
٢. أتفهم موقف بعض المعارضين لمنع توابع الحزب المحظور من إقامة فعاليته الرمضانية من الذين لديهم رأي في قانون إزالة التمكين، ويرون انه متعارض مع حقوق الإنسان أو أنه لا يتسق مع اجراءات العدالة المطلوبة، وهم ليسوا بالضرورة إسلاميين بل منهم معارضون اشداء للنظام السابق، ولكن من الغريب حقا أن يصدر هذا الاعتراض من الذين يمدحون قانون التمكين ولجنته، فمنع إقامة الفعالية يتسق مع قانون إزالة التمكين والحديث عن أنه منشط اجتماعي أو ديني حديث ( مستهبل) ليس إلا ، لا يقر شخص إطلاق الغاز المسيل للدموع على مصلين، هذا أمر منفصل، والسؤال هو للقوة التي قامت بذلك ألم يكن من الاوفق منع التجمع من أساسه، فمهمة الشرطة منع الجريمة قبل وقوعها.
اما أزمة الإسلاميين وعدم استيعابهم للثورة التي حدثت في السودان وعدم قدرتهم على التموضع السليم في طريق المستقبل فذلك مردود لأزمة بنيوية في طبيعة خطابهم وجهل يرتدي ثياب التعالي وغرور فاسد، سيظل يقودهم إلى ضلال من بعده ضلال، هم عمل غير صالح قذف به في مسار السياسة السودانية احلام ثعالب وتخطيط ماكرين، بدل من أن تتخلق عندهم السياسة بأخلاق الدين، أفسدوا تصورات بعض الناس للدين بسؤ أخلاقهم. لن يكونوا جزء من المستقبل ليس لأن الآخرين والقوانين تمنعهم، ولكن لعجز ذاتي في المقام الأول لا يجعلهم يرون اخطأ تجربتهم وفساد حكمهم. التشغيب الذي يقومون به كل مرة لن يعيد لهم الحياة مهما تكاثرت اخطأ فترة الانتقال، آخر أمرهم محاولات البؤس الفاشلة كل مرة في دك اللعبة أو استجداء ابوات العسكر، يتناسون حقيقة أن سودان مابعد ثورة ديسمبر يختلف عما قبله، لن ينجح مستبد في إرجاع تجربة الحكم الاستبدادي، قد تتنكب تجرة الانتقال الطريق مرات ولكن العودة إلى الوراء مستحيلة بإرادة الشعب حتى ولو تعاظمت اخطأ الساسة.
مدني عباس مدني