مقالات

حسن إسماعيل: دخلت ثورة أخذت حبة وخرجت !!

الراى السودانى

أصبح الشعب السوداني في حيرة من أمره .. عجلة التدهور تدور في سرعات متصاعدة .. فتطحن المواطن طحنا متوحشا بين رحاها وتسقط عافية صبره وفضيلة جلده ومع كل هذا يمارس المسؤولون رذيلة النفاق كلما خرجوا حين تستنطقهم الأزمات وتضطرهم للكلام
ــ البرهان في جوبا وهو يحى الحلو وجنوده وقتلاه وينسي ان يذكر اجناد القوات المسلحة الأحياء منهم والأموات ..لايفوته أن يهتف بإسم الثورة والثوار مؤكدا أن كل مااقدم عليه هو من أجل عيون الثوار والثورة.
ــ عبدالرحيم دقلوا في آخر خطاباته في دارفور يهتف ملء فراغ حلقه مخاطبا الناس ( اصحي ياترس ) ثم يردف ان هذه الثورة هي ثورتهم وأنهم سيحمونها لتمسك ( الثورة ) فمها وتضحك مثل ماعز الرجل المعيبة التى تحلب نصف رطل وهى تسمع صاحبها يمدحها بأنها تحلب عشرا
ــ مدير شركة التعدين عندما حاصرته المستندات المتطايرة من مكتبه خرج يحي الثورة والثوار مؤكدا أن استهدافه إنما هو استهداف للثورة !! ( محن ).
– قبل هؤلاء جميعا كلما كركرت بطن لجنة التمكين بسبب تكاثف حجارة النقد عليها خرجت وهى تضع ثوبها بين أسنانها وصرخت ان ذئب الحكومة العميقة يستهدف ( حمل) الثورة في اشخاصهم.
ــ وهكذا تحولت ( الثورة ) إلي مجرد خرقة يلوح بها الدستوريون ( حين زنقة ) ، اصبحت مجرد غبارا كثيفا ينثره المفسدون والفاشلون في مقاعد الدولة في وجه رياح النقد …
ــ الآن ماذا تبقي من مصطلح ثورة ؟ وأي ثورة هذه التى لايتم بموجبها اصلاح الاحزاب ولاتطوير الخطاب السياسي ولاترقية الإعلام ولاترميم النقابات ، اي ثورة هذه التى تؤسس مشروعا للحكم منقوص المؤسسات العدلية والتشريعية ؟ اي ثورة تلك التى تعيد حياة الناس إلي حواف العصور الوسطى بسرعة الصاروخ ؟ ثم لاتجد من يستحي من كل ذلك ؟.
ــ المضحك ان البرهان بجلالة ( دبابيره ) يقف أمام الجالية السودانية في قطر يخبرهم ان أسرة واحدة كانت تدير الإقتصاد السودانى في فترة حكم الانقاذ ليسخر منه المغردون ..ان دلنا علي تلكم الأسرة وترجاها ان تعود لإدارة الإقتصاد السوداني بعد أن خربته حكومة ( برهان ..حمدوك ) وهذا يعنى ان هذه العملة من الخطاب السياسي ماعادت تشتري وتبيع في سوق السياسة . سنتان تربع فيهما البرهان بعد الإنقاذ . باع فيها كل شئ وجرب كل هتاف وماعاد نقد الانقاذ يعذره او يعفيه او يبرر له وهاهم وزراء حكومة حمدوك اينما ساروا حاصرهم الناس وبصقوا على وجوههم فأي ثورة حبلت وانجبت هؤلاء ؟.
ـ نعم ماعادت ( الثورة ) تلك المحبرة التي تسقي اقلام كتبة الشعارات وماعاد مابين فكيها يكفي لهتاف كذوب جديد.
ـ نحن في حاجة لتأسيس مشروع وطنى متجدد يملآ الفراغ المخيف الذى تخلفه قحط علي المسرح كلما تقهقرت إلي الوراء.
ـ مشروع وطنى يعيد المعادلة السياسية الي منصة المساومة الناضجة بين الواقع والمتاح والمطلوب ، مشروع وطنى بمثابة فرض العين لايسقط عن أحد ، يعذر فيها الذين تخذلهم لياقتهم النفسية والذهنية والمغموسون في مراجعة الدفاتر القديمة ، مشروع وطني يستدرك ماتبقي من سودان مابعد ( الثورة )

حسن إسماعيل

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى