منوعات

هل تعلم أن الغبار له فوائد تتفوق على اضراره

الراى السودانى

السوسنة – من أكثر ما يصيب الإنسان بالضجر والغضب هو ” الغبار” حيث يعمل الغبار على حجب الرؤية الأفقية والإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو، وتأثر الأطفال وكبار السن، وتتأثر المملكة هذه الأيام بموجة من الغبار والأتربة وتؤثر على عدة مناطق بالمملكة.

حيث تبدأ تأثيرات موجات الغبار بانعدام الرؤية الأفقية والتأثير على صحة الإنسان خاصة لمن لديهم الفرصة لذلك كالمصابين بالأمراض الصدرية.

ولكن هل تعلم أن هذا الغبار له فضل كبير علينا، وفوائده كثيرة لا يمكن تخيلها؟! وقد ذكرها القرآن الكريم منذ آلاف السنين، فما هي فوائد الغبار؟

ما هو الغبار؟

الغبار عبارة عن جزيئات التربة الموجودة في الغلاف الجوي والتي قد تحركت بفعل عوامل الطقس المختلفة كالرياح وتلوث الهواء، وهو ما أدى إلى انتشاره في المنازل والمصانع والمكاتب،
مما يؤدي إلى تعلقه بكل الأجسام التي تقابله، كفرو الحيوانات وألياف النسيج والأوراق والجهاز التنفسي عند الإنسان.

ودائما تحذر وسائل الإعلام المختلفة من أضرار الغبار حرصا على سلامة المواطنين لأنه من الممكن أن يتعرض الإنسان إلى أزمات صحية نتيجة لتعرض الجهاز التنفسي لموجة الغبار المحملة بالأتربة والرمال.

فوائد الغبار في القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم ذلك بقول الله تعالى: “وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ” الحجر: ٢٢

فقد فسر معظم علماء التفسير قوله تعالى ” الرياح لواقح” هو دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار لتتم عملية الإخصاب، وتتكون الثمار وهو دور معروف وثابت علميا، وقد أعقبه بجملة ” فأنزلنا من السماء ماء” وهو المطر.

وتدل عملية إرسال الرياح لواقح أن لها علاقة بنزول المطر، وقد استخدم حرف العطف “ف” للدلالة على الترتيب والتعقيب ويوحي بسرعة نزول المطر بعد الرياح لواقح، ولكن لا يوجد علاقة بين تلقيح النباتات وحمل حبوب اللقاح ونزول المطر.

وهو ما يعني أن للآية معنى آخر عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

أن هناك أنواع من التلقيح تتم في السحب هي:

1- تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة وهو ما يؤدي إلى عملية التكاثف وبالتالي نزول المطر.

2- تلقيح السحب موجبة الشحنة بالسحب سالبة الشحنة ويؤدي إلى تفريغ وشرور كهربائي وتكون المطر المصاحب بالبرق والرعد وهو الصوت الناجم عن التفريغ.

3- أما التلقيح الثالث وهو أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر، فنويات التكاثف وهي النويات التي تتجمع عليها جزيئات بخار الماء، لتكون قطرات من الماء نامية من السحب وهي المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح إلى السحب.

ويكون قوام هذه النويات أملاح البحار التي تذروه الرياح من سطح الأرض، ومكونات أخرى كالأكاسيد والأتربة، وهي أيضا لازمة للأمطار وهي فكرة المطر الصناعي، ودائما ما يربط القرآن الكريم بين الرياح والمطر،

ففي سورة الأعراف قال الله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” الاعراف :٥٧

وقد أكد العلماء على فوائد الغبار كونها السد المنيع الذي يحول بين الكائنات الضارة الخطيرة والإنسان، ومنع الإشعاع الضار، وقتل الميكروبات في الهواء، كما يمنع تبخر الماء في النبات وهي عملية النتج، ويقوم الغبار بالتقليل من درجة الحرارة، وله دور أيضا في عملية تلقيح النباتات.

فوائد الغبار

1- التقليل من الغازات السامة: انتشار الغبار في الجو يؤثر بالإيجاب في المدن الصناعية حيث يعمل الغبار على إزالة أطنان من الغازات السامة والعوادم من الجو، مما يعمل على تجدد الهواء. وقد ذكر بعض الباحثين أيضا أن الغبار الناتج من الأمطار يتحول إلى سماد للأرض فيعود بالنفع على الشجر والنباتات، حيث يقوم بنقل حبيبات اللقاح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية لتتم عملية التلقيح وتكوين الثمار.

2- المساعدة على هطول الأمطار: نشاط الغبار والأتربة تساعد على هطول الأمطار مما يؤدي إلى تكوين قيعان تتكون فيها الأمطار بسبب تجمع حبيبات الأتربة الطينية الدقيقة من المناطق المرتفعة وتكوينها في المناطق المنخفضة، وعندما تتبخر وتجف تكون التربة خصبة غنية بكل ما يحتاجه النبات للتكوين.

3- تقوية مناعة الاطفال : المدهش أنه يساعد على تحسين مناعة الأطفال، وهو عكس ما يعتقد الكثير، حيث يوصي الأطفال بتعرضهم للغبار حتى يعزز لديهم المناعة ضد أمراض الحساسية والربو. فالغبار يساهم في زيادة قدرة الأطفال على مقاومة البكتريا الضارة وهو ما أوضحته الدراسات العلمية الحديثة.

4- إمداد البحار بالعناصر المهمة : للغبار أهمية كبيرة في إمداد أسطح البحار والمحيطات بالعناصر المهمة كالسيلكون والنحاس والزنك والفسفور والحديد، وهي عناصر مهمة لتكاثر وتغذية الكائنات الدقيقة النباتية البحرية مما يؤدي إلى التقليل من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى