عنوان غريب..
ولكن هو لقب – على الأرجح – لشخص بعث لي برسالة خاصة..
رسالة متعلقة بالمسرح…. والتمثيل..
ولا أدري لم خصني أنا بمثل هذه الرسالة وأنا لا أفهم في المسرح… ولا في التمثيل..
أو ربما أفهم شيئاً واحداً فقط… وهو إننا لا نجيد التمثيل..
فنحن نمثل… وبمجرد أن يمثل الممثل فهو فاشل..
وبنجوس – والذي يصف نفسه بالأستاذ – يتفق معي في هذا… فيما يلي السينما..
فهو يقول إننا نحسن التمثيل على خشبة المسرح..
ولكنا أمام الكاميرات – في الأعمال السينمائية – فإننا فشلنا بامتياز..
ما السبب إذن؟… يسأل الأستاذ بنجوس ولا يُجيب..
وربما ينشد عندي الجواب… وهو لا يدري إنه قد ضل الطريق..
فأنا أفهم في ضرب واحد من التمثيل نجيده جداً…وهو الذي نمارسه على بعضنا البعض..
نمارسه على أرض الواقع… لا على خشبات المسرح..
فنحن بتنا – في زماننا هذا – نمثل على بعضنا البعض في مختلف مناحي حياتنا الاجتماعية..
نجيد تمثيل الصداقة…والصدق ؛ والمحبة…والحب..
وقد يرجع السبب في ذلك إلى الذين مارسوا التمثيل فينا – وعلينا – طوال ثلاثين عاماً..
وأفضل الذي نجحوا فيه – تمثيلاً – مجال الدين..
وإن أردنا تطوير فن التمثيل في بلادنا – مسرحاً وسينما – فعلينا الاستفادة من خبراتهم..
أو الاستعانة بهم؛ سيما بعد أن صاروا (متفرغين) الآن… بكوبر..
بل واكتشفت البارحة – خلال جلسة محكامتهم الأخيرة – أنهم يجيدون فن الكوميديا أيضاً..
وقد كان ظني أنهم بارعون في التراجيديا – السوداوية – وحسب..
فقد أضحكونا أضحك الله سنونهم…وسن كبيرهم البشير؛ خلاف التي كسرتها السقالة..
أضحكونا كما لم تضحكنا مجموعة (مدرسة المشاغبين)..
فقد قال قائلٌ منهم إنه ألماني…فلا غرو – إذن – أن تجيء قصة شاربه (هتلرية)..
وقال آخر إنه متزوج من أربع – أو ثلاث – لا يدري..
وقال ثالث إن وظيفته السابقة (رئيس جمهورية)…ومحل إقامته الحالية كوبر..
ثم يتبسم – ليبدو فراغ سن السقالة – (مخففاً دمه)..
وطرفة السقالة هذه من بين طرائف عديدة (حصلت له)….. و(حكاها له واحد)..
بمعنى: من كوبر إلى القصر (رئيساً)…ومن القصر إلى كوبر (حبيساً)..
فمحل إقامته السابق ضاحية كوبر أيضاً..
وبعبارة أخرى : منها (رفعناكم)……. وفيها نعيدكم..
وهذا – بالذات – أرشحه لينافس عادل إمام في مسرحية (الزعيم)…بعد سودنتها..
ولحسن الحظ فإن وزيره (أحمد راتب) معه في سجن كوبر ذاته..
وسيمثل اقتراحنا هذا (دفعاً) للمسرح السوداني..
و(نفعاً) للأستاذ بنجوس !!.
صحيفة الصيحة