:: يوم الأحد، وتحت عنوان (مع الخائضين)، كتبت عن عجز السلطات عن التحسب لمخاطر الأمطار والسيول والفيضان، وأنها تنتظر الخريف حتى تتباكى على مآسي الناس عقب الكوارث، وكنت قد تساءلت: (ماذا قدّمت أجهزة الإنذار المبكر لأهل البيوت التي جرفتها السيول والفيضان بالخرطوم وكردفان ونهر النيل، بحيث يغادرونها قبل اقتحام السيول والفيضان؟!(..
:: ورصد السادة المسؤولون بوزارة الري والموارد المائية تلك الزاوية، ثم أرسلوا ما يلي بالنص: ( لعناية الأستاذ الطاهر ساتي، الموضوع عمود (إليكم).. في البدء لابد من الإشادة بعمودكم المقروء بصحيفة الصيحة والاهتمام الذي تبدونه في القضايا الكبرى التي تهم الوطن والمواطنين. عليه فقد جاء في عمودكم (إليكم) بتاريخ الأحد 30/8/2020م تحت عنوان (مع الخائضين) وهو يتحدث في عمومياته عن الفيضانات والسيول التي تضرب البلاد حاليا وقد جاء في الفقرة الرابعة من المقال (عدم وجود جرس إنذار ينبه الناس باقتراب السيول ولا سلطة تخلي الممتلكات قبل أن يجرفها الفيضان ولا أجهزة مسؤولة تقف بجانب المنكوبيين في لحظة اجتياح السيول والفيضان لديارهم..
:: وعليه، عليه عطفاً على ما جاء في أعلاه فإن وزارة الري والموارد المائية عبر لجنة الفيضانات التي تم تكوينها منذ نهاية يوليو ظلت في اجتماعات متواصلة وتصدر بياناتها اليومية للقياسات في المحابس لتحذير المواطنين في المدن والقرى لأخذ الحيطة والحذر كما تقوم بالتنبؤ للأيام المقبلة وإرسالها للجهات ذات الاختصاص عبر مؤتمر صحفي بالوزارة بحضور وزير الري والموارد المائية ورئيس وأعضاء اللجنة والصحفيين والقنوات الفضائية، المحلية والإقليمية والدولية، ووكالات الأنباء، كما تقوم الوزارة عبر الجهات المختصة بالوزارة بحجز المياه في الخزانات حسب أسس التشغيل لكسر حدة الفيضانات وتقليل تأثيراتها.
:: كما نشير بأن وزارة الري والموارد المائية ليست هي الجهة المختصة بالتدخل المباشر لدرء الفيضانات والسيول فهي من اختصاص المجلس الأعلى للدفاع المدني والجهات ذات الصلة للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين.
حفظ الله البلاد والعباد من الفيضانات والسيول المدمرة التي تجتاح بلادنا كل عام، سائلين الله أن يخفف عن المنكوبين والمتأثرين في أرواحهم وممتلكاتهم وأن يجعل هذا العام آخر الفيضانات والسيول في بلادنا ).
إدارة الإعلام
وزارة الري والموارد المائية
:: من إليكم:
:: شكراً للسادة بوزارة الري على الرصد والتعقيب، وتوضيح دورهم.. وبعيداً عن أجهزة الرصد والإنذار والرقابة بوزارة الري والإرصاد الجوي، (نبصم بالعشرة)، لم تبادر أية سلطة ولائية أو محلية – طوال الأشهر الفائتة – بالتفكير في تقديم نموذج واحد من نماذج التعامل الجيد مع مخاطر أمطار وسيول خريف هذا العام.. كلهم ينتظرون السيول والأمطار ثم الكوارث.. فالخريف لم يكن في موسم من المواسم، ولا في بلد من البلاد، رمزاً للخراب والموت.. كان – وسيظل – الخريف رمزاً للخير والنماء.. ولكن هنا – حيث موطن العقول المتواكلة وليس المتوكلة- صار الخريف رمزاً للكوارث..!!
:: وهكذا دائما الحال بالدول ذات الأجهزة العاجزة عن (التفكير الإستباقي)..ليس بالخرطوم وحدها، بل بكل ولايات السودان، فالسادة يجمدون عقولهم وينتظرون الكوارث، ليتعاملوا معها بردود الأفعال المرتبكة..(أفتح الخور دا) و (أقفل الترس داك)، أو هكذا تكون التوجيهات، ولكن بعد الدمار ووقوع الكوارث ودفن الضحايا.. ثم يُحمّلون القضاء والقدر مسؤولية عجز عقولهم عن التفكير الإستباقي.. وليس أهل الخرطوم فحسب، بل كل أهل السودان، لن يغادروا محطة البؤس الراهن، ما لم تتخلى السلطات- المسماة بالمسؤولة- عن نهج اللامبالاة وترقب الأزمات، لتضطرب و.. تستجدي ..!!
صحيفة الصيحة