السودان اليوم:
أنا لا أوافق الذين كتبوا بتشاؤم عن اتفاق جوبا بالأمس وأعتقد أنها خطوة سوف تفيد ولن تضر وعلينا أن ننتظر تطبيقها على الأرض وأعتقد أنه في ظرف شهر من الآن وبعد أن يتسلم الموقعون على السلام مناصبهم ستظهر مؤشرات توضح ما إذا كان من الأفضل الاستمرار في تطبيق ما أتفق عليه كله أو ارجاء بعضه.
اعتقد أن هذا الاتفاق قد يكون له تأثير على سكان المناطق التي تتمركز فيها الحركات المسلحة الأخرى التي لم توقع على اتفاق جوبا مما قد يشكل ضغوطا شعبية على قادة الحركات التي لم توقع على سلام جوبا، تلك الضغوط قد تجعلهم يدخلون في السلام بلا شروط مستعصية.
ان تجربة أداء مجلس السيادة بعد أن ينضم إليه الساسة الجدد يمكن تقييمها من أول اسبوع كذلك اعادة تشكيل مجلس الوزراء بضم عناصر ذات كفاءة من القادمين الجدد بالإضافة إلى الاسراع بتشكيل مجلس نواب وتشغيل المحكمة الدستورية سينتج عنه وضع أفضل مما هو سائد الآن بأي حال من الأحوال. وهذا يتطلب من الذين وقعوا على اتفاق جوبا أن يختاروا بسرعة كفاءات متميزة تضيف إلى الحكومة الحالية إضافات نوعية ومن المهم في هذه الفترة أن لا يتم عزل أي أحد وأن يشارك الجميع في مجلسي الوزراء والمجلس النيابي ومن الضرورة بمكان إتاحة فرص لكل الشخصيات التي لم تدان من محكمة سودانية ولم تحوم حولها شبهات بصرف النظر عن انتماءها الحزبي أو المذهبي قبل أو أثناء الثورة، كذلك من المهم وقف كل أشكال الاستفزاز للجيش والأمن والشرطة وبالذات القيادات العليا والضباط أصحاب الرتب العليا الذين أسهموا بقدر كبير في انجاز اتفاق جوبا.
أتمنى أن يصمت جميع كتاب الصحف والشباب على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة اسبوعين عن التنبؤ بما سيحدث وأن يتقدموا بالنصح البناء بلا تجريح لأحد أو إثارة سلبيات قديمة ربما تكون قد ذكرت سابقا لأغراض شخصية بالإضافة إلى أن باب الرجوع إلى الحق مفتوح للجميع.
إن شباب ثورة ديسمبر لابد أن يشارك ويستشار وان شباب الأجهزة النظامية كافة لابد أن يعادوا إلى وظائفهم على أن يقوموا بواجبهم المهني مع تقديم كل التقدير والاحترام لهم وإزالة الجفوة التي حدثت بينهم وبين بعض قطاعات الشعب.
The post إنها خطوة نحو السلام.. بقلم م. نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.
