السودان اليوم:
(1)
لا أجد نفسي ميّالاً لتعليق أي فشل على مشجب الدولة العميقة وإن كان حقاً نراه رأي العين، وذلك لأسباب موضوعية أولها أننا لا نريد أن نوجد أية ثغرة لتبرير أي فشل صغيراً كان أم كبيراً، ولكي نسدَّ كل أبواب الذرائع أمام المسؤولين الفاشلين والمقصرين، كما أن اللجوء إلى تعليق أي فشل على شماعة الدولة العميقة يحول دون محاسبة كثير من المسؤولين الذين يتقاعسون عن أداء مهامهم، هذا فضلاً عن أن الحكومة اليوم في يدها كل السلطات وآليات وأجهزة الحكم، فهي تستطيع أن تكتشف أية مؤامرة من (الفلول)، وتردعهم بالقانون وبلا رحمة أو شفقة، فهذا أفضل من الشكوى من مؤامرات الدولة (العميقة) التي ملها الناس..
(2)
كان نظام الإنقاذ المخلوع يبرر فشله الظاهر والمستتر بالمؤامرات الخارجية، وما يسميه الاستهداف الإمبريالي والصهيوني، ويستدر عاطفة الشعب السوداني بهذه الذرائع، فكان يكفيه أن يعلن أي مسؤول في خطاب جماهيري أن الاستهداف الخارجي بسبب تمسك الحكومة بالشريعة الإسلامية، حتى أن المسؤول فيهم يسرق وينهب ويبدد أموال الدولة ويهدر مواردها، فيحتمي من نقد الإعلام بعبارة أنه مستهدف من أعداء الإسلام، وأن هذا الاستهداف ليس المقصود منه شخصه هو بل المقصود (المشروع الحضاري الإسلامي)، وتحت هذه التبريرات الإجرامية فلت كثيرٌ من الفاسدين وأكابر مجرمي الإنقاذ من العقاب، ولهذا فإننا لا نريد التبرير لأي فشل ولا نريد أن نترك أية مساحة للفاشلين كي يبرطعوا ويجدوا غطاءً لفشلهم وتقصيرهم، لذلك نرفض تعليق أي فشل على مشجب الدولة العميقة رغم أن التآمر ظاهر ولا يختلف عليه أعميان، ففي أيديكم كامل السلطة ووسائل الردع وآلياته، وكله بالقانون، فلم الشكوى؟ اقبضوا على كل متآمر ومعيق لمسيرة الثورة الظافرة في صمت واردعوه بالقانون ولا تأخذكم به رحمة.
(3)
من النقاط أعلاه أريد أن أخلص إلى أمرين: الأول أن هناك مؤامرة ظاهرة لا تُخطئها العين تستهدف إطفاء جذوة الثورة، وإفشال حكومتها وزعزعة أمن البلاد وشد أطرافها لخنق الحكومة وتشتيت جهودها وإضعافها بهدف إسقاطها، فهناك محاولات مستمرة من (الفلول) لخلق الأزمات في كل مجال ووضع العقبات والعراقيل أمام حكومة الثورة..
والأمر الثاني الذي أريد أن أخلص إليه، هو أن هذه المؤامرات يجب ألا تكون تبريراً لأي فشل، ولا يُقبل من أي مسؤول أي عذر أو تبرير لأي تقصير بحجة أن (الفلول) يعيقون عمله، فلمن تشتكي أيها المسؤول المغفل العاجز وبيدك كل أجهزة السلطة والحكم وتنفيذ الأحكام، فما الذي يحول بينك وبين إلقاء القبض على كل متآمر ومحاكمته بالعدل جزاءً وفاقاً.. فأية شكوى وأي تبرير بعد أكثر من عام من ممارسة الحكم في رأيي أمر غير مقبول، بل هو فشل يستوجب محاسبة المسؤول (العاجز) قبل المتآمرين، خلاص انتهى وقت التبرير والأعذار وإلقاء اللوم على الدولة العميقة والثورة المضادة، فلا وقت للشكوى بعد اليوم.. اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
The post اغلقوا هذا الباب.. بقلم احمد يوسف التاي appeared first on السودان اليوم.