في الوقت الذي تترقب فيه كافة الأطراف السياسية والعسكرية التوقيع علي اتفاف السلام الشامل بين الحكومة السودانية الإنتقالية وحركات الكفاح المسلح بمنبر جوبا، تفاجأ الشعب السوداني بتحذيرات واشنطن لرعاياها بعدم السفر إلى السودان تحسباً عن احتمال قيام الشرطة والأجهزة الأمنية باستخدام العنف في قمع المظاهرات السلمية التي تنتظم البلاد من فترة لأخرى
وهذه التصريحات النارية أثارت حفيظة الخارجية السودانية واصابتها في مقتل والقت بظللها السالبة على الأجواء الدبلوماسية وأكدت بلا شك ما ذهب اليه الأتحاد الأوروبي في وقت سابق بانه عجز عن حمل واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وانه لم يكن في مقدوره عمل شئ آخر لدفع واشنطن تقديم الدعم المالي للحكومة الإنتقالية قبل انهيارها.
ويرى الخبراء السياسيون وفق صحيفة أخر لحظة ان تحزيرات واشنطن لرعاياها لاعادة النظر في السفر للسودان بدعوى احتمال حدوث جرائم خطف ونهب مسلح وسطو على المنازل والسيارات مؤشر واضح لعلم واشنطن التام بما ستكون عليه الأوضاع في السودان خلال الفترة القادمة وان هنالك مخطط من بعض عناصر وجيوب إرهابية تريد تنفيذ اختطاف وإغتيال الرعايا الغربيين بالرغم من تأكيدات حكومة حمدوك تعاونها المطلق مع واشنطن والمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بكافة اشكاله في السودان.
ويعتقد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد تورشين ان تحزيرات واشنطن لرعاياها بعدم السفر إلى السودان تؤكد ان الخارجية الأمريكية لديها معلومات أكيدة بان هنالك شيئاً ما قد يحدث في السودان وتريد ان ترسل رسائل استباقية لرعاياها لاخذ الحيطة والحذر قبل وقوع الفاس في الرأس وخاصة مع تفاقم الانفلات الأمني في دارفور وشرق السودان بعد تعين الولاة المدنيين.
وأكد الخبير تورشين إلى ان الأجهزة الأمنية والشرطة تقوم بين الفترة والأخرى بقفل الطرق المؤدية لولاية الخرطوم بدون سابق انذار ويتفاجأ المواطنين بتغيير مسارات حركة المرور للمركبات العامة والمواصلات وتغيير الخطوط الفرعية والكباري وكأن هنالك شئ غير طبيعي قد يحدث في اي وقت مما يزيد من هلع ورعب الناس، وهم يرون الشرطة والأجهزة الأمنية مدججة بالسلاح وادوات مكافحة الشغب .
وعلي صعيد آخر اعرب المحامي الناشط ياسر محمد موسي خميس عن استغرابه من بيان الخارجية الأمريكية وتحزيرها لرعاياها لاعادة النظر في السفر للسودان بدعوى احتمال حدوث اختطاف واغتيال، في نفس الوقت الذي يقول فيه وزير الخارجية الامريكية مبيو كلاماً معسولاً عن الحكومة الإنتقالية وان واشنطن سترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريباً، هذا التباين في المواقف يكشف عن الموقف الحقيقي لنوايا واشنطن تجاه السودان وتنبيه رعاياها في السودان بحدوث اغتيال واختطاف في مقبل الأيام القادمة.
واجمع الخبراء ان تصريحات واشنطن بحدوث العنف من قبل الشرطة والأجهزة الأمنية تجاه المظاهرات جاء مع اتهام الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو القوات المسلحة بخروقات جديدة بمنطقة (خورالورل) جنوب شرق الدلنج بجانب رفضها تعين دكتور حامد البشير والياً لولاية جنوب كردفان بحجة موقفه العدائي بين المكونات الأجتماعية في الإقليم وتحيزه لحزب الامة القومي تجاه المكونات العربية .
الخرطوم ( كوش نيوز )