السودان اليوم:
· الصراع الدائر الآن بين وزارة الرياضة الاتحادية والاتحاد العام لكرة القدم السوداني حول عودة النشاط الرياضي او تعليقه ، فيه شيء من (رجس) النظام البائد.
· نكاد ان نرى (ما لدينا قد عملنا).
· هذه الصراع اعاد لنا النظام البائد بكل تفاصيله …عاد لنا النظام البائد بقروناته وشنباته الزائفة بعد ان كنا نحسب اننا تخلصنا من توابع النظام البائد ، خاصة في المجال الرياضي ، لكن اتضح لنا ان المجال الرياضي الاكثر فوضى ودمار ، وهو مازال عالقا في مكانه لم يتزحزح قيد انملة.
· العقلية السابقة في الرياضة مازالت تدير النشاط الرياضي ، وانا هنا لا اتحدث عن اتحاد الكرة فقط ، وانما اتحدث عن الرياضة بشكل عام في الوزارة وفي الاتحادات وفي الاندية الرياضية وفي الاعلام ايضا – لا نعفي انفسنا من ذلك.
· الثورة لم تصل للرياضة بعد…لسه نحن في (فلترق كل الدماء) – هذا هو المفهوم الذي يدار به النشاط الرياضي في السودان بعد الثورة المجيدة.
· لسه ما حصل أي جديد في (الرياضة) ، رغم تأثير الرياضة على الحياة في السودانية ودورها الكبير في نجاح الثورة المجيدة.
· النظام البائد عندما استولى على السلطة في 30 يونيو 1989 م كانت اول خطواته تتمركز في التغول على المجال الرياضي…اتوا بأخطر عناصر النظام البائد علي عثمان محمد طه من اجل التخطيط والرسم على الوسط الرياضي.
· لم يسلم اتحاد او نادي او حتى ميدان يلعب فيه الدافوري من (لوثة) المؤتمر الوطني (المحلول) الذي سيطر على الاتحادات وعمل على السيطرة على القمة السودانية ونجح بشكل كبير في المريخ ، وكان في الهلال يفشل تارة وينجح تارة اخرى ، وقد اتجه النظام البائد عندما فشل في السيطرة على الهلال كما فشل في السيطرة على المريخ ، ان يتجه لدعم المريخ نكاية في الهلال واضعافه وحاول مع ذلك بقدر الامكان تفكيك وتدمير الهلال وتصدير المشاكل والصراعات له.
· مع هذا لم يدخل النظام البائد في صراع مباشر مع الهلال ، لأنه يعلم قوة جماهيره ولا يريد ان يفقد كتلة بذلك الحجم والقوة…فقد كان يتظاهر النظام البائد بمولاة الهلال والمريخ معا.
· صلاح ادريس عندما كان رئيسا للهلال ورغم انه دعم النظام البائد في الكثير من الملفات الاقتصادية ، إلّا انه تعرض لحرب شرسة في الهلال من قبل النظام حتى ان صلاح ادريس في الاخير اجبر على ان يقدم استقالته ويبعد عن الهلال.
· من بعد ذلك كانت الدعامات والإمكانيات كلها تسخّر للمريخ وقد كانت ولاية الخرطوم تدعم من خزينة الحكومة حتى سقوط النظام فريق المريخ بثلاثة مليار جنيه شهريا…والبلد ما فيها (رغيفة).
· وقبل ذلك كانت مساهمات النظام البائد واضحة في تسجيلات المريخ لعل اخرها كان في تدخل جهاز الامن والمخابرات في تسجيل سيف تيري والتش واحمد آدم للمريخ.
· ولا يخفي على احد دور النظام البائد في تسجيلات (اجانب) المريخ من علي النونو مرورا بوارغو وعصام الحضري.
· كل ذلك كان يتم تحت غطاء جمال الوالي النافذ في النظام البائد والمؤثر وقتها في الساحة الرياضية بقبضته الامنية والاقتصادية.
· الآن للأسف الشديد نقول لا جديد في الوسط الرياضي ، فقد عادت الصراعات والخلافات بنفس الوتيرة التى كانت عليها في فترة الانقاذ.
· لم نفقد في الوسط الرياضي غير (جمال الوالي)..كل شيء على ما كان عليه قبل سقوط النظام.
· الصراع الذي يدور الآن بين الاتحاد والوزارة هو صراع يفتقد للأخلاق الرياضية وقد استعملت فيه جوانب (صحية) ادى الى ان يتم التلاعب في تقارير طبية اكدت اصابة بعض اللاعبين بفيروس كورونا في الهلال والمريخ وتوتي…لتأتي فحوصات الاتحاد العام والأندية على نفس اللاعبين لتؤكد سلبية الفحوصات بعد ان اكدت الوزارة (ايجابيتها).
· يتعاملون مع نتيجة فحص كورونا وكأنهم يتعاملون مع طلب (كمونية) في مطعم شعبي.
· الوزارة بقيادة ولاء البوشي والتى لم نر منها جديد في الوسط الرياضي غير تسديدتها لكرة القدم في افتتاحية دوري السيدات لكرة القدم.
· غير ذلك لا وجود للوزيرة ، إلّا في (الصور) التى تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي.
· تعليق النشاط الرياضي في هذا التوقيت اعتقد انه قرار غير موقف ، واحسب ان وزارة الشباب والرياضة ادخلت لجنة الطوارئ الصحية من اجل انفاذ قراراها والانتصار على الاتحاد العام لكرة القدم بالضربة القاضية من خلال استعمال (الفيتو) الصحي.
· الاوضاع الآن مستقرة وكان يمكن ان يعود النشاط بصورة طبيعية ، خاصة ان الدوري يلعب في الخرطوم عن طريق (التجميع) وهو شيئا يجعل امر الترحال والتنقل والسفر بين الولايات غير وأراد ، وهذا يبطل استعمال وزارة الرياضة لهذا البند لتعليق النشاط الرياضي بسبب حظر السفر بين الولايات.
· هناك دول اكثر تدهورا وينتشر فيها فيروس كورونا بصورة اكبر اعادت النشاط الرياضي ، وعملت الحكومة ووزارة الشباب والرياضة في تلك الدول من اجل عودة النشاط وليس من اجل تعليقه.
· هنا وزارة الشباب والرياضة تعمل من اجل العكس ، والحياة في السودان يجب ان تعود والنشاط يفترض ان يرجع ولا عودة للحياة ولطبيعة الاشياء دون عودة النشاط الرياضي.
· انتقادي لوزارة الشباب والرياضة وللوزيرة لاء البوشي (صاحبة تسديد رمية كرة بداية دوري السيدات) والتى اجتهدت كثيرا من اجل تعليق النشاط الرياضي في سبيل انتصار وزارتها على الدكتور كمال شداد ، لا يعني اننا نعفي اتحاد كرة القدم من هذا العبث.
· هذا الاتحاد العام وفي وجود الفاتح باني وحميدتي ومحمد جلال وغيرهم من الكوادر (الانقاذية) يمثل النظام البائد ولا يعفى كمال شداد نفسه من الدور الذي لعبه النظام البائد من اجل ان يأتي هذا الاتحاد لادارة نشاط كرة القدم في السودان.
· لذلك نقول ان الرياضة بشكل عام مازال النظام البائد متوغلا فيها ..ومازال الوسط الرياضي يدار بواسطة (الدولة العميقة) التى يمثلها كوادر ورموز النظام البائد في الاتحاد العام والاتحادات المحلية وإدارات الاندية.
· ربما لهذا وجدت وزيرة الشباب والرياضة الفرصة الآن لتعطيل النشاط الرياضي ولتعليقه ولتوجه ضربة قاضية لاتحاد الكرة.
· لكن هذا لا ينفي ان وزارة الشباب والرياضة مازالت حتى لآن تدار بالطريقة التى كان يعمل بها النظام البائد في نفس المجال.
· وما لدنيا قد عملنا.
· لا جديد يذكر.
· لذلك لا تنتظروا (صباحات) مشرقة بعد طول تلك الليالي.
· كنا نتمنى ان تبعد المصلحة العامة ومصلحة البلد من هذا الصراع الذي تديره المصالح الخاصة ، وان يعود النشاط الرياضي حتى تعود الحياة كما عادت في السعودية وفي مصر وفي معظم الدول الاوربية والتى ينتشر فيها الفيروس بصورة اكبر.
· ممكن يقول قائلا ان تلك الدول تمتلك من الامكانيات والتحوطات ما لا يملكه السودان لذلك عاد النشاط الرياضي …ونحن نقول ان الدولة اطلقت يد الناس في كل المجالات …وان الامور تمضي بسجيتها في كل القطاعات بدون محاذير او تحوطات ، فلماذا تفعّل هذه المحاذير فقط في المجال الرياضي؟.
· الاتحاد العام كان يفترض منه ان يجد ضمانات اكبر لعودة النشاط الرياضي ولعل اول هذه الخطوات التى كان يجب ان يقوم بها اتحاد الكرة تتمثل في رفع حظر التجوال بعد السادسة مساء.
· لا يمكن ان تلعب مباريات في المساء وهناك حظر للتجوال في المساء ..وان كان اتحاد الكرة برمج مبارياته لتلعب في العصر ..لكن لا اظن ان الاندية واجهزتها واداراتها تملك القدرة على قضاء حوائجها قبل حلول المساء وهي تلعب في العصر.
· على العموم نتمني ان ترتب الاوضاع ويعود النشاط الرياضي بصورة مدروسة بعد ان تجلس كل الاطراف المعنية لإعادة النشاط الرياضي بصورة تحفظ للوطن امنه واستقراره وسلامة شعبه.
· لا نريد للحياة ان تتعطل اكثر من ذلك …نحن مازلنا متأخرين ..ومازال الطريق امامنا طويلا ..فلماذا نتوقف الآن؟.
· الاوطان تبني بالعمل والمواجهة لا تبني بالتوقف والتعليق والهروب.
· الحكومة مسؤولة عن اعادة النشاط الرياضي بعد ان توفر للوسط الرياضي الوقاية والحماية الكافية من الفيروس.
· شداد اذا فشل في ادارة الاتحاد وعجر من السيطرة على الاوضاع عليه ان يقدم استقالته ويرحل.
· …………
متاريس
· وزارة الشباب والرياضة تعاملت مع النشاط الرياضي مثل تعامل الناس مع جلود الاضحية في هذا العيد.
· كلها نفقت دون الاستفادة منها.
· لا الشعب ..ولا الحكومة عرفت الاستفادة من تلك الثورة.
· على الاتحاد ان يصدر برمجة للنشاط معلومة ومعروفة.
· ان لم يكن هناك سبيل من عودة النشاط …اعلنوا عن رزنامة الموسم الجديد.
· لا تتركوا كل الامور (معلقة) على هذا النحو.
· بداية الموسم.
· فترة الراحة.
· وانتهاء الموسم.
· وفترات التسجيلات.
· ما تعملوا لينا كورونا سبب (تعلقوا) فيها كل اخفاقاتكم.
· توقف الحياة وتعليق النشاط ..فيه ضرر كبير على الحكومة وعلى الثورة.
· يجب ان يعود الناس الى ممارسة انشطتهم كافة.
· العالم كله تجاوز كورونا.
· ………..
ترس اخير : الدولة العميقة (المطر) عندها فوقها رأي.
The post يا كمال شداد يا ولاء البوشي فيهم طرف (دولة عميقة).. بقلم محمد عبد الماجد appeared first on السودان اليوم.