تبرز في أيام عطلات الأعياد حالات لجرائم قتل تتسم بالبشاعة والفظاعة في العاصمة والولايات، هذه الجرائم عادة تفسد أفراح كثير من الأسر بالعيد، وتحولها إلى مآتم، بخلاف الأعياد السابقة نجد أن عيد الأضحى المنصرم قبيل أيام قد لم يسجل جرائم قتل ذات طوابع بشعة غير أنه شهد حالات احتراب قبلي في عدد من ولايات البلاد أدت إلى مقتل وجرح العشرات.
الخرطوم وكاس
يوم أمس الأول أي عقب يوم من نهاية عطلة عيد الأضحى المبارك، خرجت ولاية الخرطوم عن هدوئها خلال العطلة وسجلت خمس حالات جرائم قتل في منطقتي أمبدة وبحري، إذ قتل شابان أجنبيان في اشتباك قبلي بمنطقة الدروشاب شمال بحري، وقتل البقية في جرائم فردية بمنطقة أمبدة، هذه الوقائع حولت مشرحة أم درمان يوم أمس منطقة مكتظة بالجثث، وباحتها مسرحاً لذوي الضحايا، وبخلاف هذه الحالات لم تشهد أيام عطلة العيد جرائم بشعة واتسمت بالهدوء النسبي.
إحصائيات جرائم القتل في العاصمة خلال عطلة العيد حسب سجلات الشرطة ودفاتر المشارح، تشير إلى انخفاض كبير مقارنة بالأعياد السابقة، التي كانت تسجل فيها سجلات الشرطة جرائم بشعة، تكون أغلب أسبابها أسرية ويلاحظ أن ضحاياها فتيات أو صبية، غير أن هذا العيد برزت فيه حالات احتراب واشتباكات قبيلة كانت أبرزها تلك التي شهدتها منطقة برونقا جنوب مدينة كاس بولاية جنوب دارفور نهار يوم الجمعة المنصرم أول أيام عيد الأضحي المبارك ، ونجم عن الهجوم سقوط عشرات القتلى والجرحى من المواطنين ، ونهب أعداد كبيرة من المواشى والممتلكات .
ولايات دارفور عموماً مؤخراً شهدت موجات عنف قبلي وانفراط امني استهدف المدنيين من السكان المحليين في موجة جديدة أعادت للاذهان الأحداث المأساوية التي شهدها الاقليم في بداية الألفية الثالثة وصفت بالكارثة الانسانية المهددة للامن الإقليمي والدولي
حلفا الجديدة
وتيرة الأحداث القبلية خلال عطلة العيد اتسعت دائرتها بأحداث مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا في شرق البلاد، إذ شنت مجموعة سكانية هجوماً مسلحاً على مجموعة أخرى راح ضحيتها شخصان وأصيب 28 بالقرية 10، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وتبعت تلك الأحداث عمليات حرق لممتلكات المواطنين، واحتقان كبير بالمنطقة دفع السلطات في الولاية والمركز للدفع بتعزيزات أمنية للسيطرة على الأوضاع حتى لا تتفاقم وتزيد من شلالات دماء أبناء الوطن جراء النزاعات القبيلة.
اللجنة الأمنية بولاية كسلا حينها قالت في بيان باسم أمين عام حكومة الولاية، أرباب محمد الفضل إن المكونات العسكرية والعدلية ستعمل بجد واجتهاد من أجل تقديم كل من شارك في هذه الأحداث للعدالة، وأهاب بالمواطنين اللجوء للقانون حال ظهور ما يدعو لذلك.
البيان أوضح أن لجنة أمن محلية حلفا الجديدة، قامت “بدور عظيم ” في السيطرة على الوضع وفصل المتنازعين بمتابعة ودعم عسكري من لجنة أمن الولاية حتى تمت السيطرة على الموقف في الساعات الأولى من صباح الأحد، وتم إجلاء الجرحى البالغ عددهم 28 والقبض على بعض المشاركين في الصراع وإيداعهم حراسات الشرطة.
مأساة أم ؟
قبيل عامين من الآن لوحظت أم تبكي بحرقة شديدة وهي تتكئ على حائط مستشفى أم درمان، يوم عيد الأضحى، الأم لا تستطيع التحدث مع أحد، غير أنها شبه منهارة، كانت تبكي وتقترب من المشرحة، حتى وصلتها وهنا سقطت أرضاً دون أن تحرك ساكناً، تجمع حولها عدد من الرجال وبعض أفراد الشرطة المسؤولين عن تأمين المستشفى، الكل تيقن أن لدها شخصا قد رحل لكنهم لا يعلمون الطريقة التي رحل بها، إلا عقب الاستفسار والتأكد فتبين أن ابنتها الصبية قد شنقت نفسها أول أيام العيد نتيجة نقاش حول نظافة المنزل مع والدتها، التي عثرت عليها مشنوقة داخل حمام المنزل.
الشرطة
الشرطة عادة تفرض سيطرتها على الشارع العام والأسواق والمناطق المهمة خلال عطلة العيد، بل تضع خطة محكمة تنفذها عبر آلاف الجنود والضباط، وتضاعف احكام خططها كلما شعرت بسيولة أمنية أو تفلتات، لذلك نجد طابع الجرائم الواقعة في أيام العطل طابعا أسريا أو فرديا بعيداً عن الجرائم المنظمة أو التي تنتج عن عمليات النهب أو المجموعات المتفلتة،
آخر خطة
مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء عيسى آدم إسماعيل قال في تصريح لـ(المكتب الصحفى للشرطة ) إن شرطته اكملت كافة الترتيبات لانفاذ الخطة التأمينية الخاصة بعيد الأضحى المبارك.
عيسى أكد أن الخطة ترتكز على عدة محاور اهمها تأمين الصلوات بمساجد الولاية بالمحليات اضافة لتأمين الأسواق تأمينا جيدا وتأمين شواطئ الأنهار بالتركيز على الأماكن التي يتوقع أن تشهد تجمعات مثل المواقف ودور العبادة مبيناً أن تحقيق الانتشار الشرطي المطلوب يسهم في الحد من الجريمة.
مدير الجنايات أكد كذلك على جاهزية شرطة ولاية الخرطوم لتنفيذ الخطة التى بدأت منذ بدأية العطلة الرسمية للدولة بجانب تأمين معابر ولاية الخرطوم البالغ عددها (33) معبرا لتنفيذ متطلبات الحظر الصحي مايحتم مراقبة السفر من وإلى ولاية الخرطوم ، مناشدا مواطنى الولاية بمساندة عمل الشرطة للحفاظ على الأمن والاستقرار.
الخرطوم: محمد أزهري
( صحيفة السوداني)