غير مصنف 2

يا بيوت الطين أقيفي!.. بقلم ياسر الفادني

السودان اليوم:
السواد الأعظم من سكان الخرطوم يعيشون في الأطراف… والبيوت في أطراف الخرطوم (كرش الفيل) معظمها بنيت من الطين وخاصة في أطراف امدرمان ومناطق شرق النيل.. وبيت الطين هو أقل تكلفة من البناء بالطوب او البلوك وهو سريع البناء 700طوبة تبني لك غرفة و تنتهي منها في يومين واليوم الثالث والرابع يمكنك أن تكون بداخلها ساكنا… ونائما تحت سقفها نوم قرير العين هانيها… وبيت الطين يدل علي فقر صاحب المنزل…

العدو الأول لبيت الجالوص ليست هي الرياح العاتية ولكن العدو الأول له هي المياة فإن أتت من السماء وكان البيت محصنا ومدرعا بالجدار الأسمنتي لايحدث له شيئ وسقفه منيع ليس فيه ثقوب لا يتاثر البته بل يعيش زمنا طويلا لكن إن دخلت فيه المياه أو أحاطت به فترة من الزمان فإنه يسقط سقوطا مريعا ويصير حطاما وذكري ودمعة لصاحبه ويقول… هنا كان بيت !

منذ زمن طويل ظلننا نسمع ونري صرخة وهي… الخرطوم تغرق… كل سنة يحدث هذا علما بأن الخريف لا يأتي فجأة.. فهو معروف ومعلوم وقته لكن ينقصنا الإعداد والترتيب المبكر تحسبا لأخطار ربما تحدث في هذا الفصل، المصارف للأسف الشديد أصبحت مكب للنفايات وقفلت، هنالك عدم دراسة جدوي جيدة للطرق التي يراد إنشاؤها، مرات السكان يلجأون الي كسر الشارع لكي تتصرف المياه.. للأسف عندما نريد أن ننشئ طريقا نهتم بالسرعة وليس الإجادة في العمل… بل نقل إن هذا الطريق سوف يفتتح يوم كذا وعلي يد فلان… ليكون إنجازا ويصفق لمن جعله واقعا.. ولكن بعد فترة يصبح واقعا مرا… فبدلا من ان يكون نعمة يصير نقمة..

معظم البيوت التي تهدمت جراء السيول والأمطار التي ضربت الخرطوم في الأيام الفائتة ولا زال خطرها محدق… هي بيوت الطين.. بيوت الفقراء.. بيوت الذين يخرجون في الصباح الباكر من أجل كسب لقمة حلال تسد بها رمق طفل جائع او شيخ كبير.. ليست هي لقمة فيها دعة ونعومة ورغد عيش … لكن هي أبسط ماتكون..ازدادت معناة أصحاب بيوت الطين وما أكثرهم في هذا الزمن الغريب فإن سقط البيت المعمور من الجالوص بسبب السيول والمطار تكون الكارثة قد أتت تحمل خلاخيلها… وتضاعفت المعاناة علي هؤلاء المساكين اين يذهبون؟ .. ومن يبني لهم بيتا.. فهم لايستطيعون أن يشيدوه مرة ثانية أياكلون… أم يشيدون؟ . فياربي إجعل الأمطار حواليهم وليس عليهم.. ويابيوت الطين أقيفى .. فإن لم تقيفي فعلي دنيا المهمشين السلام..

The post يا بيوت الطين أقيفي!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى