السودان اليوم:
ويعتقل بروف إبراهيم أحمد عمر لأنه خرج انتصاراً لدينه في مسيرة الأمس ليعبر عن رأيه الرافض لإباحة الخمر والدعارة وبقية الفواحش التي أجازها المجلسان السيادي والوزاري وحاضنتهما السياسية بقيادة الحزب الشيوعي البغيض.
تعتقله لجنة إزالة التمكين التي أضحت في غفلة من الزمان منظومة عدلية موازية للنظام القضائي والعدلي وجهازاً للأمن والمخابرات وسلطة استبدادية تعلو على جميع السلطات الأخرى! أعتقلوا ابراهيم أحمد عمر كما أعتقلوا قبله بروف غندور ود. علي الحاج والشيخ ابراهيم السنوسي وانس عمر ومعمر موسى ود. محمد علي الجزولي والصافي نورالدين وعبدالقادر محمد زين واللواء عمر نمر وعدداً من الشباب الذين ينتمون إلى كيانات وتنظيمات سياسية أخرى غير المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي بلا سبب بل بالمخالفة للوثيقة الدستورية كما سأبين. بالله عليكم أقرؤوا ما نصت عليه وثيقتهم الدستورية التي صاغوها بأنفسهم وأجازوها حول الحريات لتقتنعوا أننا نعيش في دولة تحكمها شريعة الغاب ولا تلتزم حتى بدستورها وقوانينها ، فقد نصت الوثيقة الدستورية على الآتي : *(تتعهد الدولة بحماية وتعزيز الحقوق المضمنة في هذه الوثيقة وكفالتها للجميع دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو النوع أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاسباب)*
بربكم ألا يجيز هذا النص لكل مواطن سوداني ، بغض النظر عن انتمائه السياسي ، التعبير عن رأيه ؟!
بربكم ألم يصبح السودان سجناً كبيراً تكتم فيه الأنفاس وتصادر الممتلكات ويشيطن المتهمون عبر أعلام الدولة الذي أضحى محتكراً لأولئك الطغاة الذين حسبوا أنهم تملكوه بشهادة بحث؟!
للأسف الشديد لا توجد في دولة قرقوش ، محكمة دستورية يلجأ إليها المتخاصمون ، ولا أدري سبباً لصمت مفوضية حقوق الانسان أو مجلس حقوق الانسان بجنيف أو مكتبه في الخرطوم والذي ظل يشهر سيفه بالليل والنهار على النظام السابق ، فهل يا ترى وضع أولئك أيديهم حتى على مجلس حقوق الانسان (العالمي)؟!
أعجب والله من صمت رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وأود أن اسأله : كيف تعتقلون أولئك المتهمين بلاجريرة أو يعتقلهم ، بتفويض منكم ، الحزب الشيوعي الممسك بخناق البلاد ، بالرغم من أن حرية التعبير حق دستوري تبيحه كل المواثيق المحلية والدولية لكل مواطن سوداني ، سيما بعد ثورة رفعت شعارات الحرية والعدالة؟!
بالله عليكم من هو الأولى بالاعتقال بروف ابراهيم أحمد عمر وبروف غندور صاحبا السيرة الوطنية والعلمية الباذخة أم كبير الحزب الشيوعي صديق يوسف الذي طالب حزبه قبيل المليونية الأخيرة ب(حسم وردع قوى الثورة المضادة) التي تعني وفق مفاهيم (دكتاتورية البروليتاريا) التي وضع نظريتها الاستبدادية عرابهم ماركس :(كل من لا يساند حكومتهم واجندتهم السياسية) بما يعني أنه لا يحق لاي مواطن ان يكون له رأي سالب في اداء الحكومة حتى وان اجاعته وسجنته في داره واحالت حياته الى جحيم ، وحتى إن خرجت على دينه وأحالت بلده إلى خمارة وبيت دعارة وإلى سجن كبير ؟!
لا تقل لي إنه لا توجد معارضة إلا عضوية المؤتمر الوطني الذي لا يحق لأحد كائناً من كان أن يحرمه من العمل السياسي ، سيما بعد أن ضج الشعب بالصراخ والعويل والشكوى وبعد أن خرجت عشرات الأحزاب والقوى السياسية والجماعات والمنظمات والتنظيمات، ببياناتها ومطالبها الرافضة للوضع الراهن الذي حارب الدين ونكل بالمواطنين وأذاقهم صنوفاً من التجويع والقهر والإذلال.
من هو الأولى بالإعتقال أولئك الأحرار القابعون في سجونكم أم القيادي الشيوعي الذي أعلنها على رؤوس الأشهاد : *(معركتنا مع الكيزان أصبحت صفرية ، إما أن نسحقهم أو نستعد لصعود مقاصلهم)!*
تلك الروح العدائية ليست غريبة على ذلك الحزب الدموي الاستئصالي الذي عكر ، منذ مولده ، صفو الحياة السياسية وملأها بالدماء والدموع والكيد التآمر ، وليته علم أن الكيزان كان الحزب الشيوعي يقيم إبان فترة الحكم المنسوب اليهم ، مؤتمره العام في قاعة الصداقة كما حدث قبل أقل من عامين من سقوط حكومة الانقاذ ، ولم يصعد كباره إلى المقاصل التي نصبوها في بيت الضيافة لعشرات من ضباط وجنود القوات المسلحة عقب فشل انقلابهم المشؤوم على الرئيس نميري أو في مذابح الجزيرة أبا وودنوباوي.
ليت ذلك الشيوعي الأحمق يسأل نفسه ألم يكن الشهيد أحمد الخير ، أيقونة ثورة ديسمبر ، من الكيزان الذين تشن الحرب عليهم وتتوعدهم بالسحق والسحل والقتل؟! كم قدمتم أيها الشيوعيون من الشهداء في ثورة ديسمبر التي أختطفتموها كما ظللتم تفعلون مع كل الثورات والهبات الجماهيرية منذ ثورة اكتوبر (1964) التي سطوتم عليها عبر حكومة جبهة الهيئات ، وكررتموها الآن من خلال واجهاتكم الشيوعية الشيطانية؟!
لقد بلغت الفهلوة أن يسجن قادة حزب المؤتمر الشعبي الذي ينتمي إليه شهيد الثورة الأشهر أحمد الخير بينما تسيطرون وتتربعون اليوم أيها الشيوعيون على السلطة ، أنتم الذين لم تقدموا شهيداً واحداً ولا جريحاً فمن تراه المسؤول عن ذلك اللامعقول؟!
*يا لكم أيها الشيوعيون من مغرورين رغم ضعفكم الذي بان خلال كل الانتخابات السابقة.. يا لكم من أغبياء يا من تتوعدون بالسحق أخوان الشهداء علي عبدالفتاح ومعز عبادي ومعاوية ، سكران الجنة والجنا المكحل بالشطة اللواء عبدالمنعم الطاهر ممن شهدت لهم الأدغال والأحراش يا رفاق (درشونا والبنوت نيام) !*
*من هو الأجدر بالاعتقال.. أولئك الأبطال القابعون خلف القضبان أم حمدوك الذي أقسم بالله مطمئناً أنه افشل رئيس وزراء في تاريخ السودان منذ الاستقلال ..دعكم من فشله في إدارة الدولة التي جعل منها مسخرة يتندر بأفعالها المنكرات العالم أجمع ، بعد أن أجاع شعبها وأذله وقهره ، دعكم من ذلك كله وتأملوا في ارتهانه لقيادته في المنظمة الدولية وللاستعماري البريطاني عرفان صديق وطلبه من مجلس الأمن إخضاع السودان وشعبه للوصاية الدولية مكرراً سيرة سيء الذكر الأفغاني كرزاي مما لم يسبق لأحد قبله أن فعله في السودان؟!
* من هو الأولى بالاعتقال أولئك الأحرار رغم القيود أم المسكين الساقط في اختبار المهنية فيصل محمد صالح ، ذلك الذي خان وتنكر لما ظل يشرخ به حلقومه حين كان يصرخ ليل نهار عبر الفضائيات منادياً بالحريات التي داسها اليوم تحت قدميه تنكيلاً بالصحافة وتكميماً للأفواه ، بعد أن أخضع إعلام السودان وفضائياته واذاعاته لأجندة الحزب الشيوعي ولتخرصات وأباطيل الضال المضل محمود محمد طه؟!
*من هو الأولى بالاعتقال بروف ابراهيم أحمد عمر وبروف غندور ، ذلك الجهلول الذي يكفي تعيينه وزيراً لفضح هزال تلك الحكومة الفاشلة والتي لم يشهد السودان لها مثيلاً في تاريخه الطويل؟!
* لو كانوا عقلاء وتهمهم مصلحة الوطن لاستعطفوا بروف ابراهيم ليدير لهم وزارة التعليم العالي أو وزارة التعليم العام بدلاً من وزيريهم الشيوعيين المحاربين لدين هذه البلاد ، ولحنسوا بروف غندور ليشغل لهم منصب رئيس الوزراء بدلاً من حمدوك أو ليشغل منصب وزير الخارجية بدلاً من أسماء أو عمر قمر الدين الذي لطالما حارب بلاده وشعبه تضييقاً وحصاراً وعقوبات امريكية من خلال منظمة (كفاية) التي عمل منسقاً لها تحت إمرة قادته من أعداء السودان.
معلوم أنه مما تقرر منذ إجازة الإعلان السياسي قبل إجازة الوثيقة الدستورية ، وأعلن على الملأ أن حل حزب المؤتمر الوطني لا يعني حرمان منتسبيه من ممارسة العمل السياسي ، ثم أكدت الوثيقة الدستورية على ذلك كما بينا ، ولكن متى كان حزب السحق والسحل والقتل يعرف غير الدماء والخراب والدمار والطغيان ، ثم من يملك أن يمنع المؤتمر الوطني أو غيره من ممارسة حقهم الدستوري في التعبير ، وهل رضي الشيوعيون قديماً من حل حزبهم ، بل هل نسي اليسار العريض ببعثييه المنقادين للحزب الشيوعي ما حدث في العراق جراء قرارت إجتثاث حزب البعث؟!
*ذلك وغيره يحتم على الرئيس البرهان أن يوقف كل ذلك العبث فهو المسؤول أمام الله وأمام الشعب عن تصحيح المسار وإنهاء ما يقوم به ذلك الحزب الشيطاني الذي لو ترك له الحبل على القارب لأورد بلادنا موارد الهلاك*
The post لماذا يا البرهان يعتقل بروف ابراهيم أحمد عمر وبروف غندور؟!.. بقلم الطيب مصطفى appeared first on السودان اليوم.