غير مصنف 2

سيناريو الانقلاب الفاشل والذهاب إلى المجهول.. بقلم سهيل الارباب

السودان اليوم:
يظن بعض البسطاء فى الرؤية والفكر بان سيناريو انقلاب كانقلاب الانقاذ على الصادق المهدى ب1989 ممكن الحدوث نتاج الازمات الحالية للحكومة وحالة التململ الشعبى بفعل انفلات الاسعار والخلل الامنى وانتشار السرقات وعصابات النيقرز وغياب هيبة الدولة وردود افعال الثورة المضادة على اسماء وترشيحات ولاة الولايات واثارة الكثير من الضوضاء والجلبة حول امرهم بغض النظر عن المبررات الموضوعية وهى كثيرة جدا ومقبولة ومدركة لاغلب الشعب السودانى وفى مكامن ضميره الذاتى وابلغها يادوب أمس ادى حكام الولايات المدنيين القسم امام مجلس السيادة ورئيس الوزراء مما يعنى ان حكومة الثورة لم تباشر اعمالها باكثر من 90%من مساحة السودان حتى الان وان اللجنة الاقتصادية بدات اول سياساتها بالتحكم على صادرات الذهب وسياساته الجديدة بتنفيذ اول شحنة امس وبقية الامور تتنزل تدريجيا لاعمال اللجان الفنية والتنفيذية بالوزارات الاخرى كالتجارة والصناعة والبترول والمعادن والطاقة. وهذا واقع كلى لايوفر اساسا موضوعيا سياسيا وحتى امنيا لانقلاب عسكرى ناجح تمتلك قيادته الحد الادنى من الرؤية والحلول البديلة لازمات البلد دعك من الغطاء الدولى والاقليمى بالاضافة الى اهم عامل وهو تعدد مراكز القوى الضاربة مما يستدعى امساك الانقلابيين بمداخل ومفاصل تشمل كل هذه القوى والاجنحة لضمان نجاح تحركهم من الناحية الفنية البحتة وعدم احباط محاولتهم وهو امر يذكرنا بتحدى رئيس جهاز الامن بعهد الانقاذ د. نافع ونظرية لحس الكوع لتضارب المصالح والتوجهات والعقائد القتالية لمختلف الاجهزة والاجنحة العسكرية الممسكة بالملف الامنى للبلد.
وامانى وتوقعات الانقلاب لاتحمل فى طيها استحالة بفعل عجزها الفنى والموضوعى ولكن يضاف لها العجز فى الرؤية السياسية فى تقديم البديل الناجع وامكانيات التفرد بحلول غير مطرقة ومعلومة وربما مجربة وقد اثبتت فشلها الذريع وهذا مايجعل هذه الامانى والتهويمات مجرد خطل فكرى وخواء نظرى وانعدام للرؤية وذاكرة منسية للتجارب المطروقة مما يجعلها مجرد فكر وعبث صبيانى واضطراب نفسى وخيال معطوب.
الواقع السياسي مابعد ثورة ديسمبر ابريل ليس هو واقع ماقبلها وحكومة حمدوك خطت خطوات فى ترسيخ واقع جديد لاتراجع عنها بسيناريوهات سابقة ونمطية وانهيار حكومة حمدوك او اسقاطها بحدوث محاولة انقلاب فاشلة او ناجحة او ثورة شعبية تعنى فى كل الحالات ذهاب السودان بغير عودة الى عالم المجهول وان القيد او الرسن قد فقد السيطرة عليه الى ابد ليس بقريب بفعل عوامل سابقة للثورة وحكومة حمدوك وخلالها باغلب ولايات السودان شرقا وغربا بواقع ديمغرافى متغير منذ عهد الانقاذ وعدم انسجام شعبى وصراعات قبلية مستحكمة يغذيها فشل الداخل والمصالح المتضاربة والتدخلات الاقليمية والدولية مما يدخل البلد فى حالة صراعات ان بدات شرارتها فيصعب حسمها لمصلحة اى من الاطراف ليتمكن من السيطرة على الدولة الموحدة بفعل توازن القوة والرعب مما يحول البلد الى منظومات متعدد الاقطاب ومراكز القوى فى فوضى عارما مع انهيار المركز تماما وهذا سيناريو كارثى ولكنه ليس ببعيد كل البعد والخاسر فيه الجميع بغير جدال فعلى الجميع ان يعوا ويحذروا فالكل سيكون خاسر.

The post سيناريو الانقلاب الفاشل والذهاب إلى المجهول.. بقلم سهيل الارباب appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى