غير مصنف --

محمد عبد الماجد يكتب: مبارك الفاضل (ويكيليكس) السوداني أو (رقاص) الساعة!

(1)
في الافلام الامريكية (القديمة) رجل المخابرات يظهر بأناقة واضحة ونظارة سوداء ،وفنجان قهوة يكون دائماً موضوع على منضدة المكتب بإهمال متعمد ،وهو لا يفقد سخونته ابداً ،ولو بقى على منضدته اسبوعاً. الافلام الامريكية تقدم (رجل المخابرات) بصورة جاذبة على انه شديد الذكاء ،وقليل الكلام لا يميل للثرثرة إلّا للضرورة (المخابراتية).
مبارك الفاضل هنا يحاول ان يبدو كذلك بأناقته الظاهرة وقهوته الدائمة، غير انه يختلف عن رجل المخابرات الامريكي في (قلة الذكاء) وفي ميله الدائم الى (الثرثرة) التى توشك ان تجعل مبارك الفاضل مثل بائع (الفجل) الذي لا يهدأ إلّا اذا باع (فجله) كله.
(2)
في العصر الحديث وفي وقتنا هذا اصبحت (المعلومات) كنوزاً يمكن المتاجرة فيها، ولا تقل قيمة (المعلومات) المهمة من قيمة (الآثار)…وهي بضاعة يمكن الترّبح والتكسّب منها ،وقد يصل ذلك لمرحلة (الابتزاز) بها، خاصة في مجال الاعلام والسياسة.
مبارك الفاضل يعمل على ان يجعل لنفسه (اهمية) من خلال (المعلومات) التى يدعي امتلاكها، ويظهر على انه (خطير)…لصحيفة (السياسي) ادعى مبارك الفاضل في حديثه للزميل محمد البشاري عن امتلاكه صورة من أي مستند في الدولة. وتحدَّى الفاضل أن يكون لدى رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك معرفة بالمعلومات التي يعرفها عن أوضاع الاقتصاد والفساد.
هذا الذي يصرح به مبارك الفاضل نسميه نحن (ابتزاز)، او هو عرض (علني) للمساومة – والأمر هنا ليس فقط في (ترغيب) حكومة حمدوك في تلك المستندات ،وإنما في (ترهيب) جهة اخرى يمكن ان تتضرر من هذه المعلومات وتلك المستندات…ومبارك الفاضل في هذا (العرض) يظهر مثل لاعب السيرك الخطير الذي يلعب على الجميع.
رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل قال للسياسي 🙁 إن لجنة إزالة التمكين تتلقى معلوماتها وتتخذ قراراتها بناءً على “ونسة بيوت البكاء”، وأكد أن اللجنة لا تمتلك معلومات عن مكان الفساد، وأضاف: كل الكلام الحاصل في التمكين نتيجة عدم معرفة، ناس عايشين على ونسة بيوت البكاء ويتخذوا بناءً عليها قرارات).
ونحن هنا نسأل مبارك الفاضل ومن أين يتلقى مبارك الفاضل (معلوماته)؟.. والأخطر من هذا ماذا يفعل مبارك الفاضل بهذه (المعلومات)؟ التى لم يخرج منها معلومة واحدة منذ ان ظهر مبارك الفاضل على الساحة السياسية ،وظل محتفظاً بها .. يقدمها هكذا في (فواصل اعلانية) ويعود ويسكت بعد ان يقبض الثمن!!.
(3)
مبارك الفاضل بدأ حياته السياسية بملف المقاومة من الاراضي الليبية في فترة حكومة مايو – ومن هناك ادرك اهمية الملفات (المخابراتية) التى يكتب على اغلفتها (سري للغاية)، لذلك كان حريصاً وهو في اسمرا والقاهرة في سنوات الانقاذ الاولى ان يكون ممسكاً بنفس الملف – ليخلق لنفسه (اهمية) ويصنع له (وجود) يستطيع به (ارهاب) الاخرين.
عندما انشق مبارك الفاضل من حزب الامة القومي خرج وفي جعبته (اسرار) قرّبته من النظام البائد في ظل بحث نظام الانقاذ عن كل شيء يمكن ان يخيف ويرهب به الصادق المهدي، وقد دخل مبارك الفاضل للقصر ليكون مساعداً للرئيس بفضل هذا (الملف) السري.
في القصر كان مبارك الفاضل يتلصص على مكاتب الرئيس ونوابه، وقد جاء في تصريحات صحفية سابقة لمبارك الفاضل انه يعلم ما تخفي ادراج ودواليب مكتب بكري حسن صالح.
اجتهد مبارك الفاضل في هذا الدرب وظل شغوفاً بالمعلومات وجمعها، ليجعل من نفسه (ويكيليس) السوداني، ويوهم نفسه وربما اخرين بأنه (خطير)، وانه يملك الكثير من المعلومات والأسرار وهو في ذلك افرغ من فؤاد ام موسى…اذ يدير مبارك تلك (المعلومات) بطريقة (باركوها يا جماعة).
وهم مبارك الفاضل نفسه بهذا (الدور)، ورسم لشخصيته (عبقرية) لا يملك منها ما يجعله يجيب على سؤال في (كلمات متقاطعة) يتحدث عن (سائل حيوي) من حرفين اوله (دال) وآخره (ميم)!!.
(4)
الفاضل قال في تصريحاته الصحفية : (إن وزير المالية المستقيل إبراهيم البدوي ارتكب أخطاء أثناء توليه لمنصبه. وتمثلت أخطاء البدوي بحسب الفاضل في عدم استقالته عندما رفضت الحرية والتغيير تمرير برنامجه بجانب زيادة المرتبات وعدم المضي في دعم الإنتاج).
وهذا ما يجعلنا نسأل مبارك الفاضل لماذا لم يستقل من حكومة الانقاذ وهو مساعد للرئيس، وهو وزير في اكثر من مرة، وظل محتفظاً بمنصبه و(مكنكشاً) فيه دون ان يكون له موقف او رأي. خاصة انه قال في نفس التصريحات (إنه غير نادم على مشاركته في حكومة الإنقاذ، واتهم الرئيس المعزول عمر البشير بأنه كان أكبر داعم وحامٍ للفساد).
ما هذا (التناقض) الذي يجعلنا نقول له من اين له بهذا (الصنف) الذي يجعله بذلك (التأرجح) مثل (بندول الساعة) ،او مثل (رقاص) الساعة يميل مع الزمن…تارة حزب (أمة) ..وتارة (مؤتمر وطني).
(5)
بغم /
عن تعديل القوانين الاخير ..سب المهندس الطيب مصطفى (قحت)، ولعن (ابوها)، ونكّل بالحزب الشيوعي وشتم (الخلفوه)، ومسح بوزير العدل الأرض، وعندما جاء الطيب مصطفى لحميدتي والبرهان الذي اجاز هذه القوانين ووقع عليها قال الطيب مصطفى :(سنحاسبهما بين يدي الله ونشكوهما اليه يوم يقوم الناس لرب العالمين).
لماذا لا تترك (قحت والحزب الشيوعي ووزير العدل) الى ان يقوم الناس لرب العالمين ايضاً؟!!…لا يعقل ان تحاسب مجموعة كبيرة مثل (قحت) بنفسك وتترك فرداً واحداً مثل (حميدتي) لرب العالمين ،وإلى ان تقوم الساعة!!.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى