إمتلأت الأسافير والصحف والقنوات (ولا زالت) وهي تتحدث عن إقالة السيد رئيس الوزراء الدكتور حمدوك لوزير الصحة الدكتور أكرم التوم وإنقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض ، من يؤيدون القرار يعتقدون بأن الدكتور أكرم قد إرتكب بعض الأخطاء في حملته لمواجهة الكورونا زاعمين أن إغلاقه لبعض المستشفيات قد أدى لحدوث وفيات بين المواطنين ويردد بعضهم بأن الوزير المقال ينفرد بالقرارات دون سماع آراء الآخرين .. أما من يعارضون القرار فينطلقون من أن عملية الإقالة قد جاءت عبر حملة منتظمة لفلول النظام البائد عبر سعيهم المنظم لإفشال حكومة الثورة بعد أن قام الدكتور أكرم بخطوات في سبيل جعل الدواء سلعة إستراتيجية كما قام بمواجهة مافيا الدواء وعصابات الإستثمار في صحة المواطن .
بعيداً عن كل الاراء المؤيدة والمعارضة فإن السؤال الذي يفرض نفسه وبشدة : هل الوزير القادم سوف يقوم بتطوير المنظومة الصحية والعلاجية بالبلاد؟ وكيف؟ وهل (وزارة الصحة) أو أي وزارة أخرى يتم إنجاح برامجها عبر (الوزير)؟ أم عبر عمل مؤسسي ومنظومة من الخطط والبرامج المدروسة والمعدة سلفاً ؟ أين هي السياسة العامة للحكومة والخطط والبرامج التي وضعتها لمختلف الوزارات حتى يقوم الوزير المعني بمتابعتها وتنفيذها (وللا ينجر من راسو ساكت)؟
بالطبع فإن (القصة) ما قصة (إقالة وزير) لكنها قصة حكومة تفتقد إلى البرامج المتخصصة المعلومة والمدروسة التي تستطيع بواسطتها تنفيذ المهام العاجلة (وما أكثرها) حتى يتم التمهيد للإنتقال الديمقراطي وكل ذلك في إطار زمني محدد نهايته هي نفاذ الفترة الإنتقالية .
للأسف فإن المتتبع لأداء حكومة الثورة يجده أداءاً بائساً لم يحرز أي تقدماً في أي وجه من الوجوه وذلك لغياب البرنامج وإنعدام الرؤية وتكالب النظرة الحزبية الضيقة التي تضع مصلحة الحزب فوق مصلحة الوطن ، لقد توقع كل العالم بأن تكون حكومة الثورة (حكومة مهام) تسير وفق برامج محددة مرسومة بدقة أولها أيقاف التدهور المعيشي الذي يعاني منه المواطنون ولم يكن ذلك ليحدث في ظل الوجود الفاعل لقوى فلول النظام البائد التي تسعى لعرقلة أي برامج من شأنها إنجاح هذه الفترة الإنتقالية لذا كان من المفترض تهيئة البيئة المناسبة للحكومة لذلك عن طريق الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث والتفشيل عن طريق عرقلة مساعي الحكومة من أجل الإصلاح ، ولكن للأسف الشديد (لا الحكومة) كانت ذات برامج معدة سلفاً لتسيير دفة البلاد ، لا جاءت لنا بكفاءآت غير مؤدلجة لا إستطاعت إيقاف محاولات التخريب والتخذيل التي يقوم بها فلول النظام المباد .
في إعتقادى أن الفشل سوف يصحب هذه الحكومة حتى إنتهاء الفترة الإنتقالية حيث يفاجأ الجميع بأن البلاد غير مستعدة لمواجهة متطلبات المرحلة الديمقراطية وهذا بالطبع ما يعمل من أجله الكثير من المتربصين بالبلاد وأولهم فلول العهد البائد المندحر .
للأسف الشديد لا تبدو في الأفق أي حلول لهذا الإشكال في الأفق القريب (وللا البعيد) وذلك لأن الإخوة في إعلان قوى الحرية والتغيير كان من المفترض أن يعملوا في تناغم من أجل العبور بالوطن من هذه المرحلة الخطرة لكنهم جميعاً آثروا أن يكونوا ممثلين لأحزابهم مدافعين عن رؤيتها مستميتين من أجل إنفاذها دون بذل أي حوارات فيما بينهم للوصول إلى ما فيه خير البلاد .
ساذج جداً من يعتقد بأن (الوزارة الفلانية) سوف يتحسن أداءها بمجرد إقالة وزيرها فالقصة ما قصة (وزير) القصة تكمن في ضعف الحكومة الإنتقالية كحكومة ثورة لم تستطع حتى الآن أن تقوم بالمهام الأساسية التى أوكلت لها والتي بدونها سوف تظل (تلت وتعجن وتعوس) إلى ما لا نهاية !
كسرة :
القصة ما قصة وزير .. وللا تغيير.. القصة أكبر من كده بكتير !!…
كسرة ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
صحيفة الجريدة