السودان اليوم:
@ عند انقلاب الانقاذ المشؤوم تم اعتقال قادة و قيادات الاحزاب السياسية بمن فيهم شيخ الترابي عراب الانقلاب و مدبره و تم ايداع الجميع فى سجن كوبر . صادف ان كان اعتقال الرفيق محمد ابراهيم نقد و اقتياده الى سجن كوبر قد تم بواسطة الرائد يوسف عبدالفتاح (رامبو) الذي لم يكن من مدبري الانقلاب و لكنه لم يبخل متبرعا بتقديم كل ما يطلب منه و ما لم حتى يخال للجميع انه عضو فى مجلس الانقلاب . لم يكتف رامبو بتسليم الرفيق نقد لادارة سجن كوبر بل ذهب ابعد من ذلك ان دخل الى قسم الشرقيات حيث وقف امام احدى الزنازين وقد لاحظ على الحائط المواجه له ان هنالك اسماء لمعتقلين سابقين من ازمنة مختلفة نحتت على حائط الزنزانة و بطريقة لا تخلو من عنجهيته المعهودة على طريقة ( من اراد ان تثكله امه) التي اطلقها مهددا بها التجار الذين اغلقوا متاجرهم عند اول ايام انقلابهم .
@ طلب رامبو من نقد بلهجة آمرة ان يدخل الزنزانة و يسجل اسمه مع تلك الاسامي المنحوتة على الحائط في شجاعته المعهودة و ثباته المشرف التفت ناحية رامبو رافضا ان يمتثل لأمره قائلا له انه لن يوقع اسمه في الحائط الذي سوف توقع فيه انت اسمك في يوم من الايام .تمر السنين ليسجل الرفيق نقد اسمه في سجل الخالدين الشرفاء ،غنت له الجماهير يوم رحيله الاخير (ماك الوليد العاق ،لاخنت لا سراق) و اصبحت سيرته العطرة يشهد له بها الاعداء قبل الاصدقاء.
@ كما تنبأ الرفيق نقد لرامبو حدث بالفعل عند اعتقال رامبو مع سدنة و رموز الانقاذ المتواجدين مع المخلوع فى سجن كوبر . كان رامبو مخفورا بواسطة احد حراس السجن الذي اقتاده الي قسم الشرقيات (المقر الدائم)لرموز النظام البائد ووقف به امام احدى الزنازين فكانت ذات زنزانة الرفيق نقد التي قاده لها الرائد يوسف عبدالفتاح رامبو الذي من هول المفاجأءة بدأ يصرخ فى هستيريا تجمع بين القهقة و البكاء حتى دفعت بنزلاء الزنزانة الخروج لاستجلاء الامر منهم على محمود وزير المالية الاسبق و عبدالرحمن الخضر قبل اخلاء سبيله وقد اخبرهم رامبو بصدق نبوءة الرفيق نقد وانه سوف يدون اسمه مع المجموعة المكتوبة في حائط الزنزانة و لعل هذا ما حدث بالفعل.
@ لم يك الرفيق نقد كاهنا ولا عرافا و لا حتى له علاقة بضرب الرمل او قراءة الفنجان و كل ما هنالك استيعابه الممتاز لاصول الديالكتيك و قوانينه التي اعطته القدرة على قراءة الواقع بكل تعقيداته و سهولة استنباط مكوناته و مقدرته على تحليلها ورسم صورة واقعية لان العالم يتطور وفق قوانين استوعبها الرفيق نقد لتصبح منهجه فى التفكير و التحليل وسبر غور الحقيقة هكذا هى احد جوانب الفلسفة الماركسية التي اتخذها الرفيق نقد مرشدة و جعلته لا يجد صعوبة فى تفسير الواقع و التنبؤ بالمستقبل و هو قد تنبأ بانقلاب الانقاذ قبل يوم و هو يتلو خطابه الاخير فى الجمعية التأسيسية و هو ايضا من افشل خطة الترابي في البقاء في الى السجن حبيسا وكلها نبوءا ت للرفيق نقد صدقت.. التحيات الزاكيات له في عليين و قد افتقدناه في مثل هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد.
The post وصدقت نبوءة الرفيق نقد !.. بقلم حسن وراق appeared first on السودان اليوم.