غير مصنف --

أحمد يوسف التاي يكتب: مسيرة 30 يونيو

«1»
سألني بعض المشفقين على الثورة عن مسيرة 30 يونيو، والمحاذير التي كنتُ قد اشرتُ اليها في مقالٍ سابق تحت عنوان المسيرة الملغومة، سألوني عمَّا إذا كانت تلك المحاذير باقية، وعما يجب عمله..
قلتُ، مسيرة 30 يونيو من حيث الأهداف، والوجوب عندي مثل صلاة الخوف، يمكن (إقامتها)، وأداءها بعد عمل كل التحوطات اللازمة، وأخذ الحذر، (خذوا حِذرَكم واسلحتكم)، حتى لايميل أعداء الثورة عليها (ميلةً) واحدة حين غفلة..
«2»
ولَكَمْ ودَّ المتآمرون على الشعب السوداني أن تغفل ثورته عن أسلحتها (السلمية) تلك السلمية، التي بها انتصرت وبلغت مبتغاها واصبحت حديث العالم، ومصدر إعزاز وفخر، وهي تصرع اعتى نظام شمولي دكتاتوري في المنطقة الأفريقية والعربية بسلاح السلمية هذا، كم ودُّوا لوتغفل الثورة عن سلميتها وتتخلى عنها فيميلون عليها مَيْلةً واحدةً، ويجرونها إلى العنف ، والسباحة في بحور الدماء، والسير على تلال الأشلاء..
«3»
يودُّ المتآمرون على ثورة الشعب السوداني العظيمة لو يغفل الثوار عن أهداف ثورتهم التي بها توقَّدتْ وزَكَتْ جذوتُها…تلكم الأهداف والغايات النبيلة التي هي نبراس طريق الثورة، يودُّ المتآمرون على الثورة لو تغفلون عن اهداف ثورتكم المجيدة فيميلون عليها ميلةً واحدةً..
«4»
يودُّ المتآمرون على الثورة لو يغفل الثوار وينحرف قطار ثورتهم عن (المسار) فيميلون عليها ميلةً واحدةً.. ليبرروا الهجوم عليها بحجة أنها انحرفت عن المسار، وليخمدوها تحت غطاء (تصحيح) المسار، فالتصحيح سيأتي من داخل الثورة وليس من خارجها..
«5»
أعود وأقول أن كل الإجراءات المشددة، والتحوطات والاستعدادات التي رأيناها اليوم تشير إلى خطورة الأمر، وأن المحاذير الأمنية، وتحركات فلول النظام المخلوع التي حذرنا منها مبكراً لم تكن مجرد خيال…
كل هذه التحوطات الأمنية مطلوبة، وإذا لم تكن الحكومة جاهزة للتعامل مع المهددات، والتحركات المضادة من قبل الفلول ، فلاسبيل إلا إلغائها والاكتفاء بتسليم مذكرة بالمطالب لرئيس الوزراء…
«6»
لامراء ولاجدال حول المطالب الموضوعية، والمُلحة التي يرفعها الثوار حالياً،والمتمثلة في تصحيح مسار الثورة، ومعالجة تفلتات السوق والتصدي للغلاء ومعاش الناس، وتحقيق اهداف الثورة، واستعجال التحقيق وسرعة البت في ملف الشهداء، ومحاسبة رموز النظام المخلوع واستكمال هياكل السلطة، واختيار المجلس التشريعي والولاة.
إذن كلها مطالب موضوعية ومهمة وواجبة التنفيذ، لكن التحوطات والحذر أوجب…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى