الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وهج الفكرة … مزاهر رمضان
كان من نهج النبي عليه الصلاة والسلام إذا بلغه عن أحد المسلمين تصرف خاطئ أن يقوم خطيبا في الناس ويبتدر خطبته بجملته الشهيرة (ما بال أقوام قالوا كذا أو فعلوا كذا) ثم يوجه إلى الصواب دون تشهير أو تجريح أو تقليل من شأن أحد..ومما وصف به عليه السلام أنه لم ير منتصرا لنفسه من مظلمة ظلمها قط..ولا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله..وقد جاء في وصف المؤمن أنه (ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ) ولم يؤثر عن السلف عند اختلافهم هذه الملاسنات والشتائم التي نسمعها بل كانوا يلتزمون أدب الخلاف ويحترم بعضهم بعضا ونصب أعينهم بيان الحق والإرشاد إليه دون الانتصار لأنفسهم.
فالشتيمة ليست دليل رجولة ولا بطولة…ولم تكن يوما طريقا للإصلاح والمجد وإلا لكان أولى الناس بها الانبياء والرسل. ذلك أن الأسلوب العنيف يؤدي لنتائج عكسية فالإنسان ينفر بطبعه من الكلمات الحادة والبذاءة والتعنيف { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} ثم إن الرفق ما كان في شئ إلا زانه ولا
نزع من شئ إلا شانه كما ورد في السنة.
الاختلاف أمر طبيعي في حياة البشر وقد اختلف البشر حول الخالق وخالفوه فكيف بالمخلوق!! ومع ذلك يوجه القرآن بمجادلة الآخر بالتي هي أحسن حتى مع فرعون الذي علا وطغا وقال أنا ربكم الأعلى أمر الله نبيه موسى وأخاه هرون {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} أما القوة والشدة فمكانهما ساحة الحرب وميادين القتال.
القائمون على أمر البلاد ليسوا ملائكة ولا أنبياء وبالتالي فهم ليسوا معصومين من الخطأ (ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) وعلى العلماء والمصلحين تقويمهم (بأدب) ونصحهم في حدود احترام ولي الأمر واحترام (نفوذه) فماذا نستفيد نحن من الشتائم والحرب الكلامية؟ وهل سمعتم بمشروع ضخم قام على البذاءة أو هل نهضت حضارة ما على السخرية والسب واللعن؟!!! وما دام الهدف هو مصلحة البلاد والعباد فليس التشهير والتحقير سبيلا إليها اللهم إلا إذا كانت هناك دوافع أخرى لا نعلمها الله يعلمها.
الكلمة أمانة ورسالة…وواجب البعض ممن يتبوأون مواقع مؤثرة أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم ممن هم دونهم ويحتذون بهم وأن تخرج كلماتهم هادئة وبليغة وفاعلة في غير ما إثارة للكراهية أو إشعال للفتن حتى لا تكون كلماتهم وبالا عليهم في الدنيا أو في الآخرة (وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)..
لن يعلو شأو أمتنا وهذه الخلافات تنهش جسدها وأبناؤها يتطاحنون ويتلاسنون بينما الجوعى حيارى يتفرجون وينتظرون وتتراجع في دواخلهم مساحات العشم في غد أفضل
The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: من وحي الرويبضة appeared first on الانتباهة أون لاين.