الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
يجمع رشد القرار بين الكفاءة و الفاعلية حيث تعني كفاءة القرار استخدام القدر المناسب من المواد لتنفيذه، بينما تعني فاعلية القرار قدرته علي تحقيق الأهداف التي اتخذ لأجلها.
كثيرا ما توصف قرارات مؤسساتنا في جميع مستوياتها ابتداءً من الدولة و انتهاء بأصغرها بعدم الرشد الأمر الذي لم نتمكن معه منذ الاستقلال والي يومنا هذا من الخروج من دائرة مشكلاتنا المزمنة والقدرة علي بناء أمة سودانية، موحدة، آمنة، متحضرة،متقدمة، متطورة.
تقتضي المنهجية العلمية أن يتم القرار – أين كان نوعه و زمان ومكان اتخاذه – علي مرحلتين رئيسيتين الأولي صناعة القرار ويسبقها تحديد المشكلة و فرض التخمينات لحلها وجمع البيانات لاختيار صحة التخمينات واختيار الأنسب لحلها. و الثانية اتخاذ القرار و تعقبها تنفيذه و متابعته و تقويمه لقياس أثره علي حل المشكلة.
تتأثر مرحلتا القرار بعدة عوامل داخل المنظمة وخارجها يجب تحديدها بدقه و تقدير أثرها عل القرار و ما يلزم اتخاذه حيال هذا الأثر. و ينفذان بأدوات ووسائل يجب احكامها و تجويدها و تطويرها و تحسينها بصورة مستمرة.
و بالنظر الي رشد القرار في المؤسسات السودانية نجد أنه يحتاج الي كثير من التجويد و التطوير و التحسين المستمر علي مستوي مرحلتيه و أدوات ووسائل تنفيذه.
و لمعرفة اي المرحلتين اكتر تأثيرا علي رشد القرار؟ وما هي الفئة الأكثر فعالية عليه؟ وكيف يتم تحسين رشده؟ يمكن مطابقة ذلك بما يعرف في علم الإحصاء ب قانون باريتو أو قاعدة 20/80 و الذي يفسر علي اساس ان *80% من مشكلات المنظمة وتسمى الكثرة الضارة ترجع الي 20 % من الأسباب وتسمى القلة النافعة فإذا استطعنا معرفة القلة النافعة والسيطرة عليها تمكنا من معالجة الكثرة الضارة بأقل جهد وتكلفة وفي أقصر وقت و بإسقاط هذا المفهوم على مسار رشد القرار في مؤسساتنا نجد أن النسبة الأكبر من الوقت و المشاركة تتم في مرحلة صناعة القرار الأمر الذي يجعل منها الكثرة و تأخذ نصيب أكبر من الموارد مما يلفت إليها انتباه صانع القرار وجهود اصلاح الاثار التي تترتب علي القرار بدرجة أكبر و يجعلها أكثر تأثيرا على رشد القرار و زيادة تكلفته و هنا يكمن خطأ رشد القرار في مؤسساتنا المختلفة .
وبالنسبة ولمعرفة الجهة الأكثر تاثيرا علي رشد القرار يمكن تحديدها إذا نظرنا الي صنعه و اتخاذه في جميع المؤسسات الحزبية منها او الرسمية او منظمات المجتمع المدني فعلي الرغم من كبر حجم و انتشار قواعدها و مشاركتها في صنع القرار من خلال تنظيماتها الرسمية الا ان اتخاذ قراراتها غالبا ما يتم بواسطة مجموعة فئوية أو جهوية أو قبلية أو بواسطة بيوتات كما في الحزبين الكبيرين و هو ما يشكل القلة التي تكون اكثر فعالية علي اتخاذ القرار. والتي غالبا ما تقلب أهدافها ومصالحها الخاصة و توجه القرارات نحو ذلك وبذلك تضيع جهود صناعة القرار علي الرقم مما بذل فيها. *فثورة ديسمبر* الحالية شارك في صناعة قرارها أحزاب سياسية و تنظيمات مجتمع مدني و حركات مسلحة و عامة الشعب بنسبة كبيرة إلا أن الذي اتخذ قرارها و نفذه جماعات حزبية و فتوية قليلة الامر الذي حرفها عن اهدافها وشعاراتها التي نادت بها في اولها وجعل الكثير ممن شارك في صناعتها ينقلب عليها بقوة. عليه و لتحسين رشد القرار في المؤسسات السودانية يجب أحكام جودة رشد القرار في مرحلتيه ووسائل و أدوات تنفيذه و إصلاح القله التي تؤثر علي اتخاذه بجودة البناء المؤسسي و التشريعي و التدريبي.
The post السودان: د. بشير التجاني الشايب يكتب: (رشد القرار السوداني المنهجية العلمية وقانون باريتو) appeared first on الانتباهة أون لاين.