خاص السودان اليوم:
تعيش بلادنا هذه الايام أزمة كبيرة فى الكهرباء وهي من ضمن ازمات كثيرة تحيط بنا من كل جانب وتضيق الخناق علينا ، ويخشى الناس من انحدار الاوضاع الى الاسوا لاقدر الله خاصة مع الحديث عن النقص الكبير فى التوليد بسبب الاعطال بالمحطات والشح الكبير في الجازولين ، وهذا السبب الاخير لم تتحدث عنه ادارة الكهرباء فى بيانها التى اعتذرت فيه للناس عن ارتفاع وتيرة القطوعات وانما اكتفت بالاشارة الى الاعطال واعدة بان يتم الاصلاح باسرع فرصة ممكنة ويعود الامداد بالتيار الكهربائى الى الاستقرار.
وبعد هذا الكلام سمعنا عن الاحتفاء بزيادة الكمية المستوردة من اثيوبيا وقالوا انها بلغت 200 ميغاواط يوميا ، معلنين انها وصلت الى ضعف الكمية التى كانت تصل من اثيوبيا كل يوم ، ولكن الشك فى هذا القول كبير اذ ان بعض مهندسى الكهرباء يقولون غير ذلك ، فهم يقولون ان الكمية التى كانت تانى من اثيوبيا هى نفسها ال200 ميغاواط ، وان أى حديث بغير ذلك هو مجافاة للحق وهروب من الواقع وخروج عن الاتصاف بالصدق ، وسوف يسهم فى المزيد من التعقيد للازمات بدلا عن حلها ومعالجتها.
وهناك امر آخر يتحدث الناس عنه ويرون انه سبب هذا التدهور الذى ضرب الكهرباء ونتج عنه هذا النقص الحاد فى الامداد الا وهو خروج الشركة التركية عن العمل وفقدان الشبكة 200 ميغاواط كانت تنتجها الشركة يوميا ، وقيل انها 150 ميغاواط وهى التى تكفى بورتسودان وبعض المدن والقرى القريبة منها ، ولما كثرت المطالبات على الحكومة قررت الشركة التركية التوقف عن امداد الشبكة بالكهرباء حتى تستوفى حقوقها ، ونذكر ان وزير الطاقة يومها (قبل شهر رمضان المبارك) هاجم الشركة التركية وطالبها بالصبر على الحكومة وعدم قطع الكهرباء ، وهذا كلام لا معنى له ولا يستقيم ان يصدر عن شخص يحترم نفسه ويحترم من يخاطبهم ، اذ ان هذه شركة لها استحقاقات على الوزارة وليس من حق الأخيرة ان تقول ما قالت وليس هذا من المروءة فى شيئ ، ومن الغريب ان نسمع اليوم كلاما لايمكن القبول به حول هذا الموضوع ، ولاندرى عن من صدر هذه المرة لكنه يبقى كلاما غير مسؤول وهروبا عن الاعتراف بالقصور والفشل وهو الحديث الذى يهاجم الاتراك ورئيسهم ويعتبرهم تسببوا فى تعميق الازمة الحالية وذلك خدمة لاخوانهم اسلاميى السودان الذين اطاحت بهم الثورة وبعضهم يعيش الان فى تركيا هاربا من الملاحقة هنا ، وقيل ان الاتراك توقفوا عن امدادنا بالكهرباء حتى يتم التضييق على حكومة حمدوك ويخرج الشارع عليها ويسقطها خدمة لحلفاء اردوغان فى السودان ، وهذا كلام لا معنى له اذ ان هذه الشركة اما ان تكون لها حقوق علينا فيجب الوفاء بها لا الهجوم عليها ، أو اننا نكون قد وفينا بما علينا وهنا ان كان العقد قد انتهى بيننا فمن حق أى من الطرفين ان لا يجدده وحتى من غير تعليل ، أو أن يكون بيننا عقد ينص على غير ذلك وهنا ان خالف الاتراك العقد فلنا ان نقاضيهم ولنترك هذا الحديث عن مؤامرات مزعومة من اردوغان والاخوان ادت لقطع الكهرباء عن السودان ، مع تاكيدنا على ان اردوغان والاخوان ليس مستبعدا أن يتآمروا على السودان.
The post اردوغان والاخوان وازمة الكهرباء بالسودان appeared first on السودان اليوم.