غير مصنف --

التطرف خطر يهدد الجميع فليحاربه الجميع

خاص السودان اليوم:
بعيدا عن اوضاع البلد الاقتصادية السيئة ، واوضاعها السياسية المضطربة ، وتجاذباتها المخيفة فان خطرا داهما يتهدد الجميع ويلزم ان يعمل الكل على وضع حد له والتكاتف بوجهه ومحاربته وهو فى مهده حتى لايستفحل ويصعب على الناس التصدى له ، هذا الخطر هو التطرف والارهاب الذى لم تعرفه بلادنا فى الماضى ولم يزدهر نشاطه ويظهر إلا بعد الغزو الوهابى الذى تعرضت له البلد سواء بالحملات المسماة دعوية ومجيئ عشرات السلفيين من مراكز التأهيل العلمى والدراسة فى السعودية وباكستان وغيرهما ، أو بظهور المؤسسات الإجتماعية والاقتصادية والتعليمية الممولة سعوديا والتى تقدم خدمات للناس وتستغل بساطتهم وعدم وعيهم فتبث فيهم الافكار المتطرفة حتى ان بعض الناس ولعدم معرفتهم بمآلات تصرفاتهم نراهم يفتعلون مشاكل مع اهلهم فى قضايا خلافية لاتستحق ان ينشب حولها خلاف أصلا لكنها الطريقة السلفية فى تعليم اتباعها التطرف والشذوذ الفكرى والحيلولة بينهم والتعايش مع مجتمعهم الذى يرونه كافرا تلزم مجاهدته ، أو على الاقل هناك تيار فى السلفيين تكفيرى يحكم بعدم اسلام المجتمع. السلفيون بتطرفهم وارهابهم وبعدهم عن الدين القويم والسلوك الحميد نراهم اسهموا فى ادخال الفتنة الممقوتة الى البلد التى لم تكن تعرف هذا الأمر ، وكان الناس يعيشون على سجيتهم حتى جاءهم الارهاب والتطرف السلفى فاحال هدوءنا الى شر مستطير واصبح الكل يخاف على السودان ان ينجرف فى اتون فتنة عمياء بلهاء لاتبقى ولاتذر .
ولن ينسى الناس حادثة الخليفى ولاعباس الجرافة ولا الارهابيين فى مدنى ، ولن ينسوا تشييد منابر خطابة لداعش المجرمة وتولى مشايخ الفتنة زمام الامور فى الدروس بالجامعات والتلفزيون والاذاعة ، بعد ان افردت لهم الدولة مساحات واسعة ، وثتيت لهم الوسادة فافتوا وافسدوا ، ومن جرائمهم الواضحة الدفع بشباب الى بؤر التوتر والزج بهم فى الحرب الى جانب المتطرفين التكفيريين ، وقد رأينا عشرات الشباب السودانيين من الجنسين يقاتلون فى صفوف داعش واخواتها من التنظيمات الارهابية المجرمة ، ونعلم انه تم قتل عدد من ابناء وبنات السودان فى هذه المعارك ، ومازال هناك عدد منهم فى تلك المناطق فى صفوف المجرمين ، وهؤلاء سافروا الى تلك المناطق بعملية معقدة احد أهم الفاعلين فيها والداعمين لها والداعين اليها مشايخ يعتلون منابر الجمعة ويؤججون الفتنة وهم قادة التيارات السلفية ، ومع اختلافاتهم الداخلية فانهم يبقون جميعا أهم مهددات الامن والسلم المجتمعى فى بلدنا .
وهاهى احدى نتائج التطرف تفجع الجميع أمس فى الولاية الشمالية ،وسريعا ما انتشر الخبر ، ومابين حزن وذهول عاش اهل منطقة البركل ريفى مروى وهم يرون احد ابناء القرية التى لم تشهد مثل هذا الفعل فى تاريخها ، اذا به يوجه أربعة طعنات قاتلة الى قلب احد مواطنى القرية داخل المسجد ويتركه غارقا فى دمائه ليفارق الحياة داخل المسجد ، ويروى اهل القرية ان نقاشات حادة جرت بين المجرم الارهابى والضحية اكثر من مرة وكانت تدور عن الخلافات حول بعض الرؤى الدينية التى يتباينوا فيها ، ولكن ما افجع اهل السودان جميعا ان يتحول الخلاف فى الرؤى الى مشكلة ينتج عنها القتل ، وهذا هو التطرف الذى يهدد الجميع ويجب على الجميع ان يتصدوا إليه ويحاربوه معا.
وهذا هو الخبر المفجع :
تلقت منطقة البركل بريفي مروي صدمة كبيره إثر الحادثه الأولي من نوعها في منطقه الشمال اذ توفي الحاج ابراهيم بابكر (ود الصيدا) بعد تلقيه طعنات قاتله أصابت القلب أثناء صلاة الظهر في مسجد العبدلاب في قرية البركل ، وذكر أهل المنطقة أن السبب هو خلافات ونقاشات محتدمه دارت بين الإثنين في قضايا تخص الدين والشريعة .
وكان القاتل – ويسمي ب ود عوض مدني ـ وهو معروف بأنه من المتشددين الدينيين في قرية البركل قد سلم نفسه للمصلين بعد نهاية الجريمة بعد ان سدد للمرحوم طعنات قاتله أثناء سجوده وتركه عائما في الدماء وسط المسجد .
ان الحادث يضع البلاد علي مفترق طرق وينذر من مستقبل مظلم ويشي بإحياء الفكر المتطرف الذي يغذي عقول الجاهلين بأن مثل هذه الأفعال أقصر طرق الجنة .
تقبله الله مع الشهداء وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .

The post التطرف خطر يهدد الجميع فليحاربه الجميع appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى