خاص السودان اليوم:
لم تمر بلادنا بوضع أصعب من هذا الذى تعيشه الان ، ويخيم على الناس الخوف من المجهول الذى يتجهون إليه فى ظل الازمات السياسية والاقتصادية الكبرى والغير مسبوقة والتى انعكست سلبا على حياتهم ومعاشهم .
وفى ظل هذا الوضع الحرج اجتاحت العالم كورونا فاثرت بشكل كبير جدا فى اقتصاديات الكبار وكان اقتصادنا الهش اضعف من تحمل اثارها فازدادت معاناة الناس وتفاقمت ازماتنا ونعيش الان وضعا صعبا باعتراف الحكومة نفسها .
ونعلم ان الظروف الصحية فرضت تغيير الصورة العامة واقتضى الحظر العام الذى تم فرضه علينا لمواجهة الوباء ان يتم اغلاق الدوائر الحكومية واعطاء الموظفين إجازة عامة ، وكان هناك بالطبع استثناء لبعض القطاعات (لانعنى بهم القطاع الصحى والامنى) فى المؤسسات الحكومية اذ طلب منهم ان يداوموا بحسب تحديد اداراتهم ولما يقتضيه الحال فى كل مؤسسة ، وهؤلاء الذين شملهم الاستثناء وداوموا على عملهم وكانت مواظبتهم بحسب الظرف ، هؤلاء عملوا بما يفرضه عليهم الواجب وهم أصلا موظفين يأخذون اجرهم بشكل منتظم لكنهم وفى خطوة غير موفقة طالبوا بمنحهم حافز مقابل
عملهم الواجب عليهم أصلا ويتقاضون عليه راتب ، ولايقولن لنا احد انهم يعملون وزملاؤهم فى عطلة فهذا ترتيب اقتضته الطوارئ وليس لاحد ان يتحدث عنه ، ناهيك عن ان مراعاة الظرف العام الذى تمر به البلد والوضع الصعب للناس يفترض ان يدفع هؤلاء الموظفين الى رفض الحافز لو اعطى لهم لا ان يطالبوا به ويصروا عليه ، وليتهم اذ فعلوا ذلك طالبوا بالمعقول لكن ماذا نقول مع هؤلاء الذين يغالون فى الطلب .
هذا الأمر حدث فى كثير من المؤسسات والهيئات والوزارات ، والمطالبات تتفاوت من مكان الى آخر ، ونكتفى بمثال واحد لاحدى الوزارات الولائية – وزارة الزراعة بولاية الخرطوم – التى يطالب الموظفون بها الذين داوموا أيام الحظر يطالبون بحافز كورونا والذى حددوه بمبلغ الف جنيه للموظف يوميا ، وهاهو الحظر وقد مر عليه الان شهران مما يعنى ان مطالبة كل موظف الان تساوى ستين الف جنيه ، واذا افترضنا ان العاملين كانوا فى حدود العشرين شخصا فان مطالباتهم تكون مليون ومائتى الف جنيه (مليار ومائتى مليون ) ، ولنا ان نتخيل عدد الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية والولائية وعدد منسوبيها الذين يطالبون بحافز كورونا ومدى الارهاق الذى ستعانيه الخزينة العامة .
للسادة الوزراء – كل فى وزارته – وللسيد وزير المالية وللسيد رئيس الوزراء نقول اوقفوا هذا العبث وامنعوا حافز كورونا فالبلد لاتحتمل المزيد من الارهاق والضغوط.
The post حافز كورونا appeared first on السودان اليوم.