الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
الخرطوم: صديق رمضان
والبلاد شهدت يوم السبت ولأول مرة منذ خواتيم شهر فبراير تفوق حالات الشفاء من جائحة كورونا علي عدد الاصابات المسجلة في 24 ساعة، نشب فجأة خلاف حاد بين وزارتي المالية والصحة بدد فرحة انخفاض الإصابة وارتفاع حالات التماثل للشفاء.
هذا الصراع غير المألوف على صعيد حكومة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك منذ تكوينها في سبتمبر الماضي، فقد ظلت متماسكة على عكس حاضتنها السياسية الحرية والتغيير التي ضربتها رياح الخلافات الحادة، وقبل أن يظهر خلاف البدوي وأكرم على السطح فقد ظلت المعارضة المتمثلة في التيارات الإسلامية تطرق باستمرار على جملة التبرعات التي تلقتها البلاد من المجتمع الدولي لمجابهة جائحة كورونا، وتساءلت عن كيفية صرفها ووجهتها التي ذهبت ناحيتها وبدأت مشككة في حدوث ثمة تجاوزات ترقى لدرجة الفساد، لتنجح المعارضة في جر وزارة الصحة الى توجيه الاتهام الى وزارة المالية في سعيها لنفض يدها من مسؤولية أموال الدعومات الخارجية وحملتها مسؤولية التصرف فيها، وذلك من خلال خطاب تم تسريبه خطه الوزير أكرم بيده.
بالمقابل فإن وزارة المالية لم تتأخر كثيرا في تبرئة ساحتها وتأكيد عدم تصرفها في أموال المنح والهبات المخصصة لمواجهة جائحة كورونا، بل مضت بعيدا وكشفت عن توفيرها مبلغ ثلاث مليون جنيه لوزارة الصحة واعتبرت في هذا تأكيدا على تعاونها المطلق.
وسعت (الانتباهة أون لاين) لمعرفة أسرار هذا الخلاف ومن أول الحقائق التي استوثقت منها عدم صحة ادعاء وزير الصحة المتعلق بتوجيه وزارة المالية مبلغ خمسة مليون دولار للبارجة التركية التي تمد مدينة بورتسودان بالكهرباء، فقد سبق أن كشف مدير هيئة الموانئ البحرية الكابتن أونور سلطان عن تسديد الهيئة من مواردها مبلغ خمسة مليون دولار للأتراك وذلك تنفيذا لتوجيه وزارة المالية.
ويقول مصدر أنه يوجد فهم مغلوط فيما يتعلق بأموال المنح والهبات، ولفت في حديث مع (الانتباهة أون لاين) الى انها وفي اغلب الحالات لايتم تسليمها نقدا بل عبر مواد عينية، واضاف:”الدولة التي تتبرع بمبلغ تعلن عنه تطالب التي سيذهب ناحيتها بتحديد المواد العينية التي تحتاجها حيث تعمل على إرسالها بذات قيمة المبلغ، وللأسف لقد ضاعت على البلاد عدد من المنح منها الأمريكية التي تبلغ ثلاثة وعشرون مليون دولار وكذلك دعم الصليب الأحمر وثلاث دول وجهات أخرى يبلغ مجمل تبرعها مائة مليون دولار التزمت بأن تشتري عبرها مواد عينية للسودان، والسبب في ضياعها يعود الى وزارة الصحة التي كان ايقاعها بطئ في تحديد الاحتياجات لتذهب بذلك التبرعات الى دول أخرى كانت أكثر جاهزية في تحديد حوجتها الحقيقية من المعينات الطبية.
ويقول المصدر أن سبب الخلاف الحقيقي بين الوزارتين يعود الى مطالبة المالية بفواتير توضح أوجه وبنود صرف المبلغ الذي خصصته لجائحة كورونا البالغ ثلاثة مليون جنيه وان الصحة لم تمدها حتى الآن بالفواتير التي تعزز الصرف، مؤكدا على ان وزارة المالية وفي تأكيد على دعمها المطلق للصحة لمجابهة جائحة كورونا خصصت مكتب متابعة داخل مقرها لمن تحدده وزارة الصحة وذلك لتسهيل ومتابعة حصولها على الأموال المطلوبة غير أن الأخيرة لم تبتعث احد.
ويستبعد محدثنا أن يكون الصراع بين حزبي الأمة والشيوعي سببا في تباعد الخطى بين البدوي والتوم المحسوبين على الحزبين، غير انه ينوه بأن الوزير أكرم ومثلما هو ثوري ومتجرد وصاحب عطاء وافر الا انه سريع الانفعال ولايكترث بالمؤسسية ويعشق الانفراد بالعمل.
The post السودان: (الانتباهة) تكشف الأسباب الحقيقية لخلاف وزارتي المالية والصحة appeared first on الانتباهة أون لاين.