السودان اليوم :
تشييع كبير جرى لجورج فلويد قبل ثلاثة أيام ودفن الرجل بجوار والدته فى تكساس ، لكن هل انتهى الأمر بدفنه؟ لا طبعا ، فامريكا اليوم تنشد التغيير ، وهاهى شخصيات كبيرة فى المجتمع الامريكى اضافة الى العديد من المحتجين باوروبا يساندون الدعوة لانهاء حالة العنصرية التى تضاعفت بعد وصول ترامب الى البيت الأبيض وذلك سواء تصريحاته المنكرة او تصرفاته الغير منضبطة ، والتى لاتشبه بأى حال تصريحات وتصرفات القادة والزعماء السياسيين ، وقد انتبه الكثيرون اليوم الى ان القانون والمفارقة ان الشرطة التى يفترض فيها ان تحرص على تطبيق القانون هى التى تنتهكه ، وفى الحادثة الاخيرة حاول رئيس الشرطة فى مدينة مينابوليس ان يدافع عن الشرطى القاتل وزملاءه المجرمون بل رآهم معذورون فى ما أقدموا عليه ، وظل الشرطى القاتل طليقا ولم يعتقل إلا بعد اشتداد وطأة التظاهرات وارتفاع الاصوات المطالبة بمعاقبته ومن معه ، وخلف الشرطة المنتهكة للقانون يقف الرئيس ترامب الذى يسعى بجد لتبرئة ساحة الشرطة بدلا من ضبط المخالفات وردع المخالفين لكنه – ترامب – اعتبر فى احدى تغريداته ان فلويد يستحق القتل ، وفى تغريدة اخرى انكر ان يكون احد رجال الشرطة قد دفع رجلا سبعينيا بعنف ورماه على الطريق وقد نزف الكهل دما دون ان يهتم له العديد من رجال الشرطة الذين مروا بجواره وهو ينزف ويتالم ، ولما اكتشف ترامب ان تكذيبه للواقعة غير ممكن كتب ان كان يحرض على العنف وهو عضو بجماعة يسارية متطرفة وانه يستحق ماحدث له ، ولم يفكر ترامب فى تخطئة الشرطة فى سلوك يتناغم مع تأييده لها فى عنفها وعنصريتها المقيتة
وفى امريكا نجد ان العنصرية والتمييز امور مجرمة بنص القانون الشرطة المناط بها حماية القانون والعمل على تطبيقه هى التى تنتهك القانون وتمارس العنصرية المقيتة بدلا من ان تحاربها – كما اسلفنا – ، ونجد ترامب وبدلا من ان يعمل على تهدئة الامور ومعالجة الازمة فانه يعمل عكس ذلك تماما ويخرج فى خطاب مقتضب يوجهه الى الأمريكان البيض يخوفهم من أعمال العنف التى يمكن ان يقدم عليها السود وهو تحريض للبيض ودعوة لهم الى الاستعداد لمواجهة السود ودعمه فى الانتخابات القادمة حتى يعملوا معا من اجل لجم العنف المتوقع من الأمريكان السود ، وهذا الموقف بحد ذاته تكريس من ترامب للعنصرية وهو فى موقع المسؤولية والقرار وكان الاجدر به ان يدعو لتجاوز الازمة ومخاطبة الأمريكان على السواء رافضا العنصرية وداعيا الى وحدة المجتمع الامريكى على قاعدة المساواة لكن ترامب أقدم على عكس ذلك تماما ، ولابد من الإنتباه الى خطورة هذا الموقف الذى اتخذه ترامب فهو تشجيع على حالة الانقسام فى المجتمع الامريكى ، ويمكن للناخب الامريكى ان إنتبه لهذا ان يبدأ فى احداث التغيير .
ولايمكن اغفال ان ترامب كرس لهذه العنصرية بمجرد وصوله الى البيت الأبيض اذ سخر يومها من سلفه (الرئيس اوباما ) داعيا اياه الى العودة الى كينيا ، ثم قراره بفصل الأطفال عن امهاتهم فى تعامله مع ملف المهاجرين وغالب هؤلاء كانوا من السود ، واليوم مازال الرئيس ترامب على نفس نهجه داعما للتصرفات العنصرية ، ويفترض فيه ان يعمل على محاربتها لكنه لم يفعل وهذا وحده كاف لزيادة الضغط عليه من قبل مناهضى العنصرية حتى يسقطوه فى الانتخابات القادمة باعتباره احد العقبات أمام مشاريع الاصلاح السياسى والقانونى فى بلدهم.
The post ترامب احد العقبات أمام الاصلاح السياسي والقانوني في بلده .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.