السودان اليوم:
وزير الصحّة أكرم يُعيد حافز لحضوره إجتماع بوزارته وهو نثريات إجتماع مجلس إدارة الصندوق القومي للإمدادات الطبية و أرسل الوزير (مشكوراً) خطاب للإمدادات موضحاً أن ما قام به (يقصد الإجتماع) هو من صميم عمله ودعا لترك (لاحظ كلمة ترك) فستكون محور الاستفسار دعا لترك موروثات النظام البائد الفاسدة وأمر بعدم تخصيص مثل هذا الحافز ، المبلغ كان خمسة ألف وتسعة وتُسعُون جنيهاً أي (36) دولاراً . نعود لكلمة (ترك) موروثات النظام السابق (طيب) يا دكتور تسعة أشهر لم تراجع هيكلة وزارتكم وهيكلها الراتبى وحوافزها فماذا كُنت تفعل فأنت أكثر وزير شغل الرأي العام بالتعينات و الإقالات لم تُكلف نفسك ساعة من وقتك الثمين لتنقيح اللوائح الداخلية وإصدار اللوائح التنظيمية حسب رؤيتكم لتأتى (بسم الله ماشاء الله) لتعيد مشكوراً (36) دولار مع كلمتين من النوع (أبو كديس) للاستهلاك السياسي فأنت من تُسأل الآن عن الوزرارة فقد خرج (الكيزان) الله يرحمهُم وتركوك قائماً أعدت لنا (36) دولار مشكوراً علي النزاهة ولكن مات الناسُ في عهدكم علي أبواب المُستشفيات وإنعدمت الادوية وهرب الأطباء وتفشي الوباء بسوء إدارتكم وتُحدثُنا عن ستة وثلاثون دولاراً يا أخي أستحي على وزارة تُصبح بطاقم وتُمسي بطاقم جديد .
وزير المالية الدكتور (ود البدوي) يعترف بوجود عجز فى سداد الرواتب وفق الهيكلة الجديدة ويعد بحل هذا الاشكال قريباً وذكر أن بعض الولايات وظّفت أعداد كبيرة من الموظفين دون التنسيق مع وزارة المالية واشار الى بعض مؤسسات الدولة وسمي بعضها بها عمالة اكثر من المطلوب (برأيه) وطفق ود البدوي يجري شمال يمين يبحث عن مخارجة من هذه (الدقّسه) المعيبة لوزير مالية أعلن عن هيكله رواتب و شرع فى تنفيذه ليكتشف بعدها (معليش يا جماعة المبلغ لن يكفى) فى (عُواسة) لن تقع فيها (ستات الطعمية) صدقوني ! أين الدراسة والحصر والبرامج الحاسوبية ومصدر هذه الزيادات الم يقل قائلهم أنها من الأموال المنهُوبة وها هى قد عادت لاصحابها وقال البعض أنها اموال تخص القُوات المسلحة وها هو معالي الوزير يعتذر للضيوف ولسان حاله يقول (معليش يا جماعة رُشُوا ليهم بي مُوية لغاية ما نضبح تاني) هل هذا هُو الوزير الذي قالوا فيه ما لم يقله مالك فى الخمر!
لجنة إزالة التمكين ومُحاربة الفساد تفصل المئات من موظفى الدولة فى مُختلف الوزارات والمُؤسسات الحكومية وما كان لهذا الرقم الذي يعتبر الاكبر أن يظهر ضخماً هكذا لو أوصّت اللجنة بالإعفاءات عبر كل وزارة مُنفصلة حسب قانونها وكان يُمكن أن يتم ذلك كإجراء (رُوتينى) عادي و لا أريد أن أوغل فى السّرد لأن هذه اللجنة مُحصنة نفسها (بالضراع كده) بقانون يُجرم كل من ينتقدها . ولكن حتى لا يشعر رجل الشارع العادي أن الدولة تُهدم من الداخل بتصفية الخدمة المدنية فأرجُوكم (كل زول رسلو ليهو ورقتو فى بيتو) و (ريحُونا) من حكاية الدراما الاسبوعية هذه . أمّا حكاية أن نثريات البشير العشرين مليون دولار شهرياً و ها قد ذهب البشير منذ (14) شهر فهذا يعني أن هُناك (280) مليون دولار (كاش) هى بحوزة الحُكُومة الجديدة ويُفترض أن تسّد لها (فرقة) في الميزانية المُمْزقة فأين ذهبت ؟ يظل سؤالاً قائماً ومليارات (ماليزيا) ماذا فعلتُم حيال إستردادها .
بالتأكيد أن السواد الأعظم من الشعب السودانى لا تهمه الرواتب ولا ستة وثلاثين دولار أكرم ولا تصفية الخدمة المدنية بقدر ما يهمه معاشه اليومي ومواصلاته وعلاجه وتعليم أبنائه ومن يعتقد أن حُكم السُودان يعنى الخرطوم فهو واهم ومن يعتقد أن رضى موظفى الدولة يعنى رضى الشعب فهو واهم ومن يظُن أن مُؤتمر هُنا وهُناك سيغنى عن الحق و الرغيف شيئاً فهو واهم . و (برأيي) حُكومة (قحت) تجهل أو تتجاهل وعي الشعب لا أدري لعله لطول إغترابها فى المنافى فما زالت هذه الحكومة تعتقد أن إنسان السُودان هو إنسان الثمانينيات البسيط الذي يُمكن أن تأخذه بالعاطفة والحماس وتدغدغ مشاعره بالعواطف وتثيرهُ بالهُتافات . بالأمس القريب ما أن أصدر رئيس الوزراء قراره بتعيين السيد/ الصديق عبد الهادى ابوعشرة القادم من فلادليفيا ولاية بنسلفانيا الأمريكية رئيساً لمجلس إدارة مشروع الجزيرة إلا وطالعتنا الوسائط بسيرة الرجل التى ليس فيها حرفُا أخضرا واحدا يربطه بالأرض والفلاحة فكل خبراته فى مجال (التأمين) وله مُؤلفات ولم تُنسب اليه درجة الدُكتوراه ولم تنسي السيرة مسقط رأسه وقريته وخلفيته الشيوعية وغيرها من محطات حياة الرجل إذاً شعبٌ كهذا (أديهو طرف الخيط) فلم تعد تنطى عليه عبارات الخبير العالمى والسياسى المعرُوف و النطاس البارع وغيرها من هالات (النفخ) التى لم تعُد تأكل عيشاً في ظل العولمة و ذكاء هذا الشعب لذا باءت كل مُحاولات إلتفاف حُكومة السيد حمدوك على حرف السين والفعل ب (سنفعل) بالفشل وفى كل مرة يصل معها المواطن حتى (المِيس) ليُسجل نقطة فشل جديدة ثم يعودُ يلعق الصبر . حتى بلغ كيلو العدس مئتان وأربعون جنيها وقد ورثه حمدوك بستين جنيهاً و الامثله تطول . لذا المُؤتمرات واللقاءات التى تحاول تكثيفها حكومة (قحت) هذه الايام ما هى إلا رسالة لما بعد (الكُورونا) فى ظل تصاعد الدعوات لمسيرات حاشدة خلال هذا الشهر قد تكونُ هى الحالقة لحكومة (قحت) .
قبل ما أنسي :ـــــ
فى الثمانينيات كنت أبحث مع شقيقى الاساتذ أنس على شقة للايجار بمدينة (الزقازيق) وكُنا نترددُ على السمّسار عصمت المكوجي ولثلاثة أيام نجد المحل مُغلق وصبي يجلس على كنبة بجواره فيخبرنا أن عصمت (طلع) مع زبون وسيعُود ، يتكرر معنا ذات الرد كل يوم . و فى اليوم الرابع وجدنا السمّسار والمحل مفتُوح فقصصنا عليه قصة تردُدنا والصبي فقال إنه سافر لمدينة (المينيا) بصعيد مصر ويدفع للصبي مبلغ من المال بغرض الابقاء على الزبائن لحين عودته ! أظن هذا ما تفعله حُكومة (قحت) قافلة محل المكوة و مُستأجرة الصبي و(المايكرفون) .
The post حركات عصمت المكوجي.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.