الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
*بحكم معرفتي الواسعة بخصائص وصفات منسوبي قبائل النوبة الذين نشأت وترعرت معهم ومازالت تجمعني مع عدد مقدر منهم وشائج مصاهرة وإخاء وصداقة، فقد تملكتني الدهشة الممزوجة بالحسرة لدخول أحفاد السلطان عجبنا في صراعات مميتة في عدد من ولايات البلاد مع مكونات اجتماعية متعددة، وبحثت عن تفسير موضوعي يزيح ستار هذا التحول الغريب في سلوك بعضا من النوبة من التسامح والطيبة الي الغلو والتطرف في المواقف.
*فخلال عام فقط دخلت مكونات للنوبة في اقتتال بعدد من مدن البلاد ضد إثنيات تجمعها علائق وطيدة باحفاد الأميرة مندي، ففي الشرق سالت دماء ذكية وأزهقت أروح طاهرة في صراع عبثي بين النوبة والبني عامر في تجاهل واضح وتحد صارخ للعلاقة الخاصة التي تجمع بين هاتين المجموعتين، بدأ الصراع القاتل في القضارف، مرورا بخشم القربة وبورتسودان ثم حل ضيفا ثقيلا بكسلا تسبب في إزهاق وإصابة مئات الأشخاص دون أسباب منطقية.
*ودخلت مكونات للنوبة في صراعات واقتتال مع القرعان بنهر النيل، و احتضنت دار نعيلة بجنوب كردفان صراعا آخر كان أيضا النوبة طرف فيه، وذات الشئ حدث بينهم والمسيرية واخيرا شهدنا أحداثا مؤسفة بين النوبة والرواوقة.
*بكل صدق فإن هذا الأمر يبدو غريبا ومدعاة للدهشة والتعجب لجهة أن سلوك الإنسان النوباوي وكما هو معروف يجنح دائما نحو السلم والتعايش والتوادد، وهذه الحقيقة لاتحتاج الي شهادة مني لانها واقع يدركه كل اهل السودان من واقع انتشار النوبة في كافة أرجاء البلاد التي يعتبرون سكانها الأصليين ومن ومكوناتها الاجتماعية المؤثرة علي مر التاريخ.
*هذه المتغيرات غير المألوفة فتحت أبواب التأويل علي مصراعيها فيما تملكت الحيرة كثيرين وأنا واحد منهم في إطار بحثنا الدائم عن أسباب دخول مكونات نوباوية في صراعات مع أطراف متعددة، لتقفز الكثير من الأسئلة التي تحتاج الي إجابات تبدد الغموض وتزيل الحيرة.
*هل هي مؤامرات تحاك ضد النوبة لدفعهم الي الأنكفاء والانزواء سعيا وراء تحقيق أجندة البعض التي تسعي الي انشاء دولة بجبال النوبة في إطار مخطط تقسيم البلاد، وهل يعقل أن يتم تمرير هذا المخطط علي من تؤكد الأدلة والبراهين انهم اصل السودان ولحمته وسداه وملح أرضه؟
*ام انهم ضحايا لأجندة خبثاء وجبناء لايملكون القدرة علي المواجهة مع الآخرين واتخذوا النوبة مخلب قط للحرب بالوكالة عنهم لتنفيذ مخططاتهم الوضيعة؟، أم أن مايحدث الهدف منه شيطنة النوبة وإظهارهم بمظهر القبيلة المتفلت أفرادها لتأليب الرأي العام ضدها لإضعاف شوكتها بحكم انها من ممسكات وحدة البلاد؟
*ام ان مايحدث هو نتاج تخطيط دقيق من قبل الإسلاميين لضرب الدولة السودانية والثورة لإدراكهم التام أن أبناء النوبة في القوات النظامية خاصة الشرطة والجيش هم اغلبية وأصحاب تأثير كبير وعطاء وافر، وهذه الفرضية ليست مستبعدة من واقع تمتع الكيزان بالذكاء الضار.
*ام ان النوبة شعروا بالحرية وتنفسوا الصعداء بعد كبت وظلم الإنقاذ لهم وارادوا التأكيد علي وجودهم المؤثر، أم أن كل الحوادث كانت فردية ونتيجة جهل من الذين ضلعوا فيها من منسوبي القبيلة، ام انهم وجدوا أنفسهم مجبرين علي دخول هذه المعارك من أجل دفع الظلم عنهم؟.
*النوبة وحدهم من يملكون إجابات لهذه الأسئلة، وتظل الحقيقة راسخة وواضحة مثل الشمس في رابعة النهار تؤكد أن النوبة ملح أرض السودان وأنهم أصحاب بشرة سمراء وقلوب بيضاء وان الذي حدث لايشبه أخلاقهم الطيبة وسلوكهم المحترم.
خارج النص
ناصر الطيب مدير شركة النيلين للتأمين للبحر الأحمر من أبناء نهر النيل تتملكه قناعة راسخة أن بروف صديق تاور هو رئيس السودان القادم بل أعلن عن دعمه ترشيحه منذ الآن لهذا المنصب، وهذا الأمر له الكثير من الدلالات التي تؤكد مدي تقدير السودانيين للنوبة والاقرار بكفاءاتهم، واضم صوتي الي صوت الأخ ناصر وارشح منذ الآن تاور رئيسا للجمهورية من واقع تجرده وتميزه وقوميته وحسن خلقه.
The post السودان: صديق رمضان يكتب: النوبة والخطر الداهم appeared first on الانتباهة أون لاين.