غير مصنف

السودان: العيكورة يكتب: ما بين (هلُمجرّات) الإمام و(سَنعبُر) حَمدُوك … (البدّلة)

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

الشعبُ السُوداني شعبٌ ذوّاق جداً لتلقى المُفردات والحديث وله أذنٌ (تغربل) الكلام وعقل يُمحص المُفردة ويقرأ معناها و معنى ما خلفها وكثيراً ما يصفُ الكلام الذى ليس له معني بجملة (كلام ساكت) فإن قال لك إن هذا الرجُل بتكلّم ساكِت فأفهم أن كلامه لا وزن له في نظر المُستمع ، بالأمس الأول وعطفاً على لقاء السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذى رغم تجاوُزه للساعة لم يخرج من جُملة أنه (كلام سَاكِت) شأنه شأن لقاءات الصادق المهدي عندما كان رئيساً للوزراء في الثمانينيات فقد أتعب الناسُ بحق فإن أدرتْ مُؤشر الراديو وجدته يُحاضر ويُنظر و إن هَربَت الى التلفاز وجدتُه يملأ الشاشة حديثاً ونظريات حتى أصبح مادةً للتنتر و خيال خصب لرسامي (الكاريكاتور) ولظرفاء المجالس يحّكُون عنه ما يقولُ وما لم يقُل وأذكر أنه أشتهر بكلمتي (هلُمجرا و ينبغى) لا يكادُ يخلوُ منهُما تسجيلاً حتى لُقب بأبو الكلام وتارة بحامل (المايك) يُقصد به كثرة الثرثرة و وحبه للمايكرفونات ، فالشعب السودانى فطِن وغير مُحب للتنظير بطبعة و يُقيم الأداء بالعمل والبُرهان لا بالحديث و الوُعود وسُرعان ما ينفض يديه مُتذمراً بعبارة (ياخ ده بتكلم ساكت) إذا سمع ما لا يدخُل (النافُوخ) لذا (برأيي) ليست من السهولة أن يَضحك عليه رئيس الوزراء السيد حمدوك ولا غيرهُ . و قد بدأ السيد عبد الله و كأنهُ يسلك ذات منهج الصادق المهدى في تسويق المُفردات يبيع خلالها وهَم المُنجزات الوهمية و شتّان بين كاريزما عُمامة الصادق وعدم قُبُول الثاني لدي الكثيرين . وإن بدأ حمدوك أكثر أناقة (بالفل سُوت) والحذاء اللامع الذي لا أظنهُ قد لامس أديمُ السُودان وقد صور اللقاء أحد ظُرفاء الميديا بالأمس فى طُرفة تقولُ : أن واحدة سألت خطيبها متي سنتزوّج ؟ فأجابها مبتسماً (ده سُؤال مُمتاز جداً يحتاج مِنّا لتضافُر الجُهود وده إختبار حقيقي لخُطُوبتنا والسُؤال ده بخلينا نعمل مع بعض كواحد من تحديات فترة الخُطُوبة ولازم نعمل في تناغم مُستمر للعُبُور و الاجابة على السؤال ده أكيد بتخلينا أنا وأنتي نعمل مع بعض وحا نتفاهم و حا نقدر نَصَل ونشوف حا نعرّس مِتين ! تقول الطُرفة أن الخطيبة ردّت عليه مُمتعضة قائلةً (خلاص يا حمدوك) تماماً كما كان يلتفُ رئيس الوزراء حول الاسئله في لقائه الاخير و هذه تُعيدُنى الي مُستهل هذا المقال بأن هذا الشعب ذكى ولمّاح وليس بمقدور الساسة إستدرار عطفه بالخُطب ولو بكُوا أمام (المايكرفونات) و (برأيي) أنْ لقاء حمدوك الأخير به إجابات كثيرة تصلح (لكوميديا) محمد نعيم سعد . يُسأل عن حصاد القمح فيقول (آ آ آ ملحمة حصاد القمح) ، يُسأل عن سعر الدولار فيحدثنا عن رؤية المستثمرين وإرتباطهم بسعره صُعوداً وهُبوطاً دون الاجابة عن سبب الصعود والهبوط أساساً ، يُسال عن إنفلات الأسعار فيحدثك عن وفرة السيولة النقدية ، يُسأل عن تبخر الهيكل الراتبي الجديد في السوق فيحدثك عن أنه حقٌ أصيل لشعبنا ! يُسأل عن خُطط حُكُومته لإدارة الإقتصاد وحلحلة المشاكل الآنية والخطط المُستقبلية فيحدثك عن الأحزمة الخمسة (كلام في الهواء) . وليبدو هذه المرّة أنه (ود بلد) حشر لنا إسم منطقة (أم دافوق) ( توجيهات الحزب الشيوعي طبعاً) وغيرها من مُفردات الصادق المهدي (حجّانا) بها في أسلوب المُتأمل وهو يُجيبُ كما الفلاسفة يُشبك بين أصابعه يستدعى الاجابة من الافق الحائر. يُنزلُها من الأحلام الوردية ليقنع المُشاهد بعالم إفتراضى يراهُ واقعاً بخياله ولا يراهُ المُواطن إلاّ كسرابٍ بقيعة ! فمن يُخاطب حمدوك؟ اليس هو ذات الشعب الذي برع فى حصة الانشاء ويحفظُ فن الجناس والسجع والبلاغة أليس هو الشعب الذى أطربته الخُطب الصدوقة للمحجُوب وعُمر الحاج موسى والكلام البلدي الذى إن قال إن القطار بين ظهرانيكُم فأنظروا إليه فهد يعنى أنه قد وصل ، يا سيدي نحنُ شعبٌ يُحلل ويقرأ ويُقارن ويُحاسب فالميكانيكى والنجار والخياط كُلُهم له رأيُ و(راديُو) فإن لم تُقنعهُ (هُنا أم دُرمان) سافر الى (البي بي سي) و(مونت كارلو) وغيرها يبحثُ عن الحقيقة .
إذا و إن بدأ حمدوك في لقائه الأخير أكثرث تماسُكاً نوعاً ما من ذي قبل إلاّ أن مُفردات الحزب الشيوعي التى حاول (حشرها) ككلمة (شعبُنا) التى وردت في غير ما مرة في ثنايا الاجابات قد فضحت الهدف وكشفت المستور (أنا أتحدث إذاً أنا موجُود) هذا ما تُريدُ قحت إيصاله للمواطن. لم تأتٍ المُقابلة بالحد الأدنى المرجو منها وهو بث (التفاؤل) الذي تلاشي في علياء حمدوك رئيس وزراء لا يعلمُ علي ماذا يقتاتُ شعبه و لا أظن أن هذه المهازل الخطابية ستفوت على فطنة شعبٍ (الجريدة) عندهُ أهمُ من (ساندوتش) الفطور ، شعبٌ يُدركُ أن المنابر سوقٌ وأن البضاعة هى هذا الوطن العظيم وما حُكُومة (قحت) إلاّ مرحلة من السمسرة الرخيصة كشفها صاحبُ الدرّداقة وسِت الشاي وبائع الماء البارد قبل المثقفين وعُلماء القانون والسياسة .

قبل ما أنسى:ـ

من أراد الحصول علي إستفتاء مجانى فليذهب ليري شعبية (حمدوك) وحُكُومته بالوسائط و(اليوتيوب) فكم من الثمانية وثلاثين مليون نسمة يُتابع و يؤيد ! أترك لك الإجابة .

الاحد ٧/ يونيو ٢٠٢٠م

The post السودان: العيكورة يكتب: ما بين (هلُمجرّات) الإمام و(سَنعبُر) حَمدُوك … (البدّلة) appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى