الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: سهيل أحمد سعد الأرباب
الانقسام الرأسي لتجمع المهنيين أكبر مهدد لاستمرار ونجاح الثورة السودانية وهو صانعها وراعيها وعرابها الاول وكيف لا ومواقيت الموكب اليومية والاسبوعية والشهرية كانت تصدر بانتظام عبر منشوراته عبر صفحته بالفيسبوك وعبر مايعرف بتوقيت ثورة ونصف اى موعد انطلاق الزغرودة الشهيرة الساعة واحدة ونصف ظهرا معلنه بدء التظاهرة باحد ميادين وشوارع واحياء العاصمة وهو موعد يعلن جراة وتصميم الشعب على زلزلة النظام البائد وهزت اركان عرشه الامنى الضخم والمهيب والذى كلف خزينة الدولة مليارات الدولارات من اجهزة ومعدات وكوادر بشرية واسلحة مختلفة الانواع حتى اصبح قوة ضاربة على مستوى الاقليم وهو ماورد من تساؤلات عن عجزها بالتقاط موكب معروف سلفا موعدة وبالدقيقة وعير النشر بالواقع العامة كما ورد بلسان النائب لريس الجمهورية حسبو عبر التسريبات التى نشرت لاركان النظام لمعالجة ودراسة ازمة المظاهرات عبر قناة العربية.
وبذلك سطر تجمع المهنين نفسه باحرف من ذهب بتاريخ الشعب السودانى وبصميم قلوبه مخلصا اعظم من اكبر ديكتاتورية ظلامية ووحشية فى عصور التاريخ الحديث ثلاثون عاما عجاف انتهكت فيه كل المحرمات للشعب السودانى من حريات عامة وخاصة واهدار وسفك للدماء وانتهاك كرامة وكبرياء الفرد السودانى حتى داخل بيته الخاص ومواعيد نومه وحركته والوصايا الفكريه على اعتقاداته وخياراته السياسية وحرمانه من حقوقه الوطنية وافقاره بالجوع والمرض والجهل والحروب المستعرة بكل اطراف الوطن محرقة انسانية كبرى لم تعرفها شعوب الارض الاخرى وتفريطا بحدود الوطن وجغرافيته وتماسكه الاجتماعى فبات مجتمعا للبؤس والكراهية والقتل وسفك الدماء بغير معنى.
وتجمع المهنيين هو خط دفاع الثورة الشعبية ضد مغامرات العسكر والطامعين فى سرقة ثورته والحاقدين على نجاحها وانعتاق الشعب من اسر الظلم والديكتاتورية وسيره وتطوره على مدرج النمو والتطور بحركة التاريخ للامم الحرة.
وبمساهمة تجمع المهنين السليم والمعافأة ضمان لنجاح متطلبات الفترة الانتقالية من توفر الحد الادنى من ضمانات نجاح اكمال هياكل الحكم الاقليمى بالولايات وعملية السلام والمؤتمر الدستورى باسهام مركزيته ونقاباته بالحراك العام ومساهماته باعتباره شريكا اصيلا فى هموم وقضايا المرحلة والاهم ابوته للقاعدة السياسية والقوى الثورية الفعالة من لجان احياء ومدن ومصدر القوى المعنوية والالهام للثوار بكافة بقاع السودان بالداخل وتنظيماتهم بالخارج من جاليات ومنظمات مجتمع مدنى مختلفة فهو مثالها المرتجى بالفعالية والاصرار والصرامة فى انجاز المهمات عبر تجربة الثورة وانجازها الممتدة اشهر عدة دون تراخى او تهاون وبمستوى جودة واداء تنظيمى عال وراق.
ومايميز تجمع المهنين تنوعه السياسي والفكرى لعضويته مماجعله يمثل كل فسييفساء المجتمع السودانى مما اهله ليكون حاضنة لاعظم ثورة سودانية شملت كافة ارجاء الوطن وبكل الفئات العمرية والنوعية ولذلك يعتبر عمل تحالفى بامتياز والمحافظة على هذا السر ستكون رافد فعاليته واستمراريته ودون ذلك يعنى فنائه فى صراعات على الاقل هذا ليس اوانها ومبكرا جدا على قيامها لمن يرى ويسمع ويعلم مايريد وانتصار زائف ومميت لمن يرى ان الاستحواز عليه انتصار لقيم الديمقراطية وحماية الثورة ونجاح العمل النقابى.
لذلك المطلوب الان تحرك سريع من قوى الثورة وطليعة الوعى السياسي والثقافى والفكرى المبادرة بمعالجة هذا الجرح العظيم والصدع المؤلم بجسم تجمع المهنين ولو بالتضحية ببعض الحقوق الديمقراطية المكتسبة ولو باسلوب ديمقراطى وعيا بالراهن وتحديات القادم للوطن والثورة والشعب.
The post السودان: سهيل الأرباب يكتب: الثورة السودانية بغرفة الانعاش appeared first on الانتباهة أون لاين.