السودان اليوم:
يحكى أن أحد السودانين وهو مقيم بألمانيا، قال ذهبت إلى محل تجاري لاشتري بطيخة، من أحد المجمعات الغذائية الألمانية، فرفعت بطيخة وصرت أطبطب عليها… لم تعجبني طبطبتها فاخترت واحدة أخرى وتركتها لذلك السبب … اخترت ثالثة أخرى وطبطبتها فوجدت طبطبتها (حنينة وجذابة) فاخذتها، كانت بالقرب مني تقف سيدة ألمانية يبدو أنها كانت تنظر إلى باستغراب لماذا افعل هكذا بالبطيخ… دون أن أشعر فسألتني: لماذا تضرب البطيخ ..؟! قلت لها: افعل هذا لكي أختار واحدة حمراء وحلوة.. نحن طبعنا بنطبطب على البطيخ اولا قبل ان نشتريه .. فقالت ممكن تطبطب على بطيخة واحدة تختارها لي؟ .. قلت (أسطح) بيها شوية قلت ليها انا ود باقير وعملت خبير بالبطيخ وصرت أطبطب إلى أن اخترت واحدة لها واوشكت أن ادفع حقها (واوريها نحن ناس واجبات) لكنها رفضت .. قالت: شكرا… فسالتني من أي بلد أنت ..؟ قلت لها: أنا سوداني.. إبتسمت وقالت: ليتكم تطبطبوا على السياسيين الذين في بلدكم أكثر من مرة حتى تختاروا الخيار الأفضل وذهبت….
ماقالته الألمانية وذهبت، نصيحة ويبدو أن النساء الالمانيات صاحبات حقائق و نصائح … الدليل على ذلك المستشارة أنجيلا ميركل عندما حدثت أزمة اللاجئين السوريين الذي وصلوا اوربا بإعداد كبيرة جراء الاقتتال الدائر هناك…. قالت: كان من الاجدر أن تستضيفهم مكة قبلتهم… فهي أولى بهم… لكن نحن نرحب بهم في ألمانيا كما رحب النجاشي بالمسلمين من قبل…. فالتاريخ يعيد نفسه… كلمة قوية ومؤثرة لحكامنا العرب علهم يهتدون…
إذن كما يقول المثل خذوا الحكمة من أفواه المجانين… يبدوا اننا سوف ناخذ الحقيقة والنصيحة من أفواه الألمانيات!
حقيقة هنا في خارطتنا السياسية توجد أزمة طبطبة قبلية للسياسين من أجل التنقية والاختيار ، كيف نتحصل على القوى الأمين؟ صارت بالنسبة لنا معضلة، عاطفتنا وجهويتنا وقبيلتنا اصبحت هي الطبطبة التي ظللنا نفعلها طوال كل الحكومات السابقة، في الاختيار السياسي للشخصيات تنعدم المعايير المنطقية للاختيار وتتغلب الأهواء الشخصية…
رواندا بعد الأزمة التي مرت بها والاقتتال الذي حصد الملايين استعادت عافيتها والان أصبحت في مصاف الدول المعافية اقتصاديا لماذا؟ لأن الرئيس الرواندي دقق كثيرا وفحص ومحص وزراء حكومته قبل أن يختارهم فنجحوا نجاحا كبيرا وضربوا أروع المثل في العمل التنفيذي الإداري والممارسة السياسية الرشيدة… إذن… فلناخذ من الالمانيات النصيحة وناخذ من الرجال الرواندين الطبطبة السياسية… ولكم في البطيخ عبرة…. يا أولي الألباب.
The post ولكم في البطيخ عبرة!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.