السودان اليوم:
قرار الرئيس ترامب وضع جنرال على راس اللجنة المختصة بمعالجة أزمة الاحتجاجات التى تشهدها بلاده ، هذا القرار يوضح الطبيعة الديكتاتورية لهذا الرئيس وبعده التام عن الديموقراطية وحقوق الانسان ، وتغليبه الخيار العسكرى والامنى فى الحل ، وعدم اختياره للحل السياسى ومعالجة اساس المشكلة التى فجرت الاوضاع وجعلتها تتسع بهذه العجالة ، وقد عبر عن ذلك صراحة احد اعضاء مجلس الشيوخ بقوله ان توجيه الرئيس ترامب بالتعامل مع المحتجين بالقوة والحسم ووصفه للمحتجين بانهم مخربون ارهابيون لابد من التصدى لهم هذا يجعل من ترامب دكتاتورا لايناسب منصب رئيس امريكا التى تتبنى الديموقراطية وتدعو لها بحسب قول النائب بمجلس الشيوخ ، اما رئيسة الكونغرس بيلوسى فقد قالت انه فى الوقت الذى تحتاج فيه بلادنا الى مايوحدها ويقرب بين ابنائها فان الرئيس ترامب يمزق البلد ويشكل خطرا على وحدتها ، ونحن الان اشد من اى وقت مضى حاجة الى انتخاب قيادة تليق بهذا البلد العظيم .
وقد تواصلت المظاهرات فى عشرات المدن الأمريكية احتجاجا على عنصرية الشرطة ، وتم إرسال ثمانمائة عنصر من أفراد القوات الخاصة يوم الاثنين الى واشنطون بعد وصول الاحتجاجات الى البيت الأبيض وهروب ترامب خوفا على سلامته كما قال ، وامس تم الاعلان عن ارسال 250 عنصر اضافى من كلفورنيا الى العاصمة واشنطون لتامين المدينة، وكان نواب فى الكونغرس قد انتقدوا تأييد الرئيس لاستخدام الشرطة الرصاص فى مواجهة المحتجين . وقال رئيس لجنة الموازنة بالكونغرس ان ترامب بتهديده الملايين من ابناء الشعب الامريكى باستخدام السلاح ضدهم انما يشكل اكبر تهديد للدولة الأمريكية وتماسكها فى العصر الحديث ، ولابد من وضع حد لها الذى يحدث.
وقد كان لافتا فى هذه التظاهرات ان من اجتمعوا فى محيط البيت الأبيض رفعوا صوتهم مطالبين الرئيس ترامب بالرحيل على اعتبار انه بات يشكل تهديدا للسلم والأمن المجتمعى الامريكى بتأييده العنصرية المقيتة التى تمارسها الشرطة ، وممارسته القمع والتسلط ، واتصافه بصفات الزعماء الديكتاتوريين الذين لايطبقون قواعد العمل الديموقراطى ولايلتزمون بها ، وهذا النداء المطالب لترامب بالرحيل يعتبر استفتاء حقيقيا على مكانة الرجل ومواقفه المرفوضة شعبيا ، وتصب هذه التفاعلات فى خانة أضعاف فرصة الرئيس ترامب فى التقدم بالانتخابات الرئاسية القريبة.
The post دكتاتورية ترامب تزيد من الدعوات لرحيله .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.