السودان اليوم:
(1)
الشينة منكورة، سواء جاءت من لدن شريف أو لص ظريف، أو جاءت من وضيع أو رفيع، أو جاءت من مغمور أو مشهور، أو جاءت من عسكرى أو مدنى، فكل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها، والحكمة تقول لا تنتقم، أجلس على حافة النهر وانتظر سيأتى التيار يوما ما حاملا جثة عدوك.
(2)
وعدونا وعدو ثورة ديسمبر المباركة الاكبر، هو من خطط وفكر ودبر وشارك وساهم ونفذ المقتلة الدموية، وفض اعتصام ميدان القيادة العامة بالخرطوم، بالقوة المفرطة، والتي معلوم أنها خلفت من الشهداء والجرحى والمفقودين، ما خلفت، ولم تزل جراحها مفتوحة حتى الآن، ولن تندمل إلا برد الحقوق الى اهلها، ومحاسبة كل مجرم، يظن انه فوق الحساب، وانه سيآوى الى جبل يعصمه من المحاكمة، ، فلا عاصم فى ذلك اليوم إلا بالقصاص العادل.
(3)
والحقيقة أمرّ من الحنظل، لمن ضاق طعم الحنظل، والحقيقة في فض الاعتصام ، ككرة تهمة تتبادل الاطراف (التي في قلبها حرقص) تتبادل قذفها ورميها على الطرف الاخر، وكل جهة تحاول المستحيل من اجل تبرئة ساحتها، ومحاولة إبعاد حبل المشنقة عن رقبتها، ولكن كل متوقع آت.
(4)
ودية الحقيقة عظيمة ، عظم (بكسر العين) الجرم الذى ارتكبوه فى حق اولئك الابرياء العزل، إلا من رفع صوت الحق، فى وجه بنادق السلطان الجائر، الحقيقة كبيرة، ولكن أكبر منها، الدماء الطاهرة التي سالت فى ميدان الاعتصام، وكان كل املها وامانيها بان تحقق للشعب السوداني الكريم، الحرية والسلام والعدالة، فكان جزاءها القتل غيلة وغدرا، بل والتنكيل بحرمة الموتى.
(5)
وللذين يتبادلون رمي كرة تهم فض اعتصام ميدان القيادة العامة، نقول لهم فضلا، أطمئنوا لا تتعبوا أنفسكم كثيرا، فعند لجنة التحقيق، في فض الاعتصام عندها الخبر اليقين، والاتهام المؤكد.
(6)
فاطمئنوا، فان الشجار والعراك، لا يؤخر ولا يقدم شيئا أطمئنوا ، ان التنابز بالالقاب والغمز والهمز عبر اللقاءات التلفزيونية وعبر اللقاءت الجماهرية، لن يغير من الوقائع على ارض الواقع شيئا، وحبل المشنقة، الذي تفرون منه فانه ملاقيكم، فاطمئنوا فان حبل المشنقة، يسع جميع المجرمين، وجميع القتلة، وجميع المشاركين والمخططين والمنفذين في جريمة فض الاعتصام، وحبل المشنقة ممهول جدا.
(7)
والشهيد يشتهي عند مقابلة ربه ان يسأل قاتله، فيما قتله؟ ولماذا قتله؟ واهل الشهداء والثوار وعموم اهل السودان يشتهون شيئين، معرفة الذين دبروا وخططوا ونفذوا فض اعتصام ميدان القيادة، وتكون المعرفة موثقة بالأدلة والبراهين، ويريدون معرفة الحقيقة فقط، ولا نبالغ إذا قلنا ان الجميع يشتهي، الحقيقة ثم القصاص والدم قصاد الدم.
(8)
واحذروا الوعد والعهد، الذي قطعه الشعب السودانى، البطل، الذي خرج وإقتلع الطاغية البشير، وهو دم الشهيد ماراح، فمهما تطاولت ساعات الليل، فلا بد لصبح الحقيقة ان ينجلي، ولابد للقاتل ان ينال جزاءه العادل، فالبر لا يبلى والذنب لا يُنسى، وكما تدين تدان.
The post حبل المشنقة يسع الجميع!!.. بقلم طه مدثر appeared first on السودان اليوم.