في تطور يثير تساؤلات حادة حول مستقبل الأمن الإقليمي، أفادت مصادر بأن تحركات سودانية تتعلق باتفاق لإنشاء منشأة بحرية روسية على الساحل الشرقي للبلاد أثارت ردود فعل أميركية غاضبة، وسط تحذيرات من أن الخطوة قد تعمّق عزلة السودان وتفاقم أزماته الداخلية.
ووفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني”، فإن مسؤولاً أميركياً رفيعاً أكد أن واشنطن على دراية كاملة بالمشروع الذي أوردته وول ستريت جورنال، مشيراً إلى أن الاتفاق يمنح موسكو حق تشغيل قاعدة بحرية لربع قرن—وهو ما وصفه بأنه مكسب استراتيجي لروسيا إذا تم تنفيذه، في وقت تتصاعد فيه المنافسة على النفوذ في ممرات البحر الأحمر الحيوية.
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تشجع الخرطوم وبقية الدول على تجنّب أي تعاملات مع قطاع الدفاع الروسي، محذراً من “عواقب خطيرة” قد تشمل فرض عقوبات على كيانات أو أفراد مرتبطين بالاتفاقات العسكرية أو اللوجستية، بما يضع السودان أمام مخاطر اقتصادية وسياسية متزايدة.
وأضاف أن المضي في التعاون الأمني مع موسكو سيقود —بحسب تقديره— إلى تضييق الخناق الدولي على السودان، وتعميق الصراع الدامي بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، إضافة إلى رفع مستوى التوترات التي تهدد الاستقرار الإقليمي وممرات التجارة العالمية.
وفي سياق متصل، شدد المسؤول الأميركي على أن مسؤولية وقف الانتهاكات تقع على الطرفين المتحاربين، داعياً إلى هدنة إنسانية عاجلة للتخفيف من المعاناة المستمرة التي يعيشها ملايين السودانيين.
وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن مصادر سودانية أن المقترح الروسي يمنح موسكو موقعاً بحرياً هو الأول لها في أفريقيا، ونقطة ارتكاز قريبة من طرق تجارة دولية حساسة، وهو ما تعتبره واشنطن جزءاً من سباق محموم لمنع روسيا والصين من تعزيز نفوذهما في موانئ ذات قيمة استراتيجية على البحر الأحمر.









