أفادت مصادر دبلوماسية بأن الحكومة الكولومبية عبّرت رسميًا عن رفضها القاطع لأي دور لمرتزقة كولومبيين في الحرب الدائرة بالسودان، مؤكدة أن هؤلاء الأفراد لا يمثلون الدولة وأن بوغوتا تتعامل مع الملف باعتباره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال لقاء جمع مندوب كولومبيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، غوستافو قالون، مع نظيره السوداني حسن حامد، حيث سلّم قالون مذكرة رسمية تشير إلى تحركات عاجلة للحد من سفر مقاتلين سابقين إلى مناطق النزاع، وعلى رأسها السودان.
ووفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني”، أوضح قالون أن العناصر الكولومبية المنخرطة في النزاع لا تخضع لأي جهة رسمية، بل تنتمي لفئات “متفلتة” أو سبق لها الانخراط في جماعات مسلحة محلية، ما يجعلها خارج السيطرة الأمنية المباشرة للحكومة الكولومبية.
وأكدت المذكرة التي تسلّمها الجانب السوداني أن كولومبيا تتعامل مع الظاهرة باعتبارها أولوية قصوى، وتسعى إلى اتخاذ إجراءات صارمة بالتنسيق مع أطراف دولية، وسط تحذيرات من تفاقم ظاهرة “تدويل المرتزقة” في بؤر التوتر الأفريقي.
ويرى مراقبون أن مشاركة مقاتلين أجانب في الحرب السودانية تساهم في تعقيد المشهد الأمني، وتعكس فشل المنظومة الدولية في الحد من ظاهرة العبور غير المشروع للحدود من قبل مسلحين مدججين بالخبرة والسلاح، الأمر الذي قد يطيل أمد النزاع ويُفرغ الجهود الدبلوماسية من مضمونها.