جامعة الدلنج تعزز حضورها الدولي عبر شراكات استراتيجية مع جامعات ماليزية

أحمد المحقق يمول محطتين للطاقة الشمسية بـ30 مليون دولار ويقدم منحاً جامعية مجانية دعماً للعدالة التعليمية والتنمية المستدامة

كوالالمبور – ماليزيا

في خطوة جديدة تعكس توجه جامعة الدلنج نحو العالمية، وقعت الجامعة عدداً من اتفاقيات التعاون الأكاديمي ومذكرات التفاهم مع مجموعة من الجامعات الماليزية الرائدة، في مقدمتها: كلية ألفا الجامعية، جامعة المدينة، الجامعة الإسلامية في ملاكا، وجامعة جوماتيكا الماليزية، وذلك خلال زيارة رسمية إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وترأس الوفد الأستاذ أحمد إبراهيم المحقق، رئيس مجلس إدارة جامعة الدلنج، الذي يقود جهوداً واسعة لتطوير الجامعة أكاديمياً وبحثياً على المستوى الإقليمي والدولي، ضمن رؤية طموحة تهدف إلى تحويل السودان مركز إقليمي للتميز الأكاديمي.

تفاهمات أكاديمية نوعية: دعم الطلاب وتطوير الكوادر

الاتفاقيات التي تم توقيعها جاءت شاملة ومتكاملة، إذ تم خلالها الاتفاق على منح أكثر من 20 فرصة دراسات عليا لدرجة الماجستير، و10 منح لدرجة الدكتوراه لطلاب جامعة الدلنج، مما يشكل نقلة نوعية في فرص التعليم العالي للطلبة السودانيين.

كما تضمنت الاتفاقيات إطلاق برامج شهادات مزدوجة تمنح الطلاب درجات علمية معترف بها من الطرفين، بالإضافة إلى برامج لتبادل الأساتذة والطلاب، وهو ما يتيح بيئة أكاديمية غنية ومتنوعة، تسهم في بناء القدرات وتعزيز التفاهم الثقافي.

تعاون علمي في البحث والنشر والإشراف المشترك

في جانب البحث العلمي، تم الاتفاق على الإشراف المشترك على الرسائل الجامعية، خاصة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ما من شأنه رفع جودة البحوث ومواكبتها للمعايير العالمية، كما تم الاتفاق على نشر أبحاث علمية مشتركة في مجلات محكمة، وتنفيذ مشاريع بحثية تعاونية بين الجانبين في مجالات استراتيجية مثل التعليم الرقمي، التكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة.

نقل المعرفة والتكنولوجيا عبر بوابة جامعة الدلنج

الاتفاقيات لم تقتصر على الجوانب الأكاديمية فحسب، بل شملت أيضاً التعاون في مجالات الابتكار والتقنيات التعليمية الحديثة، وتبادل الخبرات في التحول الرقمي ومناهج التعليم الذكي، كما تم الاتفاق على فتح فروع للجامعات الماليزية داخل السودان بالتعاون مع جامعة الدلنج، لتكون مركزاً للابتكار ونقطة وصل أكاديمية بين آسيا والقارة الإفريقية.

وفي بادرة اجتماعية، أعلن الأستاذ المحقق عن تخصيص عدد من منح البكالوريوس المجانية لأبناء العاملين في الجامعة، مقدمة بالكامل من جهوده الشخصية، دعماً لرسالة الجامعة في الإنصاف التعليمي والعدالة المجتمعية.

مبادرة وطنية لتنمية البنية التحتية عبر الطاقة الشمسية

في لفتة تنموية بارزة، أعلن الأستاذ أحمد إبراهيم المحقق عن تمويل مشروعين للطاقة الشمسية بقيمة 30 مليون دولار من ماله الخاص، حيث تم التعاقد مع شركة تركية لتوريد محطتين تعملان بالطاقة الشمسية، الأولى ستُركب في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، والثانية في بربر بولاية نهر النيل، بتكلفة قدرها 15 مليون دولار لكل محطة.

وتم شحن المحطات بالفعل، ومن المتوقع وصولها خلال الأسبوعين المقبلين، لتبدأ أعمال التركيب، في خطوة من شأنها تحسين استقرار الخدمات الأساسية في المناطق التي تحتضن مشاريع الجامعة.

آفاق دولية جديدة نحو توأمة مع جامعات آسيوية وأوروبية

أكد الأستاذ المحقق أن هذه الشراكات تمثل فقط بداية لخطة توسعية أكبر، حيث تجري حاليًا الترتيبات لتوقيع شراكات جديدة مع جامعات في الصين، إندونيسيا، وعدد من الدول الأوروبية، في إطار سعي الجامعة لتوسيع شبكة علاقاتها العلمية الدولية وتبادل التجارب والخبرات في مختلف التخصصات.

كما من المنتظر عقد مؤتمر أكاديمي مشترك بين جامعة الدلنج والجامعات الماليزية خلال الفترة المقبلة، لتفعيل بنود الاتفاقيات ومتابعة تنفيذها، إلى جانب إطلاق سلسلة من الفعاليات العلمية وورش العمل المشتركة.

إخلاص في العمل ورؤية إنسانية للتعليم

في ختام الزيارة، أكد الأستاذ أحمد إبراهيم المحقق أن كل ما تم إنجازه لا يأتي بدافع المنصب أو المصلحة، بل هو واجب وطني تجاه طلاب السودان، وقال:
نحن نعمل من أجل الوطن بلا مقابل، وندرك أن من أراد الخلاص فعليه بالإخلاص. فليس الطريق لمن سبق، بل الطريق لمن صدق صلى الله على النبي العدنان