أفادت مصادر مطلعة بوجود تصدعات متزايدة داخل هيكل قيادة ميليشيات الدعم السريع، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات من شخصيات كانت محسوبة على الدائرة الضيقة للقائد محمد حمدان دقلو “حميدتي”. وتكشف تصريحات حديثة لمستشاره السياسي السابق، يوسف عزت، عن أزمة عميقة في الخطاب السياسي والإعلامي وتضارب مراكز القرار، وسط ما وصفه بـ”تغييب متعمد” للقائد عن الواقع الميداني.
عزت، وفي تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”، أشار إلى أن حميدتي أصبح معزولًا عن التطورات العسكرية والسياسية، محمّلاً مسؤولية ذلك لمقربين يُبقونه في “عزلة مقصودة” عن مجريات الحرب والواقع السياسي المتغير.
ووفق معلومات حصلت عليها منصة ” الراي السوداني ” ، فإن هذه التصريحات تعكس حالة اضطراب داخل الصفوف القيادية، حيث عبّر عزت عن غياب ما وصفه بـ”الرؤية الناضجة” لدى ميليشيات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الارتجال في المواقف والتصريحات بات يهدد تماسك القاعدة المؤيدة ويعمّق فقدان الثقة على المستويين الداخلي والخارجي.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن غياب الشفافية والرسائل الواضحة يزيد من عزلة القوات عن محيطها الشعبي والسياسي، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مدى سيطرة حميدتي الفعلية على مفاصل القرار داخل قواته، في ظل تسريبات تتحدث عن صراعات مكتومة بين أجنحة القيادة.
وأضافت ذات المصادر أن قرارات تُتخذ باسم القوات دون تفويض حقيقي، مما يخلق حالة من الضبابية في فهم التحركات الميدانية، ويفتح المجال أمام تحليلات متضاربة حول الأهداف الاستراتيجية للدعم السريع في المرحلة المقبلة، وسط تسارع في مجريات الحرب وتغير التحالفات.
هذا التطور يأتي في وقت حساس من عمر الحرب السوداني، حيث تزداد الضغوط الإقليمية والدولية للتوصل إلى حلول سياسية، بينما يعاني الداخل من أزمة قيادة وخطاب قد تُفقد قوات الدعم السريع تماسكها وتضعف موقعها التفاوضي مستقبلاً.
