ود مدني، ولاية الجزيرة: حالة من الغضب والحديث المتواصل عن “المتعاونين والشفشافة”

متابعات-الراي السوداني-تعيش مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة حالة من الاستياء العام بسبب استمرار حرية عدد من الأشخاص المتورطين في جرائم قتل واغتصاب ونهب وتشريد المواطنين. حيث يتنقل هؤلاء بين الناس دون أن يظهر عليهم أي شعور بالذنب، ويواصلون حياتهم وكأنهم لم يرتكبوا أي جرائم.
وتداولت الأوساط الشعبية في المدينة العديد من القصص حول هؤلاء “المتعاونين”، الذين يتم إطلاق سراحهم بطرق غير قانونية، سواء عبر الواسطة أو الرشوة، حيث يحكي البعض كيف تم إطلاق سراحهم دون محاكمة أو محاسبة.
في الوقت نفسه، يعاني سجن ود مدني من أوضاع صحية مأساوية، بعد تفشي وباء الإسهالات المائية “الكوليرا” بين النزلاء. وقد أدى نقص الكادر الطبي والأدوية إلى وفاة العديد من السجناء، مما يشكل تهديداً صحياً خطيراً على سكان الولاية، خاصة مع عدم توفر الإمكانيات اللازمة لمكافحة المرض.
ورغم مرور شهرين على تحرير ولاية الجزيرة، إلا أن دواليب العمل في الحكومة المحلية ما تزال تسير ببطء. حيث تعاني العديد من الوزارات، بما في ذلك وزارة الصحة، من غياب الكوادر المتخصصة بسبب نزوح العاملين إلى خارج الولاية أو اللجوء إلى دول أخرى.
من جانب آخر، تشهد صحة البيئة في المدينة تدهوراً ملحوظاً، إذ تنتشر أكوام القمامة في الشوارع الرئيسية والأسواق، كما تعاني الأحياء السكنية من انتشار البعوض بشكل كبير، مما يضيف معاناة جديدة للمواطنين في ظل الوضع الراهن.
أما في ما يخص خدمات الكهرباء، فقد بدأت تعود تدريجياً إلى القرى والمدن، ولكن لا تزال هناك شكاوى من عمليات “دفع” غير رسمية للأطقم العاملة في إصلاح التلفيات، حيث ذكر بعض المواطنين أنهم حصلوا على الكهرباء بعد دفع مبالغ للأطراف المعنية.
وأبدى البعض أملهم في أن يتبع والي ولاية الجزيرة نهج والي الخرطوم، الذي تحرك بسرعة بعد تحرير الولاية، مما أسهم في عودة الخدمات تدريجياً ودعوة الوزارات الاتحادية للعودة إلى الخرطوم، مما ساعد في استعادة الأمان والاستقرار للمواطنين.