اخبار السودان

“حرب الظلال”.. حين تصبح الشائعة أخطر من الرصاصة!

الراي السوداني

تابعنا على واتساب

متابعات – الراي السوداني

مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، لم تعد الخسائر تُقاس فقط بعدد القتلى أو الدمار، بل باتت الصدمات النفسية أحد أفظع تداعيات هذا الصراع المنسي، حيث يواجه الملايين من السودانيين ما يُشبه “الانهيار الصامت”، وسط تزايد غير مسبوق في معدلات الاكتئاب، الهلع، والأرق، بحسب دراسات محلية ودولية.

وتفيد دراسة حديثة أجراها المركز الأميركي لأبحاث الصحة العامة، أن نحو 62% من السودانيين الذين ظلوا لأكثر من 30 يومًا داخل مناطق القتال يعانون من اضطرابات نفسية متفاوتة، بينها حالات اكتئاب حادة وإدمان وهلاوس وخوف مزمن.

الهستيريا الجماعية.. الخطر الخفي لا تقف المأساة عند هذا الحد، فقد كشفت تقارير جمعية علماء النفس السودانيين أن الشائعات المتداولة حول الحرب باتت تزرع “هستيريا جماعية” في المجتمع، حيث يتحول الخوف إلى عدوى تنتشر بين الأفراد، وتخلق بيئة مثقلة بالتوتر والتوجس، قد تكون أكثر فتكًا من المعارك الميدانية.

وأكدت استشارية الطب النفسي د. مواهب عبد المنعم أن “تنظيمات سياسية معينة” استغلت هذه الحالة النفسية لترويج سردياتها عبر الشائعات، ما ساهم في مضاعفة معاناة المدنيين، وجعلهم ضحايا للقلق الجماعي والاتهامات العشوائية.

أرقام مفزعة ونقص فادح في الدعم تشير الأرقام إلى كارثة وشيكة: طبيب نفسي واحد لكل 2.5 مليون سوداني فقط، بعدما فرّ معظم الأخصائيين من البلاد أو توقفوا عن العمل. وبينما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن المتوسط العالمي هو 25 طبيبًا لكل 100 ألف شخص، لا يزال ملايين السودانيين بلا أي دعم نفسي يُذكر.

كما أن نحو 70% من مؤسسات الصحة النفسية خرجت عن الخدمة، تاركة الناجين من مناطق القتال يواجهون صدماتهم وحيدين، وهو ما أكدته دراسة للمركز الكندي للأبحاث، والتي وجدت أن 63% ممن عانوا من صدمات الحرب لم يحصلوا على أي دعم نفسي.

شهادات من قلب المأساة فاطمة، أم لخمسة أطفال، تمكنت من الهرب من شرق الخرطوم بعد أسابيع من القصف، لكن آثار الحرب لم تغادر منزلها. طفلها الأصغر (8 أعوام) يُبلل ملابسه باستمرار ويصرخ في نومه، بينما أصبحت ابنتها الكبرى (15 عامًا) صامتة، منطوية على نفسها. “أطفالي انهاروا… وكأننا لا نزال هناك” تقول فاطمة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى